التدخل التركي في سوريا.. بين الأطماع التاريخية ومشاكل الداخل التركي
اسطنبول ـ سامر الطه ـ نورث برس
تتفاوت غايات التدخل التركي في سوريا بين أهداف تتعلق بمواجهة الأزمة السياسية ومشاكل الداخل التركي التي يواجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، مروراً بهدف القضاء على تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا، ووصولاً إلى مطامح بعيدة الأمد عبر توسيع منطقة اتفاقية أضنة والسعي لأطماع تاريخية لتركيا.
وكان برر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العملية العسكرية في شمال شرقي سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية، في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بأنها استندت للاتفاقية الموقعة عام 1998 بين الرئيس السوري السابق حافظ الأسد والنظام التركي.
وقال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية، حسن عبد العظيم، في حديث لـ"نورث برس"، إنه وعلى الرغم من كل المبررات للتدخل التركي في سوريا، فهذا لا ينفي وجود أطماع لها على الأرض السورية.
وأضاف أن أهداف التدخل التركي في سوريا كثيرة، أولها منع قيام كيان فدرالي كردي من حدود العراق شرقاً إلى شمال اللاذقية غرباً، وثانيها دعم فصائل المعارضة السورية، في حين يتمثل الهدف الثالث في إنشاء "منطقة آمنة" على حدودها الجنوبية بعمق /32/ كم داخل الأراضي السورية.
وقال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية، "خاضت تركيا عمليات عسكرية في سوريا بهدف توسيع عمق المنطقة الممنوحة لها في اتفاقية أضنة مع الأسد الأب عام 1998 كي يتاح لها التدخل العسكري لملاحقة التنظيمات الكردية والتي تراها تركيا إرهابية من وجهة نظرها".
وكان قال أردوغان للصحفيين بحسب صحيفة "يني شفق" التركية، في تشرين الأول/أكتوبر 2019، إن قوات تركيا "ليست هناك بدعوة من النظام، وإنما على أساس اتفاقية أضنة".
وفي كانون الثاني/ يناير 2019، قالت دمشق في بيان رسمي إنها مستعدة لإحياء الاتفاقية إذا سحبت تركيا قواتها من سوريا وتوقفت عن دعم مقاتلي المعارضة، وأكدت أنها "مازالت ملتزمة بهذا الاتفاق والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب بأشكاله كافة من قبل الدولتين".
ويتمثل الهدف الرابع، بحسب عبدالعظيم، باستثمار الحكومة التركية ورئيسها التدخل في الأزمة السورية وسبل حلها، لمواجهة الأزمة الداخلية الحادة في تركيا، وكذلك لتحسين علاقاتها المأزومة مع الدول العربية، وخاصة مع مصر والسعودية، جراء تدخلها في سوريا وليبيا والعراق.
وتحرص تركيا على استمرار علاقاتها السياسية والاقتصادية والتجارية مع روسيا الاتحادية وعلى اتفاق سوتشي بخصوص إدلب، كما تحرص على الحصول على الأسلحة الروسية الحديثة التي حصلت على بعضها سابقاَ، "لذلك عم تنفذ تهديداتها بخوض معركة كبيرة مع قوات الحكومة السورية وحلفائها"، بحسب عبد العظيم.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تبادل إدارة حقول النفط في دير الزور بسوريا بدلا من "الإرهابيين..
وأضاف أردوغان في تصريح صحفي على متن طائرته أثناء العودة من بروكسل: "عرضت على السيد بوتين أنه إذا قدم الدعم الاقتصادي فبإمكاننا عمل البنية ومن خلال النفط المستخرج هنا، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها".