انقطاع الغاز يدفع أصحاب محلات تجارية شمالي الحسكة لاستخدام وسائل قديمة
تل تمر – نورث برس
يجهد خالد رحيم في إيقاد نار البابور تحت وعاء كبير مملوء بالزيت استعداداً لصنع الفلافل، في مشهد أصبح مألوفاً حيث دفعت مشكلة انقطاع الغاز سكان إلى استخدام وسائل قديمة باتت منسية في وقتنا الراهن.
وفي مطعمه للوجبات الشعبية السريعة في شارع فلسطين، الذي يعتبر السوق الرئيسي الهام في بلدة تل تمر شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا، يستخدم “رحيم” البابور كوسيلة بديلة في ظل انقطاع الغاز الطبيعي المخصص للمحلات التجارية منذ أشهر.
ويقول الشاب الثلاثيني بينما ينهمك في عمله، “سابقاً كان الغاز متوفراً بشكل كبير، لكن منذ أربعة أشهر انقطع نهائياً”.
وتعاني بلدة تل تمر شأنها شأن بعض المناطق الأخرى في المنطقة، من أزمة انقطاع الغاز، وسط غلاء أسعارها في السوق السوداء.
ومع بروز أزمة انقطاع الغاز التجاري، استحدثت ضمن البلدة غرفة للصناعة لتلبية حاجة أصحاب المطاعم والحلويات وغيرهم من الغاز، إلا أن أصحاب المحلات يقولون أن الغرفة لم تقدم لهم أي خدمة حتى الآن.
ورفض إداريون في غرفة الصناعة، التعليق على هذا الموضوع.
بينما يشير مسؤولون في مجلس تل تمر إلى أن التقصير يكمن لدى غرفة الصناعة لعدم قيامها بإعداد جدول لكمية الحاجة المطلوبة لأصحاب المحلات التجارية من الغاز شهرياً.
وإلى جانب البابور، عمد “رحيم” إلى استخدام منقلة لشواء اللحوم بواسطة الفحم بعدما كان يشتهر مطعمه بصناعة الشاورما، إلا أن أزمة الغاز دفعه للعزوف عنها.
ويقول، “تراجعت حركة عملي كثيراً، حيث اعتمادي الرئيسي كان على صناعة الشاورما، ولكن بسبب فقدان الغاز لم أعد أستطيع الاستمرار في تحضيرها”.
وكانت تباع اسطوانة الغاز للمحلات التجارية بسعر 16 ألف ليرة سورية (نحو 5 دولار أميركي)، بينما يباع الغاز المنزلي بـ 3500 ليرة سورية (أقل من دولار) للأسطوانة الواحد.
في حين يتجاوز سعر الاسطوانة الواحدة في السوق السوداء 30 ألف ليرة سورية.
ويضطر طاهر الحماد وهو صاحب محل لصناعة الحلويات في تل تمر، لشراء اسطوانات الغاز من السوق السوداء أحياناً أو من معتمدي الغاز المنزلي ، ما دفعه للعزوف عن صناعة بعض أنواع المعجنات والحلويات، توفيراً للغاز.
ويقول لـنورث برس، “ألغينا الكثير من أصناف الحلويات والمعجنات التي كنا نصنعها، وقلة المعروض منها في المحل لم تعد تلبي حاجات ورغبات الزبائن، ففقدان الغاز أثر على عملنا كثيراً”.
ويضيف: “حالياً نصنع الحلويات مرة كل يومين بهدف تأمين لقمة العيش”.
ويعرض “الحماد” أصناف قليلة على بسطة محله على خلاف السابق حيث كان يصنع ما لذ وطاب من المعجنات والحلويات، “أزمة الغاز أدت إلى تراجع الإنتاج لدي يوماً بعد يوم”.
فيما يشكو الشاب العشريني من غلاء أسعار اسطوانة الغاز في الأسواق التي زادت سعرها عدة أضعاف مقارنة مع سعرها الأولي.
ويقول، “سابقاً كنت أشتري اسطوانة الغاز بثلاثة آلاف، لكن حالياً تباع بأكثر من 16 ألف ليرة، وهذا يؤثر على ارتفاع أسعار الحلويات التي بدورها تؤثر على حركة البيع”.