أسباب “غير مُقنعة” للاقتتال العشائري جنوب الحسكة ومخاوف من تزايده
الشّدادي – نورث برس
يرثي الثّلاثيني جهاد الحسين، من سكان الشّدادي جنوب الحسكة، شقيقه المتوفى بطلقات نارية، خلال “اقتتال عشائري”.
ويقول “الحسين” لنورث برس، إنّ السبب كان “سخيفاً” رافضاً التّصريح عنه، الأمر الذي أدى لتطور القتال بالأسلحة.
ويشير إلى أنه بعد فقدانه لشقيقه، أدرك أنّ “هذه الصّراعات تهدر الدّماء”.
ويتخوف سكان ووجهاء في الشّدادي، من تزايد حالات “الاقتتال العشائري” في المنطقة، ولا سيما أنّ الأسباب غالباً ما تكون “غير منطقية”.
ويرى عبد القادر العلي (34 عاماً) من سكان الشدادي أن النّزاعات العشائرية التي تنتشر بكثرة، باتت تهدد ما وصفه بـ “السّلم الأهلي”.
ويوعز الرّجل نشوء تلك النّزاعات إلى أسباب بسيطة، كمشاجرة الأطفال أو الخلاف على قطعة أرض وغيرها.
وتؤدي هذه المشاكل إلى وقوع ضحايا بين الطّرفين، لمجرد تطور الموضوع إلى نزاع مُسلح، فيصبح الأخذ بالثأر هو الهدف فيه، مما يتسبب بتصدع البنى الاجتماعية، حسب عدد من أفراد العشائر المحلية.

وفي آذار/ مارس الحالي، أصيب أربعة أشخاص بجروح مُتفاوتة أثناء اقتتال عشائري في قرية سراب بريف الشّدادي الشّمالي.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، أصيب شاب بجروح بسبب اقتتال عشيرتين في بلدة الحدادية بريف الحسكة الجنوبي.
ويدعو سليمان الدّرويش، أحد وجهاء عشيرة المحاسن في الشّدادي، الذين يشعلون هذه النّزاعات للوعي، “إذ أنها لا تنسجم مع طبيعة وعادات العشائر الأصلية”.
ويقول الوجيه إنّ “الخطوة الأولى للحد من الاقتتال، العمل على تغيير العقليات لدى البعض وإدانة مثيري النّزاعات العشائرية اجتماعياً قبل القضاء والمحاسبة حسب القانون”.
ولا تخلو المناطق الأخرى التي يغلب فيها الطّابع العشائري من الاقتتال، حيث تشهد تلك المناطق ين الفينة والأخرى حالات اقتتال عشائري وغالباً ما تسفر عن وقوع ضحايا.
وتُحل معظم المشاكل تحت مسمى “الفصل العشائري”، في ديوان أو منزل الشّيخ ووجهاء محايدين، بدفع مبلغ من المال (الدّية) لذوي المقتول، أو ترحيل ذوي القاتل عن المنطقة، حسب سكان محليين.
والعام الماضي، أطلق ناشطون في الرقة هاشتاغ بعنوان “أنا من مدينة الرّقة”، على إثر خلاف تحول لمشكلة عشيرتين في المدينة ودعا هؤلاء إلى وقف الاقتتال العشائري.
ويعتبر جاسم الحسين (47 عاماً) من سكان الشّدادي، أنّ النّزاعات العشائرية كانت قليلة جداً في الأعوام الماضية، إلا أنها ازدادت حالياً، في مناطق متفرقة.
ومن أسباب تزايدها “غياب القانون والوعي الاجتماعي” حسب قوله، الأمر الذي يتسبب بترهيب السّكان.
وفقد ست أشخاص وامرأة حياتهم وأصيب أربعة آخرون في قرية العمو شرقي مدينة الشّدادي في تشرين الثّاني/ نوفمبر 2021، باقتتال بسبب مشاجرة أطفال.
ويحذر محمد الرّاوي، وجيه عشيرة الرّاوي في الشّدادي، من “اتخاذ السّلاح كلغة للتواصل”، آملاً بعدم الانجرار لحلول من شأنها تحويل المنطقة لـ “ساحة صراع”، على حد تعبيره.
وفي 2020 أصدرت قبيلة الجحيش الزّبيدية بيان تدين فيه قتل الأخوين محمد وتميم المدلول على يد قبيلة الجبور في منزلها بحي غويران، تضمن وعيداً بالانتقام.
وجاء في النّص “الدّم بالدّم والنّار بالنار، وسنأخذ بالثأر ونحاسب القتلة الغادرين، ولو بعد حين”.
ويقول “الرّاوي” إنّ علينا العودة للعادات الجميلة المُتعارف عليها كالشّجاعة وكرم الضّيافة وحُسن المُعاملة، ومد يد العون للمُستضعفين.