ألمانيا: لأول مرة ..محاكمة ضابطين سوريين متهمين بارتكاب جرائم ضد المتظاهرين

 

نورث برس

 

في سابقة هي الأولى من نوعها، حددت محكمة ألمانية موعداً لأولى جلسات محاكمة سورييّن متهمين بارتكاب أعمال تعذيب وجرائم ضد الإنسانية في سجون الحكومة السورية.

 

 وأعلنت المحكمة الإقليمية العليا بـ"كوبلنز" الألمانية، الثلاثاء، عند تحديد  الـ23 من  نيسان /إبريل القادم موعداً لمُحاكمة سوريين بتهمة ارتكابهما جرائم تعذيب في سجون الحكومة السورية، خلال الأعوام السابقة التي شهدت فيها البلاد صراعا عسكرياً تسبب بتشريد الملايين، ومقتل مئات الآلاف.

 

و أورد موقع "دويتشه فيله" الألماني أن المتهمين يقبعان بالحبس الاحتياطي بتهم تتعلق بارتكاب جرائم تعذيب بسجون الحكومة السورية, مشيرة إلى أن المحاكمة تعد "الأولى بالعالم" ضد أعمال التعذيب للحكومة السورية.

 

  وتقول لائحة الاتهام إن أحد المتهمين الذين كانا موظفين سابقين في الاستخبارات السورية، كان مسؤولاً عن أعمال تعذيب وحشية في سجنٍ بدمشق، أما الآخر "فيواجه اتهامات بالمساعدة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

 

وبحسب بيانات المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، ستكون هذه أول محاكمة جنائية من نوعها على مستوى العالم ضد أعمال التعذيب للحكومة في سوريا، وفق ما ينقل الموقع.

 

ويوضح المصدر أن المتهمين السوريين أنور. ر (57 عاماً) وإياد. أ (43عاماً) ألقي القبض عليهما في شباط/ فبراير 2019 بالعاصمة الألمانية برلين وفي ولاية راينلاند-بفالتس جنوب غرب البلاد.

 

ويتهم أنور ر. الذي "يتشبه أنه كان يتولى مهمة قيادية في سجن بدمشق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تتضمن القتل والاغتصاب وارتكاب انتهاكات جنسية شديدة. وكان مسؤولاً عن أعمال تعذيب وحشية لنحو أربعة آلاف شخص".

 

أما إياد أ. فيواجه اتهامات بالمساعدة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ويشتبه أنه جلب /30/ متظاهراً إلى سجن للتعذيب.

 

وكانت السلطات الألمانية قد أعلنت عن اعتقال ضابطين من المخابرات السورية خلال شباط/فبراير من العام الماضي، هما أنور رسلان (56 عاما)، الذي كان يرأس قسم التحقيق في الفرع /251/ في دمشق، والضابط إياد جدعان الغريب (42 عاماً)، وهو كان رئيس دورية تابعة للفرع.

 

وأوردت مواقع معارضة أن مهمة إياد كانت تنفيذ مداهمات واعتقالات وجلب المعتقلين من المتهمين بالمشاركة في التظاهرات إلى الفرع، بينما كانت مسؤولية الضابط أنور رسلان هي التحقيق مع المعتقلين الذي يتعرضون للتعذيب تحت "إشرافه" أو "بعلمه". وقد وصلا إلى ألمانيا عام 2015.

 

ولم توضح المحكمة الألمانية مصير عضو ثالث جرى اعتقاله في فرنسا، في ذات اليوم، واتهم بانتسابه للمخابرات السورية، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية،  كان قد انشق العام 2013.

 

وتزايد في الآونة الأخيرة دعوات من منظمات حقوقية سورية، لتنظيم نشاطات توعوية حول كيفية مساعدة ضحايا التعذيب والانتهاكات في سجون الحكومة السورية لتقديم دعاوى في المحاكم الأوربية المختصة.

 

 وسبق أن رفع /16/ سورياً من ضحايا التعذيب دعاوى قضائية في العاصمة النمساوية فيينا، في أيار من العام 2018 بدعم من منظمات حقوقية سورية وأوروبية، ضد /24/ ضابطاً من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية في الحكومة السورية, وفق وسائل إعلام معارضة.