لاجئون سوريون في أربيل يدفعون أكثر من نصف دخلهم لأجور المنازل

أربيل- نورث برس

قال لاجئون سوريون في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، إنهم يعانون من ارتفاع أجور السكن، حيث يعيش أكثر من نصفهم  داخل المدن و ليس في المخيمات، في منازل استأجروها بمبالغ تتجاوز نصف دخلهم الشهري.

و يواجه اللاجئون السوريون المنتشرون في ضواحي المدن، وكذلك  في مخيمات اللجوء في إقليم كردستان، وعددهم يبلغ الربع مليون، ظروفاً قاسية، تجبرهم على العمل في مِهن لم يمتهنوها سابقاً، لقاء أجور شهرية زهيدة، لا تزيد في معظم الأحيان عن 400 ألف دينار عراقي، مايعادل نحو 270 دولار أميركي فقط.

وأمام السوريين في الإقليم خيارين من حيث مكان الإقامة، إما تحمّل قسوة المخيمات التي توفر لهم سكناً متواضعاً في مناطق نائية، ومعونات إغاثية تسد جزءً من حاجاتهم، أو الإقامة في المدن، وبالتالي البحث عن فرص عمل تدرُّ لهم دخلاً يذهب أكثر من نصفه لأجور السكن.

ومن خلال متابعة ميدانية أجرتها نورث برس في أربيل، تبيّن أن معظم السوريين يفضلون السكن في أحياء شعبية كحي “هفالان ومام زاوا” وغيرها الأقل كلفة، أو نواحي المدينة مثل “كسنزان وبحركه”، ليتمكنوا من سد ثغرات الحاجة.

ويقول محمود أيوب (55 عام)، وهو لاجئ سوري من مدينة القامشلي، لنورث برس: “لديّ ولدان، يعملان كاسبين، ويبلغ مجموع مرتبهما الشهري 800 ألف دينار عراقي ما يعادل 550 دولار أميركي، ندفع نصفها ثمناً لإيجار المنزل”.

 وأضاف أن “إيجار المنزل المرتفع يشكل معاناة شهرية لي ولمعظم اللاجئين هنا، أما وضع اللاجئين السوريين داخل المخيمات في أربيل، فهو أفضل بقليل”.

وأشار إلى أن “هؤلاء يعيشون في المنازل مجاناً، كما أن جميع المساعدات الإغاثية تتجه إليهم”، وفقاً لـ”أيوب”.

وقال خالد محمد (65 عاماً)، وهو ينحدر من محافظة الحسكة، ويقيم في مدينة أربيل منذ نحو 10 أعوام، إنه يواجه المعاناة ذاتها، إذ أن ارتفاع إيجار منزله، يسلبه قدرته على تأمين المستلزمات الأخرى لعائلته.

وأضاف لنورث برس: “ندفع نصف الدخل الشهري ثمناً لإيجار المنزل، ولا يبقى لنا سوى القليل لسد الاحتياجات الأخرى كالطعام والمواصلات والدواء”.

ورأى “محمد” أن العائلة السورية تحتاج نحو مليون دينار عراقي شهرياً، أي ما يعادل نحو 700 دولار أميركي، كي تستطيع التغلّب على غلاء الأسعار، في حين لا يزيد متوسط مرتب الشخص العامل عن 270 دولار.

وأضاف: “كي تتمكن العائلة السورية من تأمين معيشة متوسطة، يجب أن يعمل فردان من العائلة، هذا حال عائلتي، لدي معيلان يعملان 12 ساعة يومياً، ويبلغ مجموع مرتبهما 700 ألف دينار، ما يعادل 475 دولار، ندفع نصفها للإيجار الشهري”.

ومسألة أجور المنازل في إقليم كردستان لا تخضع للتقنين التام، بل تعتمد على نظرية العرض والطلب.

و تحدث رفيق إسماعيل طه خوشناو، وهو صاحب مكتب عقاري في أربيل، لنورث برس، لتوضيح عوامل ارتفاع الأجور، ويرى أن الضرر لا يصيب فقط السوريين، بل جميع الساكنين في أربيل، فارتفاع أسعار الإيجارات لا يتناسب مع المرتبات.

ويعتقد صاحب المكتب العقاري، أن السبب يعود إلى ضعف الرقابة، كذلك الضرائب التي تفرضها الحكومة على أصحاب الأملاك الذي يضطرون لعرض منازلهم بأجور مرتفعة.

وقال “خوشناو” إن إيجار منزل مساحته 100 متر في أربيل، يقدر ما بين 350 إلى 400 ألف دينار عراقي، يتبع ذلك فواتير الكهرباء الحكومية، وكهرباء الموّلدة، وفواتير المياه وغيرها، ما يجعل الأسرة عاجزة عن تلبية كافة المتطلبات الحياتية اليومية”.

ويمثل إيجار المنزل الشهري المرتفع في مدينة أربيل، مشكلة للاجئ السوري، الهارب من الحرب في بلاده، والباحث عن لقمة عيشه، فيرضى بإجور زهيدة، ما يعتبره البعض نقطة ضعف تؤثر في السوق، وتجعل الشركات تتمادى بتخفيض المرتبات، بحجة أن السوري يقبل بمرتب ضئيل.

إعداد: سهى كامل ـ تحرير: هوزان زبير