رغم رفع الرّسوم الجمركية أسعار الأعلاف في الطّبقة لم تنخفض
الطّبقة – نورث برس
يقف أسامة رسلان (26 عاماً) وهو أحد مربي الأغنام في قرية السّويدية الكبيرة شمال الطّبقة، شمالي سوريا، متحيراً بعد نفوق 30 رأساً من أغنامه، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف رغم إزالة الإدارة الذّاتية الرّسوم الجمركية.
ويقول الرّجل لنورث برس، إنه يشتري طن النّخالة الواحد بمليون ونصف المليون ليرة سورية من الأسواق المحلية في المدينة.
ويشير إلى أنه، بسبب الغلاء، اضطر لمقايضة أكثر من 30 رأساً من أغنامه، ليحصل على الأعلاف مقابلها لما تبقى لديه من الماشية”.

ولا يستفيد المُربي من حليب الأغنام لقلة الأعلاف التي يقدمها لها، “شح الأمطار وقلة المحاصيل الزّراعية تسببا بكثير من الخسائر لمربي المواشي”.
ولم يتلقَّ مربو المواشي الدّعم من أي جهة أو منظمة هذا العام، كما يقول المربي لنورث برس.
وتنتشر تربية المواشي في الطّبقة وريفها بشكل كبير، إذ يعيش السّكان على تربيتها والاتجار بها وما تقدمه من الحليب ومشتقاته، حسب مربين.
وبدوره يرى حسن جريان (50 عاماً)، وهو مربي أغنام من ريف الطّبقة، أنّ اتحاد الفلاحين غير قادر على سد “الفجوة” والتوزيع لجميع قرى وبلدات الطّبقة.
وفي الأعوام السّابقة، كانوا يتلقون الدّعم من المنظمات التي تدعم الثّروة الحيوانية في المنطقة، “وزعوا لنا اللقاحات والأعلاف، ولكن الآن لا شيء”، كما يقول المربي.
وفي الرابع والعشرين من شباط/ فبراير 2022، أصدرت الإدارة الذّاتية قراراً يقضي برفع الرّسوم الجمركية عن الأعلاف الدّاخلة للمنطقة، باستثناء العلف المركب للدواجن.
ويعتبر “الجريان” أنّ قرار الإدارة الذّاتية بإزالة الرّسوم الجمركية عن الأعلاف لم يغير شيئاً في أسعار الأسواق المحلية.

ويرجح الرّجل أنّ السبب يرتبط بالسّياسات بين “الأطراف المتنازعة”، فقرار الإدارة الأخير قابله قرار الدّولة التّركية بمنع تصدير الأعلاف من مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا إلى شمال شرقي سوريا.
ويقول إنّ الحل يكمن في “سماح الإدارة الذّاتية بتصدير 25 بالمئة من إناث الأغنام، الأمر الذي سيؤدي لارتفاع أسعار الأغنام في الأسواق”.
ومن 850 رأس غنم، كان يملكها محمود الخلف (55 عاماً) وهو مربي أغنام من قرية الكلّي في بلدة الجرنية 70 كيلو متر شمال غرب الطّبقة، تقلص العدد إلى النّصف تقريباً، نتيجة نفوقها بسبب قلة الأعلاف، حسب ما يقوله الرّجل.
ولا ينكر عبيد محمد النّهار الرّئيس المُشارك لاتحاد فلاحي الطّبقة، أنّ الضحية الأولى من موجة الجفاف التي ضربت المنطقة منذ عامين، هي الثروة الحيوانية.
وكمساعدة إسعافية قدم اتحاد الفلاحين، 12 طناً مجانياً من النخالة موزعين على 12 مربي ماشية، لحق بهم الأذى بشكل كبير نتيجة قلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف وشحها من الأسواق، حسب “النّهار”.
ولا تملك الإدارة الذّاتية من الأعلاف سوى النّخالة التي توزع بشكل دوري، ولا تسد حاجة المربين في الطبقة التي يقدر عدد المواشي فيها بـ 566 ألف رأس غنم، و40200 بقرة تقريباً، و160جملاً ومثلها خيول عربية أصيلة، حسب رئيس اتحاد الفلاحين.
ويقول “النّهار” إنّ ذلك يرجع لنقص مخزون الشّعير، بسبب الجفاف وسيطرة الفصائل الموالية لتركيا على الصّوامع في المناطق التي تسيطر عليها في شمال شرقي سوريا وخاصة صوامع في ريف الرَّقة الشّمالي، إضافة لصوامع رأس العين التي تسيطر عليها تركيا منذ عام 2019.
ويعتبر الرّجل أنّ قرار الإدارة الذّاتية بإزالة الرّسوم الجمركية “متأخر”، ولكن منذ 15 يوماً تظهر نتائجه الإيجابية إذ انخفض الطّن الواحد من الأعلاف قرابة 200 ألف ليرة سورية.