باتوا تحت تصرف الحكومة.. شبان بحلب تهربوا من الخدمة الإلزامية وانضموا لمجموعات عسكرية

حلب – نورث برس

يمسك صلاح قرقناوي ( 38 عاماً)، من سكان حي صلاح الدّين جنوبي حلب، مقود أحد باصات نقل الرَّكاب، بدلاً من السّلاح الذي حمله لسبع سنوات بعد انضمامه لصفوف واحدة من المجموعات التّابعة للأكاديمية العسكرية بحلب، هرباً من الخدمة الإلزامية.

ويقول الرّجل إنه فضل الالتحاق مع أي مجموعة بدوام ساعات معدودة، لضمان قربه من عائلته، “خشيت تأدية الخدمة في محافظة أخرى”.

وفي بداية حزيران/ يونيو 2015، التحق بمجموعة “الفرسان”، بعد أنّ نزح وعائلته من منزله في حي صلاح الدّين بسبب دخول مسلحي المعارضة إليه في 2012، كما قال.

وقصد “قرقناوي” حي الحمدانيّة، وسكن ضمن مشروع 1070 شقة غربي حلب، “بلا أبواب ونوافذ وعمل أعيل منه بناتي الثّلاث، هكذا كنت أعيش بعد أنّ وصلني تبليغ للالتحاق بالخدمة الاحتياطية”.

وكغيره ممن انضموا إلى المجموعات كانت له امتيازاته، “قبل ثلاث سنوات كنا نحصل على السّلل الغذائية والغاز والمازوت بسهولة، إضافة لراتب بقيمة خمسين ألف ليرة سورية، إضافة لبعض ما أحصل عليه جراء الوقوف على الحواجز”، بحسب “قرقناوي”.

ومنذ عام، “لم يقبضوا أي مستحقات، لأسباب مجهولة”، على حد تعبير الثّلاثيني، إذ أخبرهم المسؤول عن مجموعتهم أنَّ الأمر يرجع إلى الفرع الإداري 217 في دمشق، الذي يتبعون له.

ويقول “قرقناوي”: “لم أستطع تسليم السّلاح، لأن اسمي ما يزال موجوداً في قائمة المطلوبين للخدمة، لذا أتنقل ضمن النّقاط الأمنية في المدينة، حسب الضّرورة”.

بالانتظار

وبدوره يحمل رامي عيد (25عاماً) وهو اسم مُستعار لأحد سكان حي سيف الدّولة، السّلاح ضمن مجموعات اللجان الشّعبية (تتبع لفرع الأمن العسكري منذ 2014)، بعد أنّ تخلف عن الخدمة الإلزامية.

وخشية الموت من أول معركة في حال الالتحاق بقوات الحكومة، حسب تحليل “عيد”، فضل التّطوع للوقوف على الحواجز، ليبقى بالقرب من أهله ورفاقه.

وفي أوقات فراغه يعمل الشّاب في محل لتصليح السّيارات (صواج)، بانتظار قرار التّسوية من فرع الأمن العسكري، كونه تخلف عن الخدمة الإلزامية منذ ست سنوات، آملاً أنّ تُحسب له الخدمة ويعود لحياته الطّبيعية.

وينظر رامي إلى السّنوات التي قضاها في الاشتباكات مع مُسلحي المعارضة بأنها “ضاعت هباءً”، فنظراً لوضعه غير المُستقر لم يتمكن من تكوين أسرة.

ولأنه مطلوب للخدمة، توقف الفرع عن دفع مُستحقاته، ويصف ذلك بجملة “بعد أنّ انتهت مصلحة الحكومة، يتخلصون منا الآن بعدة طرق أبرزها عدم إدخالنا في التّسويات لصالح الفرع”.

مخدوع

وفي العشرين من شباط/ فبراير من العام الجاري، افتتحت الحكومة في بلدة حافر ومسكنة شرقي حلب مركزاً لتسوية أوضاع المطلوبين، إلا أنّ الكثيرين تخلفوا عنها خشية التّعرض للاعتقال، فهناك من اختفوا بعد ذهابهم، حسب سكان محليين.

ومن جانبه انضم أمجد شرباتي (35عاماً) من سكان حي الأشرفية، إلى قوات الدّفاع المحلي ضمن تسوية عام 2018، بعد أنّ كان مُتخلفاً عن الخدمة الإلزامية.

وفي التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2018، أصدرت الحكومة تسوية لأوضاع المطلوبين، واستقطبت آنذاك 713 منهم، حسب مصادر من الدّفاع المحلي.

وداخل منشأة للصناعة الخامسة، تتبع لمعسكر للدفاع المحلي في حي الصّالحين، خضع الرّجل لدورة تدريبية، بحسب “شرباتي”.

وفي بداية كانون الثّاني/ يناير 2022، وعند عودته إلى مقر الجّيش الشّعبي، تفاجأ “شرباتي” بنقله هو وأربعمئة من رفاقه عبر باصات إلى منطقة الدّريج، لإعادتهم للخدمة ضمن صفوف القوات الحكومية.

ويخدم الرّجل الآن في الفرقة التّاسعة بمنطقة الصّنمين في درعا، “كنت أريد الخدمة في مدينتي، لكنني وضعت تحت تصرف الحكومة، بعد تسليم دفتر العسكرية وهويتي الشّخصية”.

إعداد : معتز شمطة . تحرير: آيلا ريّان