منبج.. خيم نازحين مهترئة منذ خمس سنوات

منبج ـ نورث برس 

ترقِّع وليدة الأحمد (45 عاماً) وهي نازحة تسكن مع عائلتها في مخيم منبج الشرقي الجديد، شمالي سوريا، خيمتها المهترئة، بسبب العوامل الجوية من أمطار الشتاء وحرارة الصيف، حيث مرت عليها خمس سنين، ببعض القماش والأكياس التي جمعتها.

واضطرت الخمسينية، التي تنحدر من منطقة مسكنة بريف حلب الشرقي، التمسك بخيمتها لتعيش فيها مع عائلتها المؤلفة من ستة أشخاص، رغم اهترائها كمعظم خيم المخيم.

وقالت لنورث برس، إن “المساعدات التي تقدم لنا لم تتخطَّ عوازل بلاستيكية توضع فوق الخيم”.

ويلجأ معظم سكان المخيم إلى ترقيع خيمهم بالأقمشة والبلاستيك لسد الثقوب، كما يعتمدون على وضع التراب على أطراف الخيم لمنع تسرب مياه الأمطار إليها، بحسب الخمسينية.

ومنذ خمس أعوام يعيش النازحون في مخيمي، منبج الشرقي القديم، والجديد، في خيمٍ نادراً ما كان يتم استبدالها بأخرى جديدة، إذ تعرضت لكافة عوامل الطبيعة.

وقالت “الأحمد”، لنورث برس، إن “الخيم لا تقينا من حرارة الصيف ولا برودة الشتاء، ولا تمنع وصول القوارض إلى خيمنا التي تحولت أرضيتها إلى جحور لها”.

وأعربت المرأة التي كانت منهمكة في سدِّ جحور الفئران والجرذان داخل الخيمة، عن تخوفها من تعرض أطفالها لمرض الطاعون، “لا نستطيع أن نمنع انتشار القوارض أو نتخلص منها”.

وفي الخامس عشر من آذار/ مارس 2018 أنشأ المخيم الشرقي الجديد بعد عام من إنشاء المخيم الشرقي القديم، ويفصلهما عن بعضهما قرية الرسم الأخضر 10كم جنوب شرقي منبج.

ويضم المخيم الجديد، حالياً نحو 650 عائلة، أما القديم يضم 425 عائلة، ومعظم سكان المخيمين من منطقتي مسكنة ودير حافر بريف حلب الشرقي، نزحوا منهما بعد سيطرة قوات الحكومة السورية على قراهم ومدنهم في العام 2017.

وتحمل “الأحمد”، المنظمات الإنسانية والإدارة المدنية في منبج، مسؤولية إيجاد حل لوضع الخيام. وتشير إلى ان استبدال خيامهم بغرف مسبقة الصنع “سيكون أفضل، خاصة للأطفال والمسنين”.

وقال محمد عماد (40 عاماً) وهو نازح من ريف حلب، إن الخيم التي يعيشون فيها “لا تتحمل أكثر من سنة واحدة لتصبح مجرد شادر مليء بالثقوب ومتشقق لا يصلح للسكن”.

ويطالب الرجل هو الآخر، باستبدال الخيم بغرف مسبقة الصنع، “أصبحت ضرورة ملحة لنحتمي فيها”.

ويقول: “منذ عامين نطالب المنظمات الدولية والإدارة الذاتية باستبدال خيامنا بغرف مسبقة الصنع لكن إلى الآن دون جدوى”.

وتقوم إدارة المخيم بين فترة وأخرى باستبدال بعض الخيم المهترئة كلياً، وترميم خيم أخرى ببعض العوازل، وهو ما رأى فيه نازحون بأنه تكلفة دون جدوى.

وأضافوا: “التكلفة التي تدفع على استبدال أو ترميم الخيم بالعوازل تكفي لإنشاء غرف مسبقة الصنع”.

من جهته، قال إمام مصطفى، وهو إداري في مخيم منبج الشرقي القديم، إنهم قدموا مشروعاً لإنشاء غرف مسبقة الصنع في المخيمين الشرقي الجديد والقديم، إلى المنظمات المدنية العاملة في المخيمين، “لكنهم لم يلقوا رداً إلى الآن”.

وأضاف في تصريح صوتي، لنورث برس، أن توفير غرف مسبقة الصنع لجميع النازحين “مكلف جداً ولا يمكن للإدارة المدنية تحمله دون دعم من المنظمات الإنسانية”.

إعداد :صدام الحسن ـ تحرير: عمر علوش