بقاء المدارس مُدمرة شرقي دير الزّور يهدد بتوقف دوام التّلاميذ

دير الزور – نورث برس

يرتاد أطفال عبد الوهاب العبد الله (44 عاماً)، وهو من سكان بلدة أبو حمام شرقي دير الزّور، مدرسة مُدمرة تبعد عن منزله نحو 500 متر.

ويقول الأربعيني لنورث برس، إنّه في حال لو بقي وضع المدارس على هذا الحال، “سيتركها العديد من التّلاميذ”.

ويملأ وجوه أطفال “العبد الله” وملابسهم الغبار، من ركام مدرستهم، الأمر الذي جعلهم ينفرون منها،  ولا “يلتزمون بالدَّوام” على حد تعبيره.

وخلال المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تعرضت 60 مدرسة للدمار بشكل كلي أو جزئي، في الرّيف الشّرقي لدير الزّور.

وأكبر  أبناء الرّجل في الصّف الرّابع الابتدائي وأصغرهم في الأول، ومن أجلهم وأقرانهم، يطالب الجهات المعنية في الإدارة الذّاتية والمُنظمات، بـ”أخذ الواقع التّعليمي للمنطقة بعين الاعتبار”.

وتضم بلدات وأرياف دير الزور الشرقي حوالي 600 مدرسة، يدرس فيها نحو 212 ألف تلميذ، بحسب لجنة التربية في دير الزور.

وعلق على الأمر، محمد العبود الرّئيس المُشترك للجنة التّربية والتّعليم في المنطقة الشّرقيّة، عبر تسجيل صوتي لنورث برس، كشف فيه أنّ الفترة القادمة ستحمل عقد اجتماع مع لجنة التّربية والتّعليم في دير الزّور.

وسيركز الاجتماع على وضع آلية عمل “لترميم المدارس المُدمر جزئياً”، بعد  أنّ تلقت اللجنة عدة شكاوى من الكوادر التّعليمية وأولياء الأمور، تتعلق بالآثار السّلبية لدمار المدارس وهروب عدد كبير من التّلاميذ منها، كما قال “العبود”.

مدرسة بدو سور – نورث برس

وحسب الرّئيس المُشترك للجنة التّربية والتّعليم، “تسرب الطّلاب مشكلة كبيرة تواجه إدارات المدارس، في المنطقة”.

ومن جانبها، ترى مها الأحمد، مديرة مدرسة حاوي أبو حمام شرقي دير الزّور، أنّ الكادر التّعليمي يواجه صعوبات كثيرة، بسبب “دمار البنية التّحتية للمدرسة”.

وأهم هذه المشكلات هو عدم وجود السّور والباب الرّئيسي للمدرسة، اللذان يمنعان التّلاميذ من الخروج دون علم كادر التّعليم، بحسب “الأحمد”.

وفي اليوم الذي تهب فيه الرّياح “لا يستطيع المعلم إكمال الدّرس” على حد تعبيرها، لأن الغبار يملأ الصّف.

وتعرضت معظم ممتلكات المدارس للسرقة، وساهمت منظمات محلية ودولية بالإصلاحات بعد عودة السّكان إلى المدينة، حيث عملت على ترميم ما تستطيع، إلا أنّ عمليات إصلاح المشاريع الكبيرة تحتاج  لـ”مورد مالي ضخم”، حسب سكان محليين.

وتصف المديرة وضع المدرسة بـ”المزري”، لأن الحمامات تحتاج لصيانة كاملة، وهي من الأساسيات التي “يجب إصلاحها” كما قالت.

ولعل ما تأمله “الأحمد” في هذه المرحلة، من لجنة التّربية والتّعليم في الإدارة الذّاتية والمُنظمات، “إعادة النّظر في مسار العملية التّعليمية”، عبر  إصلاح المدارس وتسهيل عودة التّلاميذ إليها.

إعداد : أنور الميدان ـ تحرير: عمر علوش