سوق البزورية
“في الأعوام الماضية، ومع حلول رمضان المبارك، كان السوق يكتظ بالزبائن لاقتناء مستلزمات هذا الشهر، لدرجة أنك لا تجد موطئ قدم، ولكن للأسف هذا المشهد غائب في هذا الموسم لغلاء الأسعار”، يقول سالم المسوتي (66 عاماً)، صاحب أقدم محل لبيع الحلوى والمكسرات في سوق البزورية.
“الحركة التجارية لا توحي بحلول شهر رمضان، فالأسواق تشهد حالة من الركود بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلد”، بحسب صاحب المحل.
ويعد سوق البزورية أقدم الأسواق التاريخية في دمشق، حيث يعود بناءه إلى العهد المملوكي قبل 850، ويقع جنوب الجامع الأموي، ويمتد شمالاً بين قصر العظم وسوق الصاغة وصولاً إلى سوق مدحت باشا.
ويضم السوق العديد من الخانات التاريخية والمحلات والدكاكين التي تبيع الأعشاب الطبية ومواد العطارة، بالإضافة إلى الحلويات والسكاكر وأنواع الصابون المختلفة والتوابل.
“في العادة نعتمد على قدوم شهر رمضان لتعويض الكساد الذي يصيب السوق قبل قدومه بأشهر، ولكن هذه السنة جاء وبقي الوضع على ما هو عليه، فالناس عاجزة عن شراء الطعام، فكيف لها أن تشتري الحلويات والمكسرات التي أصبحت سلعة ترفيهية وليس أساسية؟، بحسرة يقولها المسوتي.
ويمزج الرجل الستيني بين المزاح والجد، “الاقتناع والاعتياد والرضى بهذا الواقع والغلاء، من أسرع الحلول، لأنه على ما يبدو لن يغادرنا الارتفاع شبه اليومي الذي يطال معظم السلع والمواد الغذائية”.