تأخر توزيع الغاز المنزلي في الحسكة يدفع سكان لاستخدام مواقد غير آمنة

الحسكة – نورث برس

يخصص حسن عبد الرحيم (52 عاماً) وهو من سكان حي تل حجر بمدينة الحسكة، كل شهر نحو 70 ألف ليرة سورية لتأمين الغاز المنزلي لعائلته، في ظل تأخر توزيعه من قبل الإدارة الذاتية.

وشهرياً، تستهلك عائلة “عبد الرحيم” المؤلفة من عشرة أفراد، أسطوانتين من الغاز المنزلي، يتراوح سعر الواحدة منها ما بين 30 و35  ألف ليرة سورية.

وفي الحسكة، كما جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، يشتكي السكان من تأخر توزيع الغاز المنزلي من قبل الكومينات، ويضطر ميسورو الحال لتأمين المادة من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، فيما يلجأ ذوو الدخل المحدود لاستخدام المواقد البدائية المعتمدة على الكاز.

والكومينات هي وحدة اجتماعية أسستها الإدارة الذاتية ضمن الأحياء, تتألف من عدة لجان من سكان الحي وتعمل على تأمين حاجات الحي.

ويقول “عبد الرحيم” بينما يظهر من خلفه المئات من أسطوانات الغاز التي سلمها أصحابها لكومين الحي بغرض استبدالها، “لم نستلم الغاز من الكومين منذ ثلاثة أشهر، أوضاعنا سيئة، لا نستطيع تحمل تكاليف الشراء من السوق باستمرار”.

وتضطر عائلة الرجل الستيني أحياناً، لاستخدام موقد الكاز البدائي والمعروف محلياً بـ”البابور”، ولكن عدم حصولها على الكاز من محطات الوقود، يدفع رب الأسرة لشرائه من السوق بسعر 200 ليرة لكل ليتر.

ويشير “عبد الرحيم” إلى أن بعض أصحاب البسطات الذين يبيعون الكاز يضيفون إليه الماء، وهو ما يتسبب بأعطال للبابور.

المئات من أسطوانات الغاز في كومين بحي تل حجر بالحسكة سلمها أصحابها بهدف تعبئتها- نورث برس

ويبلغ سعر أسطوانة الغاز المنزلي التي يتم توزيعها عن طريق الكومين ثلاثة آلاف ليرة، في حين يتراوح سعرها في السوق السوداء ما بين 20 و35 ألف ليرة وذلك حسب كمية الغاز الموجودة في الأسطوانة.

ويقول مسؤولون في الإدارة الذاتية إن المنطقة تعاني من نقص في إنتاج الغاز وهو ما يتسبب بتأخر عملية التوزيع.

وفي تصريح سابق لصادق محمد أمين، الرئيس المشترك للإدارة العامة للمحروقات في الإدارة الذاتية، قال لنورث برس، إنه سيتم استيراد مادة الغاز من إقليم كردستان العراق لتغطية النقص في مناطق الإدارة الذاتية على اعتبار أن إنتاج الآبار في شمال شرقي سوريا، من مادة الغاز لا يغطي حاجة المنطقة.

وتتعرض الإدارة الذاتية لانتقادات واسعة بسبب نقص أصناف الوقود والغاز المنزلي في المنطقة المنتجة للنفط، وسط تساؤلات يطرحها البعض حول كيفية توفر الغاز في السوق السوداء في حال كان هناك قلة في الإنتاج؟.

وكان سكان الحسكة يحصلون على أسطوانتين من الغاز كل شهر قبل نحو عام ونصف، ليتم تقليص الكمية إلى أسطوانة واحدة كل شهر فيما بعد، وحالياً يتم توزيع واحدة كل ثلاثة أشهر.

وتفاقم قلة ساعات إمداد المدينة بالتيار الكهربائي، الوضع سوءاً، حيث لا يتمكن السكان من الاعتماد على المواقد التي تعمل على الكهرباء.

وتقول فاطمة شيخموس (50 عاماً) وهي من سكان حي المشيرفة بالحسكة، إنها تعتمد على المازوت والبنزين لإشعال البابور بسبب قلة توفر الكاز.

وتشير السيدة الخمسينية، التي تتألف عائلتها من ثمانية أفراد، إلى مخاطر استخدام الكاز وتأثير الروائح الصادرة عن احتراقه على صحتها، إلا أنها لا تجد بديلاً آخر لإعداد الطعام لعائلتها.

وفي ذات الحي، لم تستلم كلستان جوي (38 عاماً)، الغاز منذ أربعة أشهر، لتضطر هي الأخرى لاستخدام البابور لتدبر كافة أمورها المنزلية من إعداد الطعام وتسخين المياه وغيرها.

وتطالب “جوي”، التي تعاني من مشاكل صدرية نتجت عن الاستخدام المستمر للبابور، بوضع حلول جدية لحل المشكلة وتوفير أسطوانات الغاز بشكل دائم.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدار محمد