الثَّروة الحيوانية بالسويداء مهددة ومربون يحملون “تجار الأزمة والسّلطات” المسؤولية

السّويداء – نورث برس

يتخوف مربو المواشي والدّواجن في السّويداء، جنوبي سوريا، من الخطر الذي يهدد الثّروة الحيوانية فيها، ولا سيما مع الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف، محملين “تجار الأزمة” و”السلطات” المسؤولية.

ويرى سامر أبو صالح (40 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد مربي المواشي في قرية العانات في ريف السّويداء الجنوبي، أنّ ندرة المراعي بسبب قلة الأمطار، إضافة لغلاء الأعلاف، ينعكس سلباً على الثّروة الحيوانيّة.

ووصل سعر طن الشّعير إلى مليوني ليرة سورية، بينما النّخالة بلغت المليون ومئتا ألف ليرة، في حين أنّ في المحافظة ما يقارب المئة ألف رأس من الأغنام.  

ويرى “أبو صالح” أنّ “تجار الأزمات في بلادنا يحاربوننا”، على حد تعبيره، فما إن بدأ الصّراع بين روسيا وأوكرانيا، حتى ارتفعت الأسعار.

وبلغ عدد المزارع المرخصة في السويداء، 404 مزارع مقسمة على ( 24مزرعة لتربية الأغنام، و120 للأبقار الحلوب فيها قسمين للعجول، و260 مدجنة)، إضافة لوجود رؤوس مواشٍ تربى في حظائر تعود لسكان المنطقة، إلا أنها لا تغطي الحاجة، حسب تقارير إعلامية.

وفي عام 2015، تضررت مؤسسة الأعلاف في قرية القصر، بعد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عليها، ولم تعد للخدمة حتى الآن، حسب محسن مظفر (35 عاماً) وهو اسم مُستعار لأحد مربي المواشي فيها.

ولا توزع مؤسسات الأعلاف على مالكي المواشي، إلا أربعة كيلو غرام من النخالة لرأس الغنم الواحد كل شهر أو ثلاثة أشهر، كما يقول “مظفر”، وهذه الكمية التي تباع بسعر 850 ليرة سورية للكيلو، لا تكفي إلا يوماً فقط.

وتخلط النّخالة مع عدة مواد أخرى، إضافة للأعباء الإضافية بسبب تكلفة أجور النقل من مستودع شهبا إلى قرية القصر، في حين وصلت أجرة السّيارة إلى مئة ألف ليرة سورية، بحسب مربي مواشٍ.

وفي 2021، وصل تعداد الثّروة الحيوانية إلى 766 ألف رأس، منها 600 ألف رأس من الأغنام، و16 ألف بقرة، و150 ألف رأس من الماعز، وإنتاج المحافظة من الحليب بلغ 80 ألف طن، وفق إحصائية مديرية زراعة السّويداء.

وتحتاج المواشي إلى الأدوية، إذ أنّ كل عشر رؤوس تصل تكلفة دوائها لـ 15000 ليرة كل شهرين، حسب “الصّياح”.

ولم يتوقف الأمر على أعلاف المواشي في السّويداء، إذ أنّ التّدهور انعكس على جميع الأمور، يقول فراس الحلبي (45عاماً) وهو اسم مُستعار لأحد سكان ريف شهبا، إنهم كانوا يبيعون بعض المواشي لشراء الأعلاف، ولكن الآن “أسواق اللحوم توقفت”.

وفي السّويداء، لا يستطيع السّكان شراء الخبز لأطفالهم، نتيجة “الفساد الموجود في مؤسسات الحكومة السّورية”، حسب تعبيره، وأشار إلى أنّ “شراء اللحوم تحول لحلم في الوقت الذي أصبح فيه سعر كيلو لحم الغنم ثلاثون ألفاً”.

وبعد ساعات من بدء الهجوم الرّوسي على أوكرانيا في أواخر شباط/ فبراير 2022، ارتفعت أسعار الأعلاف في سوريا بشكل كبير، بحجة أنّ “الاستيراد توقف من أوكرانيا”، حسب وكالات وناشطين.

ولكن تقارير صحفية تناقلت أنّه منذ دخول عقوبات “قيصر” حيز التنفيذ على سوريا في السابع عشر من حزيران/ يونيو 2020، توقف استيراد الأعلاف من أوكرانيا، في حين تحصل عليها من روسيا.

ومربوا الدّواجن “ليسوا بحال أفضل”، هكذا يصف الوضع إيهاب عزام، وهو اسم مستعار لأحد مالكي المداجن في السّويداء، فمع ارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لتدفئة الطّيور، وصل سعر ليتر المازوت إلى 3500 ليرة، وطن الذّرة إلى مليون وسبعمئة ألف.

ووصل سعر كيلو لحم الدّجاج المذبوح إلى 11500 ليرة، والبيضة الواحدة ما يقارب الـ 500 ليرة، حسب مالكي محلات لبيع اللحوم.

ويقول الأربعيني إن المزارعين وأصحاب الثّروة الحيوانية، “اكتفوا من الفساد وشح الأمطار، ومحاربة السّلطات لهم بلقمة عيشهم”.

إعداد : رزان زين الدين . تحرير : آيلا ريّان