انتقادات واسعة لسوء جودة الخبز شمالي الحسكة ومطالبات بتحسينه
تل تمر – نورث برس
تشكو فاطمة عواد (32 عاماً) وهي من سكان قرية الغرة الواقعة في منحدر سلسلة جبل عبدالعزيز شمالي الحسكة، شمال شرقي سوريا، من سوء جودة الخبز بعد ساعات قليلة من استلامها لحصتها عن طريق مندوبين.
وتقول السيدة بينما كانت تحمل رغيف خبز يظهر على أحد أوجهه بقع محروقة، “جودة الخبز سيئة فكما تلاحظ نصفه محروق وأغلب الرغفان تكون سميكة لا تصلح للأكل”.
وتشير “عواد” وهي والدة خمسة أطفال، إلى أن الأيام التي لا يصلها الخبز فيها، تضطر لصنعه في المنزل وبعض الأحيان يمضون أيامهم بلا خبز لعدم قدرتهم على شراء مادة الطحين.
ويعبر سكان في منطقة جبل عبدالعزيز، عن تذمرهم من تراجع جودة الخبز في الأفران المدعومة وسط عدم قدرتهم لشراء الخبز من الأفران السياحية التي تتجاوز أسعارها عدة أضعاف من الأفران الآلية المدعومة.
وتباع ربطة الخبز المدعوم بـ350 ليرة للمستهلك في عموم مناطق الإدارة الذاتية، بينما تباع ربطة الخبز السياحي بسعر 1200 ليرة.
وما يزيد الطين بلة، غلاء مادة الطحين في السوق السوداء، حيث وصل سعر كيس الطحين (50 كغ ) مؤخراً إلى 105 آلاف ليرة سورية في السوق السوداء وهو ما يفوق قدرة غالبية السكان لشرائه لصنع الخبز في منازلهم.
ويرجع دلدار يوسف، إداري في لجنة الاقتصاد في تل تمر، السبب إلى حالة الجفاف التي حلت على الموسم الزراعي العام الفائت.
ويشير إلى أن ذلك دفعهم لمزج مادة الذرة الصفراء بنسبة ما بين 20 – 30% في مادة الخبز، وهو ما أدى إلى تراجع جودة الخبز.
“إهمال أصحاب الأفران”
فيما لم يخفِ “يوسف”، إهمال أصحاب بعض الأفران المدعومة في تردي جودة الخبز، “لكن لجان التموين تقوم بجولات مكثفة لتحسين الجودة وتقوم بمخالفة المقصرين”.
وكان سلمان بارودو، الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية، قال في تصريح سابق لـنورث برس، إن “تفاوت نسبة خلط الذرة الصفراء بين مطحنة وأخرى وعدم غربلة الذرة وطحنها بالشكل المناسب سبب تراجعاً في جودة الخبز”.
ويزود قرى منطقة جبل عبدالعزيز والتي تفوق في عددها 50 قرية، فرن وحيد بطاقة إنتاجية تصل لـ 3500 ربطة خبز يومياً، وهي كمية قليلة مقارنة مع نسبة الكثافة السكانية الموجودة.

وفي جولة لنورث برس، داخل الفرن المدعوم في منطقة الغرة بجبل عبدالعزيز، تبين رداءة جودة الخبز المنتجة، بالإضافة إلى صغر حجم الرغيف.
وفي ظل الضغط الحاصل على الفرن الوحيد في تلك المنطقة، لا يستطيع بشار الحسن، على غرار الكثير من أقرانه في منطقة جبل عبدالعزيز شراء مادة الطحين، بعدما أودى انعدام المراعي بمصدر رزقه حيث كانوا يعتمدون على الماشية.
وبينما يحمل الشاب العشريني قطعاً من الخبز المفتت في يده أمام عتبة باب منزله الطيني وسط قرية الغرة، يشكي “الحسن” هو الآخر من رداءة أهم مادة غذائية يستهلكونها يومياً.
ويقول “الحسن” لنورث برس، “الخبز لا يؤكل صراحة، فحتى أغلب الأحيان لا يصلح كعلف للماشية أيضاً”.
مخصصات قليلة
وينتقد سكان إلى جانب سوء جودة الخبز، انخفاض وزن ربطة الخبز وصغر حجم الرغيف الذي بات لا يسد حاجة العائلة لوجبتين في اليوم، إذ يحصل السكان على الخبز مرة واحدة كل ثلاثة أيام.
ولم تعد ربطتي الخبز اللتين تصلان لعائلة “الحسن” المكونة من ثمانية أشخاص، كل ثلاثة أيام تسد حاجتهم ولا سيما أن كل ربطة فيها 9 أرغفة.
ويختتم الشاب ذو البشرة السمراء وهو يضع وشاحاً أخضر على رأسه، حديثه “لا يوجد المال لشراء الطحين لنصنع الخبز في المنزل، لذا نبقى بلا خبز ليومين لحين وصول دورنا”.
ويشكو عزالدين عمو (24 عاماً) وهو أحد أفراد أسرة مكونة من 12 شخصاً، من قلة مستحقاتهم لمادة الخبز.
ويقول: “مستحقاتنا ثلاث ربطات خبز كل ثلاثة أيام والرغيف حجمه صغير، سابقاً كان بإمكاننا شراء الطحين لكن في الوقت الراهن لم يعد باستطاعتنا”.
ويضيف: “أغلب الأوقات الخبز يأتينا غير صالح للاستهلاك، يكون الخبز عجيناً، وبعض الأهالي قالوا ظهرت لنا حبات الحصى في الخبز”.
ويشير إلى أن الخبز الذي يصلهم لا يصلح للأكل بعد مرور يوم واحد، “ولكننا مجبرون على أكله، لا نملك خياراً آخر”.