هل تستغل المعارضة السورية انشغال روسيا بالحرب وتنفذ عملاً عسكرياً ضد الحكومة؟

إدلب نورث برس

أثار انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، حماس سكان ونشطاء فاعلين في شمال غربي سوريا، للمطالبة بفتح جبهات جديدة مع قوات حكومة دمشق، فيما يرى محللون وقادة عسكريون في المعارضة أن الفصائل غير قادرة على التحرك عسكرياً لأنها مرتهنة لجهات إقليمية أو دولية.

والخميس الماضي، أعلنت روسيا، بدء عملية عسكرية ضد أوكرانيا، تبعها ردود فعل عالمية غاضبة ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.

ويواصل الجيش الروسي عملياته العسكرية في أوكرانيا، مع دخول الحرب يومها السابع، بينما كثفت الدول الغربية عقوباتها المالية على موسكو وأغلقت أجواءها أمام الطيران الروسي.

والسبت الماضي، دعا الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم رحمة المجتمع الدولي، إلى دعم الجيش الوطني الموالي لتركيا، وإمداده بالعتاد النوعي، وبمضادات طيران، أسوة بأوكرانيا، لمحاربة قوات الحكومة.

واعتبر “رحمة”، في تصريح نشره في الموقع الرسمي للائتلاف، أن هذا الدعم “يحدّ من خيارات روسيا العسكرية في سوريا، ويمنعها من تهديد دول الناتو من خلال القواعد الروسية في الساحل السوري”.

ولكن تلك المطالبات، قوبلت بردود فعل متباينة، في أوساط الصحفيين والسياسيين والعسكريين. 

“ليست صاحبة قرار

ويقول المحلل العسكري السوري أحمد رحال، لنورث برس، إن “القوى الموجودة في شمال غربي سوريا هي للدفاع الجزئي وليست للدفاع الكلي، أي أنها لا تملك قراراً ولا يعطى لها قرار”.

ويستشهد ” الرحال ” بما أكده مدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري حسن دغيم، حول ارتباط قوى المعارضة باتفاقيات “استانا وسوتشي”.

وفي وقت سابق، قال “دغيم” إنه “لا يمكنهم مخالفة اتفاقيات استانا وغيرها بمعنى أنهم يحتاجون أمراً من الدول التابعين لها”.

وأضاف المحلل العسكري، أن “معظم هؤلاء لم يعودوا عناصر ثورة بل عناصر تابعين لدول أخرى مثل تركيا”.

وتلك القوى الموجودة اليوم، “بما فيها القيادة العسكرية والسياسية والحكومة المؤقتة غير قادرة على اغتنام الفرصة، ولا تملك أفقاً استراتيجياً بالتفكير”، بحسب رحال.

وأضاف: “كما أنها لا تملك قدرة على بناء مواقف بناءة على تقاطع مصالح بناءٍ على استغلال فرصة أو ثغرة وبناء علاقات مع دول من أجل الاستفادة من متغيرات الموقف الدولي”.

بدوره، يرى الناطق الرسمي باسم جيش العزة التابع لفصائل المعارضة السورية، “مصطفى بكور”، أنه “في ظل تشرذم الفصائل وتنافس الحكومات وعدم وجود نشاط حقيقي فعال للجناح السياسي للمعارضة، وعدم وجود قيادة سياسية وعسكرية موحدة لها، لا يمكنها إطلاق أي عمل عسكري”.

ويقول “بكور”، لنورث برس، إن الحرب الروسية على أوكرانيا “لا يعني أن موسكو غير قادرة على شن عدوان على الشمال السوري، لأن طيرانها وجنودها وأسلحتها التي استخدمتها في سوريا لا تزال موجودة”.

“ترميم وتصحيح مسار”

وشدد “بكور” على أنه “لا بد من إصلاح البيت الداخلي للثورة السورية قبل التفكير بأي عمل عسكري ضد النظام السوري، لأن الظروف تغيرت كثيراً ما بين 2011 و2022، وأصبح الجسد السياسي والعسكري للثورة السورية بحاجة إلى تجديد وترميم وتصحيح مسار”.

لكن “رحال” قال إنه “بالمرحلة العسكرية يفترض أن تقوم الفصائل بتصعيد عسكري على كافة الجبهات، أي أن روسيا لا تستطيع أن ترتكب جرائم في موقعين وتحت أنظار المجتمع الدولي الذي يراقبه اليوم”.

وأضاف المحلل العسكري: “هذا ما يفترض أن يحدث اليوم، ولكن لا أحد من هؤلاء يملك قرار اليوم، وهم غير قادرين على إضافة أي شيء للثورة السورية”.

من جانبه، قال مأمون الشمالي وهو اسم مستعار لصحفي في إدلب، إن “الفصائل قادرة على البدء بعمل عسكري في حالة واحدة، وهي أن تخرج عن أوامر القوات التركية التي كان لها الدور الأول في خسارتها أبرز المناطق التي كانت تسيطر عليها”.

وأشار الصحفي إلى أن الفصائل اليوم مع هيئة تحرير الشام “تمتلك القدرات العسكرية التي تمكنها من قلب موازين القوى  السيطرة على الأرض السورية، إذ أنها تملك السلاح والجنود والمال”.

وأضاف: “لكنها لا تملك القرار، ومن الصعب اليوم أن تتخلى عن أوامر تركيا التي لا يهمها إلا مصالحها”، بحسب “الشمالي”.

إعداد: براء الشامي- تحرير: فنصة تمو