سوريا حقل تجارب الأسلحة الرّوسية وأوكرانيا موقع التّطبيق
القامشلي – نورث برس
نشر موقع المنتور، مؤخراً، تقريراً بشأن الحرب الرّوسية – الأوكرانية، أفاد فيه أنّ “روسيا مُستعدة لهذه الحرب منذ سنوات، والفضل في ذلك يعود إلى الحرب السّورية، فالجيش الرَّوسي تلقى تدريباته في المعسكر السّوري والسّلاح تمت تجربته على أرض الواقع”.
ووثقت مقاطع مصورة من أوكرانيا مشاهد الدّمار، ومؤشرات إلى استخدام الذّخائر العنقودية والبراميل المُتفجرة، والصّواريخ التّقليدية، وهي نفسها التي “كانت تجربها روسيا في سوريا”، حسب تقرير المرصد السّوري لحقوق الإنسان في التاسع عشر من آب/ أغسطس 2019.
وفي الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الجاري، بدأ الهجوم الرّوسي على أوكرانيا بذريعة “دعم الانفصاليين”، بسلسلة هجمات صاروخية على مواقع قريبة من العاصمة كييف، من جهة الشّمال والشّمال الشّرقي وشبه جزيرة القرم التي ضمتها إليها في 2014.
وتقول روسيا إنه ليس لديها النية للسيطرة على أوكرانيا، وأن عمليتها العسكرية تهدف فقط إلى “نزع سلاح” أوكرانيا و”نزع النازية” منها، في إجراء تم اتخاذه بعد 30 عاما من ضغط الولايات المتحدة على روسيا بشدة.
وخلال السّاعات الأولى من بدء الهجوم، استخدمت روسيا مدفعية بعيدة المدى ضد مدينة خاركيف قرب الحدود الرّوسية، إضافة لدخول صواريخ باليستية في إطار الهجوم، وسُمعت أصوات الطّائرات فوق مدينة زابوريزهزي وسط البلاد، حسب وزارة الدّاخليّة الأوكرانية.
ويأتي استخدام هذه الأسلحة الروسية، بعد التجارب التي أجرتها روسيا لأسلحتها في سوريا، منذ عام 2015.
وفي الرابع عشر من تموز/ يوليو 2021، قال وزير الدّفاع الرّوسي سيرغي شويغو إنّ جيش بلاده جرب أكثر من 320نوع سلاح مختلف في سوريا بما في ذلك المروحيات، منذ عام 2015.
وبعد التّدخل الروسي في سوريا، وثقت إحصائية أنّ صادرات روسيا من الأسلحة في ذلك العام قدرت بـ 14,5 مليار دولار، في حين لم تتجاوز قبل ذلك 10,3 مليار دولار.
ولم يغب عن المشهد في اليوم الأول من الهجوم على أوكرانيا، وجود الدّبابات، إذ تمتلك روسيا 12420 دبابة، والسّيارات المُدرعة عددها 30122، إضافة لامتلاكها أكثر من 17 ألف مدفعية وقاذفة صواريخ.
ولدى روسيا 722 طائرة مقاتلة و544 مروحية قتالية، استخدم معظمها في الهجوم على أوكرانيا، إضافة لامتلاكها6225 رؤوس نووية، و 570 بارجة وسفينة حربية، حسب موقع “كلوبال فريايروبور”.
وفي وقت سابق صرح شويغو، أنّ نسبة الأسلحة والمعدات الحديثة لدى روسيا تصل إلى سبعين بالمئة، وهي الأعلى مقارنة بباقي جيوش العالم، وذلك بعد أنّ جربت معظمها على الأراضي السّورية.
ونشر موقع “ملتيري فايلز” الحربي الرّوسي، أن قاذفات من طراز “سو-24 إم” حلقت في سوريا بجانب الطائرات الهجومية “سو-25 إس إم” والمقاتلات “سو-35 إس”.

وذكر الموقع أنّ “الأنظمة (إس-300) و(إس-400) و(بانتسير-إس1) و(بوك-2) وفرت الحماية من الهجمات الجوية في سوريا”، وهي ذات الأسلحة التي استخدمت في أوكرانيا لتغطية المجال الجوي.
هذا وأرسلت روسيا مروحية هجومية حديثة تعمل في جميع الأحوال الجوية “مي – 28 أوبي” لتجربتها في سوريا، “حُدثت الطّائرة مع الأخذ بعين الاعتبار تجربة القتال في سوريا”، حسب وكالة “سبوتنيك” الرّوسية.
وبعد تدخل الدّبابة “تي – 90 ” الرّوسية الحديثة في الحرب السّورية على أرض الواقع، باعت روسيا الإصدار إلى الهند والجزائر، وبعد رؤية تأثيراته على السّوريين، أبدت السّعودية استعدادها لشرائه أيضاً، وفقاً لوكالات إعلام محلية.
كما قال الرّئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ “جيش بلاده جرب أحدث الأسلحة التي يمتلكها وأثبت مواصفاتها الفريدة في الحرب بسوريا”.
وأصدر “بوتين” توجيهات بتطوير أسلحة مباشرة منها صواريخ كالبير المجنحة، في منتصف 2019.
وذلك بالرغم من أنه صرح مسبقاً بأن “سوريا ليست حقل تجارب للأسلحة الرّوسية، ومع ذلك نحن نستخدم أسلحتنا الحديثة المُتطورة، وهذا أدى إلى زيادة فعالية القوات الضّاربة بما فيها الصّاروخية”.
وبحسب وزارة الدّفاع الروسية أنّ “اختبار الأسلحة في سوريا ساعد على اكتشاف العيوب فيها وتصحيحها”، الأمر الذي أسهم لاحقاً بزيادة نسبة مبيعات روسيا من الأسلحة، وتطوير قوتها العسكرية التي نراها اليوم في أوكرانيا.
وفي 2019، أعلنت الوزارة عن إيقاف إنتاج 12 نوعاً من الأسلحة، بعد إثبات فشلها خلال تجربتها في العمليات العسكرية على الأراضي السّورية.
ولم يخفِ الرئيس السوري بشار الأسد، دعمه لنظيره الرّوسي في “حملته العسكرية” على أوكرانيا، الذي عبر عنه بمكالمة هاتفية في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير الجاري، في الوقت الذي يعارض فيه الغرب علناً الخطوة الرّوسية الأخيرة.
ويأتي جيش روسيا في المرتبة الثّانية من مؤشر “غلوبال فايروباور” السّنوي بعد أميركا ويليه الصّين.
ويبلغ عدد الجيش الرّوسي حوالي 280 ألف جندي، من مجموع القوات المسلحة البالغ عددها حوالي تسعمئة ألف جندي، إضافة لما يقارب مليوني جندي احتياط.
ونشر الكاتب روجر بويز على صحيفة “التايمز” مقالاً بعنوان “درسٌ تعلمه بوتين في سوريا.. القصف يجدي نفعاً”، رأى فيه أنَّ “الدرس الكبير من انخراط روسيا في سوريا هو سرعة القصف الدقيق ومدى تدميره”.
وذكر “بويز” أنّ “هناك 52 قاذفة للصواريخ الباليستية قصيرة المدى على حدود أوكرانيا، والتي تشمل قائمة أهدافها على الأرجح مستودعات الوقود والدّفاعات الجوية”.