خطوط النّقل العامة “شبه معدومة” في تل تمر شمال الحسكة وسكان يطالبون بحلول

تل تمر – نورث برس

تفتقر بلدة تل تمر شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا، لخطوط نقلٍ عامة إلى القرى التي تتبع لها، بالإضافة إلى المدن المجاورة، حيث يضطر السكان للانتظار لعدة ساعات على الطرق لإيجاد سيارة تقلهم إلى وجهتهم.

وينتظر حسين تمر (48 عاماً) من سكان قرية المدينة بريف تل تمر، منذ أكثر من ساعة على رصيف الطّريق السّريع (أم فور) إلى جانب مجموعة من الأشخاص، وسيلة نقلٍ تُقله إلى قريته.

ويقول الرّجل العائد من مدينة الحسكة لنورث برس، “إذا كنت محظوظاً، سيمر شخص يعرفني ليوصلني إلى قريتي في طريقه، فالمواصلات العامة معدومة على خطنا”.

بلدة تل تمر شمال الحسكة- نورث برس

ويتذمر  الأربعيني من وضعه، ويضيف بلهجته المحلية، “هاي حالة اللي ما عندو وسيلة نقل خاصة”.

ومنذ سنوات، يعاني عشرات السّكان من القرى الغربية والجنوبية من تل تمر، بالإضافة لتلك التي تقع في منطقة جبل عبد العزيز وتبعد 20 كيلومتر عن مركز البلدة، من انعدام وسائل النّقل العام.

ويعتبر سكان محليون أنهم “مُهمشون”، كون مجرد الذّهاب إلى مركز البلدة للتبضع أو شراء مُستلزمات منزلية، أو حتى التّوجه إلى المُستشفى أو الطّبيب، يحتاج للتفكير في كيفية الذّهاب والعودة.

لا حلول

ويرجع علاء بشار، إداري في مديرية النقل بمقاطعة الحسكة لنورث برس، سبب عدم حل المشكلة حتى الآن إلى “الوضع الأمني غير المستقر في منطقة تل تمر”.

وتحولت الجهة الغربية والشمالية من تل تمر إلى “خط نار”، حسب وصف الإداري، مع وصول القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها إلى مشارفها عام 2019، بعد سيطرتهما على منطقتي سري كانيه(رأس العين) وتل أبيض.

ومنذ أواخر 2019، تشهد المنطقة المذكورة التي تعتبر عقدة طرق في إقليم الجزيرة، توتراً أمنياً، بسبب القصف المدفعي التّركي المُتكرر، الأمر الذي أدى لخوف السّائقين والتّجار من العبور منها، بحسب “بشار”.

وشهرياً، تعقد مديرية النّقل اجتماعاً بحضور نقابة السائقين وإدارة الترافيك (المرور)، لتعمل على إيجاد حلول، لكن دون جدوى.

والآن “الحركة شبه معدومة هناك” حسب “بشار”، بالرّغم من وجود القوات الرّوسية التي دخلت إلى المنطقة كضامنة لوقف إطلاق النّار.

ويضيف الإداري، أنّ “الكثير من الطلبات تردهم بخصوص إيجاد حل لمشكلة المواصلات بين تل تمر والمدن الأخرى”، متعهداً بإيجاد حل “في القريب العاجل”.

ولكن ذلك لم يولد صدى إيجابياً لدى السكان وخاصة أن المنطقة تعاني من قلة وسائل النّقل فيها قبل الحرب السّورية، وباتت الآن شبه معدومة.

مشكلة تعود لسنوات

ويقول إدريس أحمد ( 40عاماً) وهو صاحب متجر في سوق البلدة، لنورث برس، إن غياب وسائل النقل يحملهم أعباء مادية هم بغنى عنها في ظل الظّروف الاقتصادية الصّعبة.

ويضيف، “الصّعوبات الكثيرة تشكل هاجساً في التّنقل بين مدينتي الدّرباسية وعامودا”.

وأمام هذه المعضلة، يشير سكان محليون في تل تمر إلى أنهم يتأملون من مديرية النقل بوضع حلول “دائمة”.

وبالنسبة للذهاب إلى مدينة القامشلي، ليس هناك إلا سيارتا نقل يومياً في فترة الصّباح، وفي كثير من الأحيان يضطر المسافرون للتوجه للحسكة ثم إلى القامشلي، في رحلة تستغرق أكثر من ثلاث ساعات، حسب مسافرين.

ويقول “أحمد” إنّ مشكلة التنقل موجودة منذ زمن ولم تحل حتى الآن، “ندفع مبالغ طائلة بهدف قضاء حاجة في المدن القريبة”.

بلدة تل تمر شمال الحسكة- نورث برس

ومن جانبه يأمل “أحمد” أنّ تجد مطالبهم “آذاناً صاغية”.

وفي سوق الخضراوات بتل تمر، يشير حمد العيسى، وهو مربي ماشية مُنحدر من قرية الضَّبيب بمنطقة جبل عبدالعزيز، إلى أن التّوجه لمركز تل تمر، “أمر صعب”.

ويقول الرّجل وهو يضع وشاحاً أسوداً على رأسه، “سيارات الأجرة باهظة جداً، إذ تأخذ 50 ألف ليرة سورية إلى الحسكة، و25 ألف ليرة إلى تل تمر”.

ويشير “العيسى” إلى أنهم بحاجة ماسة لوسيلة نقل شبه يومية للتوجه لمركز البلدة لشراء حاجاتهم.

ويعتبر الثلاثيني أنّ ارتفاع أسعار السّلع وأجور النّقل يحملهم صعوبات حياتية إضافية، مع تدني أسعار المواشي، الأمر الذي تسبب بقلة دخله.

ويطالب “العيسى” الجهات المعنية في الإدارة الذاتية بتوفير وسائل نقل للقرى الجنوبية والغربية من البلدة، لتلبية حاجة السكان.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير : آيلا ريان