بعد إلغاء الكيملك.. سوريون في تركيا يرحّلون لمناطق غير آمنة
إدلب- نورث برس
يتخوف عبد الرحمن الكامل (31 عاماً) وهو لاجئ سوري في ولاية مرسين التركية من ترحيله إلى الأراضي السورية “قسراً” بعد أن وصلته رسالة إلكترونية من دائرة الهجرة التركية العامة تبلغه بأن بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” الخاصة به تم تقييدها.
والأربعاء الماضي، أبلغت دائرة الهجرة العامة في العاصمة أنقرة، آلاف السوريين المقيمين في أراضيها والذين يحملون بطاقة الحماية المؤقتة بأن قيودهم توقفت بشكل كامل وألغيت الحماية المؤقتة الخاصة بهم.
وأثارت هذه الرسالة، التي وصلت إلى أكثر من 150 ألف لاجئ سوري في الأراضي التركية (بحسب ناشطين)، مخاوف من الترحيل إلى الأراضي السورية.
ولكن هذه المخاوف كانت أشد وطأة لدى الأشخاص المطلوبين من قبل هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقا) أو فصائل الجيش الوطني، فترحيلهم إلى مناطق سيطرة تلك الجهات يعني “نهايتهم”.
وبطاقة الحماية المؤقتة أو ما تسمى بتركيا بـ”الكيملك”، تمنحها المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية لللاجئين السوريين، وتخولهم التحرك بحرية ضمن أراضي الدولة.
“أعدادٌ مبالغ فيها”
وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، قالت دائرة الهجرة التركية، إن حكومتها “نظمت بإمكاناتها الخاصة مناطق آمنة شمالي سوريا، وأن نحو 500 ألف سوري عادوا إلى تلك المناطق بشكل طوعي”.
ولكن مصادر خاصة في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، لنورث برس، قالت إن الأرقام مبالغ بها بشكلٍ كبير، “عدد الذين وصلوا إلى سوريا لا يتجاوز الألف شخص منذ مطلع العام الجاري، وجميعهم جرى ترحيلهم بشكلٍ قسري ولم يعودوا طوعاً”.
من جانبه قال منيب الجلحه، وهو ناشط حقوقي في الأراضي التركية، لنورث برس، إن السلطات التركية رحّلت المئات من الشباب السوريين رغم أن معظمهم كانت قيودهم نظامية وبحوزتهم إذن عمل “سيكورتا” أو “كملك” أو “كرت جامعي”.
ولكن كل هذا للأسف “لم يشفع لهم لدى مزاجية الشرطي ولا موظف الهجرة ولا إدارة المعبر” بحسب “الجلحة”.
وأضاف: “الرسائل التي وصلت لآلاف السوريين في تركيا تخبرهم عن إيقاف قيودهم، كتبت بلغة الإجبار وإخضاع السوريين لبند العودة الطوعية إلى الشمال السوري”.
ومتجاهلين غياب الأمان، دعا الائتلاف السوري المعارض وعلى لسان رئيسه سالم المسلط، السوريين للعودة إلى “المناطق الآمنة” في شمال غربي سوريا.
مخاوف من الترحيل
ومنذ ثلاث سنوات، اضطر عبد الرحمن الكامل بعد نزوحه من مدينة كفرزيتا شمال حماة إلى تجمع مخيمات الكرامة شمال إدلب، للهجرة إلى تركيا بحثاً عن العمل تاركاً وراءه عائلته المكونة من أربعة أفراد.
ولكنه مؤخراً تسلم رسالة من مديرية الهجرة التركية تبلغه بشأن تقييد بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة، وما كان منه إلا أن قام “بمراجعة إدارة الهجرة لتجديد بياناته، إلا أنه لم يتمكن بسبب عدم توفر مواعيد فورية لتجديد البيانات”.
وأشار إلى أن “الشرطة التركية باتت تملئ شوارع مدينة مرسين على غير العادة وتطلب بطاقة الحماية المؤقتة من كل شخص سوري”.
كما ترك سيف الحلبي (29 عاماً) وهو اسم مستعار للاجئ سوري في إسطنبول عمله في إحدى المؤسسات الإعلامية السورية المعارضة بشكلٍ شبه كامل، خشية ترحيله إلى الأراضي السورية “لأن نهايته سوف تكون هناك”، على حد قوله.
وقال إن رسالة توقف “الكيملك” الخاص به وصلته السبت الفائت، ومنذ ذلك الوقت يجلس في منزله وقد ترك عمله.
ويأتي تخوف “الحلبي” من طبيعة العمل الذي كان يمارسه في إدلب قبل مغادرته إلى تركيا، حيث كان مطلوباً من قبل هيئة تحرير الشام بسبب عمله كناشط مدني لوسيلة إعلامية حظرت الهيئة عملها في إدلب.