اتفاق روسيا وتركيا في إدلب يدخل عامه الثالث دون جديد

القامشلي- نورث برس

دخل الاتفاق الروسي التركي حول وقف إطلاق النار في إدلب، أمس السبت، عامه الثالث، وسط استمرار القصف المتبادل والعمليات العسكرية بين قوات حكومة دمشق وفصائل المعارضة الموالية لتركيا في المنطقة.

وينص اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في أيلول/ سبتمبر 2018، وبروتوكول إضافي للاتفاق في الخامس من آذار/ مارس من العام 2020، على وقف العمليات العسكرية من جانب القوات الحكومية المدعومة من روسيا وفصائل المعارضة الموالية لتركيا.

وتضمن الاتفاق أيضاً، العمل على فتح ممر آمن على طول الطريق الدولي “إم 4”.

ونص الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة على طول الطريق، بدأت منتصف الشهر نفسه،  بين منطقتي ترنبة (غرب سراقب) وعين الحور، مع احتفاظ تركيا بحق الرد على هجمات حكومة دمشق.

اتفاق دون تطبيق

ورغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ بعد الإعلان مباشرة، إلا أنه وأد، حيث تم انتهاكه من قبل طرفي الصراع الحكومة والمعارضة وسط تبادل الاتهامات.

ولم يتوقف القصف المتبادل بين الطرفين، بحسب تقارير صحفية ومتابعة ميدانية لمراسلي نورث برس في إدلب.

وشهد ملف منطقة إدلب، بعد شهر من إعلان الاتفاق تطورات متلاحقة في ظل توسع رقعة الخلاف الذي حصل بين روسيا وتركيا.

وبدأت أولى مؤشرات الخلاف الروسي ـ التركي، من خلال الرسائل التي حاولت أنقرة إيصالها لموسكو بأن “انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار بخصوص إدلب من الممكن أن يتحول في أي لحظة لحقيقة”.

وحاولت أنقرة الضغط على روسيا للقبول بتواجدها في ليبيا من خلال التلويح بورقة انتهاء وقف إطلاق النار في إدلب.

وتزامن ذلك مع تحشدات لقوات الحكومة من جهة جبل الزاوية جنوبي إدلب، ذهب فيها مراقبون إلى أنها تشي بأن الهدنة بين روسيا وتركيا ربما تكون شارفت على الانتهاء.

من جهتها بدأت القوات التركية بتعزيز نقاطها العسكرية الموزعة في مناطق إدلب.

وازدادت مخاوف سكان في إدلب من عودة المعارك إلى المنطقة بعد التحشيدات الحكومية إلى مناطق سراقب ومعرة النعمان وجبل الزاوية، في ظل التغيرات العسكرية التي  شهدتها إدلب.

اشتداد القصف المتبادل

اشتدت وتيرة القصف المتبادل والتصعيد العسكري بين فصائل للمعارضة السورية وقوات الحكومة، نهاية العام الماضي، تخللها استهدافات متكررة للطيران الحربي الروسي لمواقع الفصائل.

وأثار الصمت التركي حيال ما شهدته مناطق إدلب وخاصة جبل الزاوية، من قصف يومي خلف عشرات القتلى، استياء سكان في إدلب، وشكل لديهم مخاوف من عمليات تسليم جديدة تقضي بقضم ما تبقى من الريف الجنوبي.

وتحدثت تقارير صحفية، عن وجود ما يقارب 13 ألف جندي تركي، فضلاً عن تسعة آلاف آلية تركية في المنطقة الخاضعة للاتفاق بين موسكو وأنقرة شمال غربي سوريا.

وفي أعقاب التصعيد خرج سكان في إدلب باحتجاجات نددت بالصمت التركي إزاء القصف الروسي وقوات الحكومة على قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها: “إلى الضامن التركي السيد أردوغان إذا لم تستطع حماية أطفالنا دعنا نموت بهدوء، من أجل أن يكتب التاريخ أن الجيش التركي يقتل أطفالنا”، إضافة لعبارات أخرى نددت بالصمت التركي.

وحاصر المحتجون أكثر من 11 نقطة عسكرية للقوات التركية في جبل الزاوية، بحسب مصادر محلية.

وترى مصادر عسكرية، أن التطورات الأخيرة في إدلب، ما هي إلا خطوة مرحلية تتأثر بموازين القوى على الأرض وقدرة كل طرف على فرض وجهة نظره ميدانياً، مع مواصلة النقاشات والترتيبات المستقبلية للمصالح الروسية والتركية.

إعداد وتحرير: فنصة تمو