القامشلي – نورث برس
تتزايد عمليات السّرقة في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، بدءاً من الهواتف المحمولة وصولاً إلى المحال التّجاريّة الفخمة، الأمر الذي خلف جواً من عدم الأمان والخوف.
ووجد توفيق حسين (25 عاماً) أحد سكان القامشلي، منذ أيام، اللصوص الذين سرقوا من محله بضائع بقيمة 2300 دولار أميركي، وسلمهم إلى الجَّهات المعنية.
ويملك الشّاب محلاً لبيع الملابس والأحذية الرّجالية في حي العنترية بالمدينة، ويقول لنورث برس: “في اليوم الذي جاء فيه شابان مريبان طرحا أسئلة كثيرة على العامل في المحل، كنت في عزاء لأحد أقربائي”.
وبتاريخ الحادي عشر من كانون الثّاني/ يناير الماضي، في السّاعة الرّبعة مساءاً، وهو توقيت إغلاق المحل، كسر اللصوص القفل والزّجاج الأمامي للواجهة، وأخذوا كل ما في المحل، كما قال “حسين”.
وفي اليوم التّالي، اتصل به جاره لإبلاغه بما حدث لمحله، وأشار “حسين” إلى أنه راقب المُشتبه بهما، ليجدهما يرتديان “نفس الملابس والأحذية المسروقة”.
وهنا أبلغ العشريني مكتب الجّريمة المُنظمة، (يتبع لقوى الأمن في القامشلي، ويعنى بالتحقيق في جميع أنواع الجرائم)، الذي سارع إلى توقيف الفاعلين، حيث اعترفوا بجريمتهم.
واستعاد الشّاب بعض بضائعه المسروقة بقيمة 700 دولار أميركي، حسبما قال، وأضاف: “لم نجد لبقية البضائع أثراً”.
في حين استعمل اللصوص بقية المسروقات من الثياب والتي تصل قيمتها بحسب تقدير الشاب، إلى 500 دولار. وتوصلت التّحقيقات إلى أنّ اللصوص أهدوا بعضها لأصدقائهم، الأمر الذي حال دون استعادتها كاملة.
وحُول السّارقان إلى لجنة النيابة العامة (لجنة التّحقيق) أصولاً، لينالا جزائهما وفق أحكام قانون السّرقة.
ولا يتوقف الأمر على المحال التّجارية، بل إنّ حوادث سرقة الهواتف المحمولة كثيرة في المدينة.
ولم يعثر عثمان محمد (40 عاماً) النازح من دير الزّور إلى حي طي في القامشلي، على سارق هاتف ابنه إبراهيم منذ أربع أسابيع، بالرَّغم من إبلاغه لقوى الأمن الدّاخلي بالحادثة.
وعن تفاصيل الحادثة يقول “محمد”: “أثناء عودة ابني من معهد أجيال الغد، أخرج هاتفه لينظر إلى السّاعة، وفي نفس اللحظة سحبه من يده مُلثم على دارجة نارية”.
وهذه ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ أنّ سرقات الهواتف النقالة وصلت إلى المحال التي تعنى بهذه التّقنيات، حسب سكان محليين.
وخلال الشّهر الماضي، وصل عدد الشّكاوى المُقدمة إلى مكتب مكافحة الجريمة في القامشلي من 80 إلى 86 بلاغاً، من جميع أنحاء المدينة وريفها، تم الاستجابة لـ 50 منها وألقي القبض على اللصوص، بحسب علي شيخاني العضو في مكتب مكافحة الجريمة.
وذكر “شيخاني” أنهم ما زالوا يتابعون ست قضايا، والبقية تحولت إلى الجهات القضائية.
ويشير “شيخاني” إلى وجود شبكة مُنظمة للسرقات، “عبر التّحريات قبضنا على جميع أعضاء الشّبكة”.
كما سُرقت حقيبة بروجا عبد الله (28 عاماً) من سكان القامشلي، أثناء ذهابها إلى منزل عائلة زوجها في حي السّياحي.
والتّفاصيل مُشابهة لما حدث مع ابن عثمان، إذ سحب شخصان على دراجة نارية الحقيبة، ورغم أنّ زوجها حاول اللحاق باللصين لكنه أخفق في إمساكهما.
واحتوت الحقيبة على البّطاقة الجامعية وبعض الأوراق الثّبوتية والهوية الشّخصية و150 دولاراً أميركياً.
وتمكن مكتب الجريمة المنظمة، من استرداد الأوراق فقط، بعد تقديم شكوى إليه، ومن المحتمل أنّ يكون اللصوص تصرفوا بالمال، بحسب مصادر مقربة من عائلة الشّابة.
وبشكل كبير انتشرت سرقة الهواتف النقالة والحقائب في المدينة، وأغلب الضحايا يُجمعون على أنّ الجاني هرب باستخدام دراجة نارية.
ويقول “شيخاني” إنهم يخططون “لتوسيع شبكة كاميرات المراقبة في الأرياف والمدينة، والتّحقيق مع كل من لديهم سوابق، وتكثيف الدّوريات والحواجز للتقليل من السّرقات”.