بعد صراع سياسي.. وثيقة سياسية توحد الأحزاب السريانية الآشورية في القامشلي
القامشلي – نورث برس
في الأول من نيسان/أبريل الجاري، وبالتزامن مع احتفالات (عيد أكيتو)، وقعت تشكيلات سياسية للسريان الآشور في منطقة الجزيرة السورية، وثيقة تفاهم سياسي بين المنظمة الآثورية الديمقراطية وحزب الاتحاد السرياني.
ويختلف الطرفان المتفاهمان في انتمائهما، فالمنظمة الآثورية منضوية في الائتلاف السوري المعارض والذي يتخذ من أنقرة مقراً له، بينما الاتحاد السرياني شارك في تأسيس مجلس سوريا الديمقراطية وهو الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية.
اتفاق على اللامركزية
وقال كبرئيل موشيه كورية، وهو مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في المنظمة الآثورية الديمقراطية إن “الوقت متاح لجميع القوى الوطنية، للانخراط بالحوارات فيما بينها للوصول إلى تفاهمات أيضاً، بين جميع المكونات بقصد إعادة ترتيب أوضاع منطقتنا”.
ولم يحظَ الحوار السرياني باهتمام إعلامي، بخلاف الحوار الكردي بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، والذي لم يستطيع تجميع الفرقاء منذ نحو عامين، رغم رعاية قوات سوريا الديمقراطية والخارجية الأميركية له.
وقال “كورية” لنورث برس إن الحوار حظي بدعم شعبي من السريان الآشوريين ولا راعٍ دولي للحوارات.
وجاء في الوثيقة الموقعة أن اللامركزية هي النظام الأمثل في إدارة سوريا مع الحفاظ على وحدة أراضيها.
وقال مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في المنظمة الآثورية إن “تحقيق ذلك يحتاج إلى نظام لا مركزي في سوريا، واللامركزية بقناعتنا، كانت إحدى البنود الأساسية الواردة في وثيقة التفاهم”.
ولا توجد إحصائية دقيقة عن عدد السريان الآشور في سوريا، خاصة مع هجرة أعداد كبيرة منهم خارج البلاد، خلال سنوات الحرب.
انسحاب عقب الاتفاق
وأعقب الاتفاق السرياني، إعلان التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية من الكوادر المنشقة، أمس الأحد، انسحابه من الائتلاف المعارض.
وجاء قرار التجمع بالانسحاب بعد ساعات من إقالة الائتلاف لـ 14 عضواً من أعضائه.
وقال التجمع في بيان اطلعت عليه نورث برس، إن “إنهاء عضوية ممثل التجمع الوطني الحر في الائتلاف دون التواصل مع التجمع، يثبت إمعان الائتلاف بسياسة التفرد بالقرار بعيداً عن أي قواعد أو مبادئ يتوجب الالتزام بها”.
وأشار إلى أن اعتراض بعض ممثليه على بعض السياسات، كان سبباً في “اتهامهم وتعرضهم للإساءة بشكل متكرر، عبر الإساءة المباشرة اللفظية والجسدية في أكثر من مرة”.
طريق طويل
وقال زانا عمر، وهو صحفي في القامشلي، إن “توقيت توقيع الاتفاق جاء بعد النظرة التي تشكلت عن الائتلاف المعارض، وشعور القوى السياسية من الأثنيات المختلفة في سوريا، بعدم قدرة الائتلاف على استيعاب الرؤى السياسية والتنوع الثقافي والعرقي في سوريا”.
وأشار “عمر” إلى أنه على غرار الاتفاق، كان هناك تجربة سابقة للتفاهمات، هي اتفاق بين المجلس الوطني الكردي المنضوي في الائتلاف السوري المعارض وأحزاب كردية داخل الإدارة الذاتية.
وكان الاتفاق حينها، حول وثيقة تفاهم ورؤية سياسية وإنشاء مرجعية كردية سياسية عليا، إلا أنها لم تفعل حتى الآن.
وفي حزيران/يونيو من العام 2020، وقع الطرفان الكرديان وثيقة تفاهم سياسي عقب جولة أولى من الحوار.
وأضاف الصحفي أنه في كلا الاتفاقيتين “كان من الواضح موقف الائتلاف الذي لا يختلف عن النظام السوري حول قضية التنوع الثقافي والعرقي”.
وتحدثت تقارير صحفية عن نية واشنطن توحيد القوى السياسية في شمال شرقي سوريا مع شمال غربها لتشكيل جبهة مشتركة ضد حكومة دمشق الحليفة لموسكو.
إلا أن أي اتفاق بين الإدارة الذاتية أو مجلس وسوريا الديمقراطية مع الائتلاف السوري المقرب من تركيا، أو بعض التشكيلات وليس القوى الرئيسية فيه، سيكون طريقه طويل، بحسب التقارير نفسها.
ووفقاً لمعلومات حصلت عليها نورث برس من مصادر خاصة، فإنه من المتوقع أن تشهد الساحة السورية قريباً تغييرات ملحوظة بعد اللمسات الأخيرة التي وضعتها واشنطن لاستثناء مناطق شمال شرقي وشمال غربي سوريا من عقوبات قانون “قيصر”.