بشار الأسد: لا قضية كردية في سوريا.. منحناهم الجنسية رغم كونهم غير سوريين

 

نفى الرئيس السوري بشار الأسد، الخميس، وجود قضية كردية في سوريا، معتبراً أن الكرد في سوريا جاؤوا إلى جانب الأرمن ومجموعات أخرى خلال القرن الماضي بسبب القمع التركي لهم.

 

حديث الرئيس السوري جاء اثناء مقابلة مطولة مع قناة (روسيا 24) في وقت سابق، نشرت وكالة سانا التابعة للحكومة السورية نصها اليوم.

 

وقال الرئيس السوري: "لا يوجد شيء اسمه القضية الكردية في سوريا، لسبب بسيط" هناك أكراد يعيشون في سوريا تاريخياً، ولكن تلك المجموعات التي قدمت إلى الشمال أتت خلال القرن الماضي فقط بسبب القمع التركي لها واستضفناهم في سوريا، وأتى الأكراد والأرمن ومجموعات مختلفة إلى سوريا".

 

وأضاف "لا توجد مشكلة سورية – أرمنية مثلاً،…، فلماذا تكون المشكلة مع الأكراد؟!"، متابعاً" المشكلة هي مع المجموعات التي بدأت تطرح طروحات انفصالية منذ عدة عقود، بشكل أساسي في بداية الثمانينات".

 

وقال:" عندما قامت الدولة التركية في مراحل مختلفة بقمع وقتل الأكراد في تركيا، نحن وقفنا معهم، لم نقف ضد قضيتهم إذا كانوا يسمونها قضية"، بحسب قوله.

 

  ونوه الرئيس السوري في حديثه إلى أن الكرد  حصلوا على الجنسية في سوريا" وهم لم يكونوا سوريين بالأساس" مضيفاً، "إذاً كنا دائماً إيجابيين تجاه الموضوع الكردي. إذاً ما تسمى “القضية الكردية” هي عبارة عن عنوان غير صحيح، عبارة عن عنوان وهمي كاذب"، بحسب تعبيره.

 

وأشار إلى أن هناك تواصل بين الحكومة السورية وبين المجموعات الكردية ، حاصرة الخلاف مع بعض هذه المجموعات،  التي قال إنها "تعمل تحت السلطة الأمريكية"، من ثم عاد واستدرك "نحن لا نقول الأكراد، لأن الجزء الكبير من الأكراد هم من المجموعات أو العشائر الوطنية السورية الذين وقفوا مع الدولة".

 

وحول احتمالية محاولة الحكومة السورية السيطرة عسكريا على مناطق شرق الفرات، أشار الرئيس السوري إلى أن الأولوية الآن هي لإدلب، متوقعا أن تندلع ما وصفه بـ"المقاومة" ضد القوات الأمريكية في مناطق شرق الفرات.

 

 ويرجع أول اعتراف رسمي بوجود الكرد في سوريا إلى العام 2004 في إثر انتفاضة عمت المدن والبلدات ذات الغالبية الكردية، إضافة إلى مدن حلب ودمشق، صرح على إثرها الرئيس السوري أن "الكرد جزء اساسي من النسيج الوطني في سوريا"

 

وتصل نسبة تعداد الكرد في سوريا، إلى نحو 15% من مجمل عدد السكان، بحسب احصاءات غير رسمية، حيث يتوزعون بشكل رئيسي في مناطق شمال وشرق سوريا، إضافة إلى منطقة عفرين شمال غرب البلاد.

 

وكان الرئيس السوري قد أعاد منح الجنسية السورية لعشرات الآلاف من الكرد السوريين المصنفين كـ "أجانب الحسكة" العام 2011 عقب اندلاع احتجاجات عمت المناطق السورية، ضد السلطة الحاكمة، فيما لا يزال عشرات الآلاف من "مكتومي القيد"، دون اعتراف رسمي.

 

ويتهم الكرد السوريين، حكومة دمشق الحالية والحكومات المتعاقبة، بتنفيذ سياسات تمييزية ضدهم، تمثلت باستقدام عشرات الألاف من السوريين من الذين غمرت أراضيهم بمياه سد الفرات في محافظة الرقة، واستغلال مأساتهم، لتوطينهم في قرى ضمن مشروع عرف بـ"الحزام العربي" امتد على طول عشرات الكيلومترات بالتوازي مع الحدود التركية حيث يتمركز الثقل السكاني للكرد السوريين.

 

 و عملت المؤسسات الرسمية في سوريا على تعريب أسماء القرى والبلدات الكردية في الشمال السوري، بشكل "ممنهج" وفق ما تؤكد الأطراف السياسية الكردية في سوريا.