كوباني – فتاح عيسى/جهاد نبو – NPA
التهمت الحرائق خلال الفترة الماضية أكثر من /100/ دونم من المحاصيل الزراعية في ريف كوباني/عين العرب الغربي، حيث شهدت المنطقة العام الحالي نمو المحاصيل الزراعية بوفرة، نتيجة الأمطار الغزيرة في المنطقة.
الحرائق تزامنت مع بدء المزارعين والفلاحين بحصاد أراضيهم المزروعة بالقمح والشعير، وسط قلة عدد الحصادات الزراعية التي توجهت أغلبها إلى منطقة الجزيرة بسبب أراضيها الخصبة وإنتاجها الوفير مقارنة مع الأراضي الزراعية في كوباني/عين العرب.
شرارة كهربائية
أفاد صبحي إبراهيم سيد (40) عاماً، أحد فلاحي قرية “قورى” /18/ كم غربي كوباني/عين العرب لـ “نورث برس”، أن الحريق الذي اندلع ظهر الأربعاء الماضي, أدى لاحتراق هكتارين من محصوله من مادة الشعير، إضافة لاحتراق مساحات أخرى بجانب أرضه.

يقول ابراهيم: “أخبروني ان حريقا نشب في الأراضي، فتوجهت لأخبر أصحاب الجرارات كي يعاوننا في إخماد الحريق، ووصلت الإطفائية متأخرة، لأن المسافة بين كوباني والقرية /18/ كم، والطريق بعيد وسيء”.
وأوضح ابراهيم أن سبب الحريق يعود لشرارة كهربائية صدرت عن محولة الكهرباء الموجودة في أرضهم، مضيفاً أنهم طالبوا ولعدة مرات بإيجاد حل لمشكلة المحولة، وخاصة أنها ليست المرة الأولى التي تتسبب بحرائق في الأراضي الزراعية في القرية.
تسبب الحريق بالتهام نحو /5/ هكتارات من محصول الشعير تعود ملكيتها لثلاثة أشخاص في القرية، بينها هكتارين للمزارع صبحي ابراهيم، وتقدر خسائره بنحو/500/ ألف ليرة سورية(877 دولار)، وهكتارين ونصف الهكتار من الشعير أيضاً للمزارع جمعة أتاش، و تقدر خسائره ايضا بنفس المبلغ.
ويؤكد المزارع جمعة أتاش (55)عاماً، من أهالي قرية “قورى”، أن محصولهم ومحصول جيرانهم احترق بسبب المحولة الكهربائية، مشيراً إلى أن تعاون أهالي القرية ومحاصرتهم للحريق بالجرارات، ساعد على إطفاءه قبل أن يلتهم مساحات أخرى.

ويضيف أتاش أن الموسم الزراعي كان لعدة سنوات سيئاً، أما العام الحالي فالإنتاج جيد، ولكنه احترق، مشيراً إلى أن الفلاحين يعتمدون في دخلهم على هذه الأراضي، وأن وضعهم المادي غير ميسور، لافتاً إلى أن قرار تعويضهم بسبب الحرائق يعود للإدارة، وأنهم لن يرفضوه ولكن لا يطالبون به أيضاً.
اهمال وتأخر
وعلى مقربة من قرية “قورى” أدى اندلاع الحرائق يوم الثلاثاء الماضي إلى التهام نحو ستة هكتارات من المحاصيل الزراعية في قرية “دربازين هوران” /25/كم غرب كوباني/عين العرب.
ويوضح مصطفى حمو حسن (38) عاماً، من أهالي قرية “دربازين هوران”، أن الحريق الذي اندلع في القرية أدى لاحتراق هكتارين من القمح وأربعة هكتارات من الشعير، مشيراً إلى أن نحو ثلاثين جرار زراعياً ساهموا في إخماد الحريق، وأن الإطفائية وصلت بعد إطفاء الحريق.

ويضيف حسن أن وجود الإطفائية في المنطقة الزراعية أمر ضروري، لتقليل الأضرار، لافتاً إلى أن الإطفائية الموجودة في البلدية قرب قريتهم كانت تبيع المواطنين مياه الشرب، ولم تكن جاهزة للمساعدة في إطفاء الحريق.
ويؤكد حسن أنهم لا يعرفون سبب اندلاع الحريق، مشيراً إلى أن نشوب الحريق بدءاً من الطريق المعبد يرجح لاحتمال رمي أعقاب السجائر من قبل أصحاب السيارات أو خروج شرارة من الآليات الزراعية.
وتقدر خسائر الحريق الذي اندلع في محصولي القمح والشعير في قرية “دربازين هوران” بأكثر من مليوني ليرة سورية(3500 دولار)تعود ملكيتها لعائلة واحدة.
مطالب الاهالي
ويطالب أهالي القرى الغربية من البلدية الاهتمام بمصالح وموارد الناس، فالبلدية التي يقع مقرها في قرية “بيندر” والتي تبعد عنهم نحو /5/ كم، كان بإمكانها إطفاء الحريق لو كانت جاهزة ومستعدة للتدخل بحسب الأهالي.
ويعاني المزارعون في كوباني بشكل عام من نقص في عدد الحصادات التي بقيت في المنطقة، ما يقلق الأهالي على محاصيلهم الزراعية مع ازدياد عدد الحرائق في المنطقة.
ويشير حسن إلى أنهم كانوا بانتظار نهاية الموسم منذ عام، لأن الإنتاج كان جيداً مقارنة مع أكثر من عشرة سنوات سابقة، لكنهم عندما وصلوا إلى موسم الحصاد احترق المحصول، ولم يستفيدوا منه، لافتاً إلى أنهم سيقبلون بتعويضهم بالخسائر بسبب الحرائق رغم أنهم لا يتوقعون ذلك.
يذكر أن نحو/15/ دونماً من محصول الشعير احترق يوم الجمعة الماضي في قرية “قران”، نتيجة إطلاق جنود الجيش التركي المتمركزين في نقطة ضريح سليمان شاه، الواقعة ضمن الأراضي السورية في قرية آشمة، ثلاث طلقات “حارقة” باتجاه القرية، ما أدى إلى اشتعال النيران في الأراضي الزراعية.
وكان حريق نشب في الخامس عشر من شهر أيار/مايو الجاري، في قرية “لكتو” التابعة لناحية الجلبية جنوبي كوباني/عين العرب، تجاوزت مساحته عشر هكتارات زراعية، نتيجة ماس كهربائي.