شبكة أمريكية: مهمة تركيا في "إدلب" مستحيلة وتحتاج إلى جبهة جديدة ضد "القاعدة"
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
كتبت شبكة "المونيتور" الأمريكية، أمس الأربعاء، أنه في "إدلب" تنتظر تركيا "مهمة مستحيلة".
ويقول الكاتب أن موافقة تركيا من الأساس على شروط روسيا غير القابلة للتحقق هو ما أدى إلى تدهور الاتفاق بين البلدين، ففي الظاهر روسيا تطلب من تركيا طلباً سياسياً وهو القضاء على الجماعات الإرهابية وتحديداً "هيئة تحرير الشام" من إدلب، أما في الواقع "فهذا الطلب يتطلب من تركيا فتح جبهة عسكرية جديدة وسلسلة جديدة من التحالفات لمقاتلة وهزيمة (هيئة تحرير الشام) المرتبطة بالقاعدة".
وترى "المونيتور" أن المهمة لن تكون سهلة على تركيا فالجماعات التي تقطع الطريق على الدوريات الروسية والتركية المشتركة، كان من بينها مسلحون من جماعة "أنصار الإسلام" المقربة من تنظيم "القاعدة"، والمرحلة الأولى من الاتفاق وهي الدوريات المشتركة والتي تتم عرقلتها في كل مرة وتحاول تركيا شراء المزيد من الوقت لتأجيل إتمامها كما يجب "هي أصلاً أسهل مراحل الاتفاق" الذي وبحسب الشروط الروسية يجب أن ينتهي بتأمين طريق (M4) من الجماعات "الإرهابية" المرتبطة بـ"القاعدة".
خيارات أردوغان
تقول "المونيتور" إن تركيا تواجه معضلة كبيرة في إدلب ستؤثر على كل خطتها في سوريا، فتركيا تتردد بالتعامل بحزم مع الفصائل الجهادية التي دعمتها وسمحت لها بالسيطرة على الحدود السورية التركية.
وتتابع الشبكة، وعلى الرغم من أن تركيا تنضم إلى الإجماع الدولي باعتبار هذه الجماعات جماعات "إرهابية"، إلا أن الواقع على الأرض مختلف والصلات ما بين تركيا والجماعات الجهادية أكبر من قدرة تركيا على مقاتلة هذه الجماعات فأي عمليات تركية عنيفة ضد المرتبطين بـ"القاعدة" سيفتح على تركيا أبواب من العداوة من التابعين لهذه الجماعات وسيؤثر هذا على ترتيبات تركيا في كل مكان وفي مقدمة ذلك عملياتها في "درع الفرات" و"غصن الزيتون" حيث سيشعر هؤلاء أيضاً أن تركيا ستتخلى عنهم وتقاتلهم في نهاية المطاف كما قاتلت "القاعدة" التي غضت النظر عنها في السابق.
أما خيار إقناع مقاتلي "القاعدة" بالتوافق بالابتعاد عن طريق روسيا فهو أمر غير متوفر اليوم لأردوغان ولن ترضى به لا "هيئة تحرير الشام" ولا روسيا، بحسب "المونيتور".
ويذكر مقال "المونيتور" قيام "هيئة تحرير الشام" بتوجيه الشكر إلى تركيا بعد اشتباكها مع الجيش السوري في أواخر شباط/فبراير وبدايات آذار/مارس الجاري.
حيث قالت "الهيئة" إنها "ممتنة لوقوف تركيا مع الثورة السورية للدفاع عن السوريين وحماية مصالحهم" ما يعقد الموقف التركي أكثر.
كما ترى "المونيتور" أن هدف "الهيئة" وغيرها من الجهاديين في سوريا منذ البداية وحتى اليوم كان تدمير أي فرصة للاتفاق بين روسيا وتركيا "وهذا ما نراه يحصل اليوم".