باحث اقتصادي: الحرب في أوكرانيا تؤثر على جميع تفاصيل الاقتصادي السوري

دمشق- نورث برس

أشار خورشيد عليكا، الباحث الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاديين الكرد- سوريا، الأحد، إلى أن تراجع قيمة الليرة السورية مقابل سلة العملات الأجنبية على وقع الأزمة الأوكرانية سيؤثر على كافة تفاصيل الاقتصاد السوري، بما فيها اللاجئين السوريين.  

وقال “عليكا” لنورث برس، إن “سوريا كانت تعد أكبر شريك اقتصادي لأوكرانيا في العالم العربي حتى بدايات الأزمة السورية”.

وبلغ حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين ما يقارب 700 مليون دولار سنوياً، وكان مرشح للوصول إلى مليار دولار سنوياً، بحسب الباحث الاقتصادي.

وأشار إلى أن أوكرانيا تعد “سلة خبز” بالنسبة لدول العالم حيث تنتج 12٪ من إجمالي صادرات القمح في العالم، وفقًا لوزارة الزراعة الأميركية.

وقفزت أسعار القمح بنسبة 37٪ فيما ارتفعت أسعار الذرة بنسبة 21٪ حتى الآن في عام 2022، بعد ارتفاعها بأكثر من 20٪ طوال عام 2021 بالكامل، بحسب “عليكا”.

وذكر الباحث الاقتصادي، جملة من الآثار التي ستنعكس على الاقتصاد السوري “مما سيشكل حملاً أكبر على السكان”.

وأضاف، أن استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل سلة العملات الأجنبية، سيؤثر على الطبقة العاملة لدى الحكومة السورية، التي تتقاضى أجورها الشبه ثابتة بالعملة السورية.

في المقابل، فإن ارتفاع أسعار السلع والخدمات وخاصة الخبز وتكاليف توريدات القمح بشكل أساسي، وتوريدات مشتقات الطاقة، ومنها الوقود الخاص بإنتاج الكهرباء سينعكس سلباً على البلاد، مشيراً إلى ارتفاع أسعار السلع والأدوية واللحوم بنسبة 300 %.

والأسبوع الماضي، سجلت الليرة السورية ترجعاً جديداً في سوق الصرف، ووصل سعر صرف الدولار الأميركي في مناطق الحكومة السورية إلى حدود 3865 ليرة سورية.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، إن أسعار الغذاء على مستوى العالم سجلت ارتفاعاً قياسياً في شباط/فبراير الماضي، وقفزت بنسبة 24.1% على أساس سنوي، وفي مقدمتها الزيوت النباتية ومنتجات الألبان.

ويرى الباحث الاقتصادي أن التأثير سيتمدد إلى قطاعات النقل وأسواق المال والتأمين والإمداد الدولي، إلى جانب أسواق المواد الأولية والسلع الاستراتيجية كمشتقات الطاقة.

وأشار إلى أن ارتفاع سعر برميل النفط إلى أكثر من 118 دولار، “عبء يفوق قدرة الحكومة السورية بتحمله وبناءً على ذلك، وقد تلجأ الأخيرة إلى رفع أسعار المشتقات النفطية من غاز وبنزين لتضيف مزيداً من الأعباء على السوريين، مسببة زيادات متتالية في أسعار السلع التي يدخل الوقود في إنتاجها ومنها وقود الأفران”.

إلى هذا ومع تفاقم أزمة اللجوء الأوكرانية، حذر “عليكا”، من أن هذه الأزمة ستؤدي إلى تحويل التمويل والموارد الطارئة للمساعدات الإنسانية نحو أوكرانيا، مما سيشكل حالة ضغط على اللاجئين في دول الشرق الأوسط بما فيهم السوريين في الداخل وفي دول الجوار السوري.

كما وحذر عضو جمعية الاقتصاديين الكرد- سوريا، من أن نتائج الحرب الروسية الأوكرانية “ستكون وخيمة على سوريا التي بات اقتصادها في مرحلة الانهيار الحتمي، خاصة وأن 53 بالمئة من مواطنيها في الداخل يعيشون تحت خط الفقر الأدنى”.

وكشف عن أن تقريراً حديثاً أشار إلى أن الحرب الأوكرانية قد تضيف 3% إلى التضخم العالمي هذا العام، وتمحو تريليونات من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2023. وهذا يعني بلا شك أن الأوضاع في سوريا ستتأثر بشكل مباشر.

وتستورد سوريا شهرياً  180 ألف طن من القمح وبالعملة الأجنبية، فيما تكلفة استيراد المشتقات النفطية تعادل مليارين ونصف المليار يورو سنوياً.

إعداد وتحرير: عدنان حمو