سكان ومسؤولون في الشدادي يتهربون من الإدلاء بتصاريح لوسائل الإعلام

الشدادي- نورث برس

يتأخر حسام دخيل وهو مراسل لصحيفة “روناهي” في مدينة الشدادي، جنوب الحسكة، عدة أيام، حتى يتمكن من إنجاز مادة صحفية واحدة، إذ يجد صعوبة في إقناع السكان والعاملين والمسؤولين في المؤسسات المدنية التابعة للإدارة الذاتية الإدلاء بتصاريح والتعليق على أي موضوع بغض النظر فيما إذا كان سياسياً أو اقتصادياً أو خدمياً أو اجتماعياً.

ويقول مراسلون لوسائل إعلام محلية في الشدادي، إن سكان المدينة ومسؤولون في مجلسها المدني يتهربون من الإدلاء بتصاريح وخاصة المصورة، وهو ما يشكل صعوبة أمام إنجاز مواد صحفية تهدف إلى خدمة المنطقة.

ويرجع البعض السبب إلى الخوف من التعرض للأذى من قبل خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، قد يصل إلى حد القتل، في حال ظهروا في مقاطع الفيديو وتحدثوا عن الانتهاكات والفظائع التي ارتكبها “داعش” بحقهم أو رفضوا فكرة التنظيم أو ربما يتم تصفيتهم بمجرد ورود أسمائهم في تقرير ما.

ويتخوف آخرون من وجود خلايا تابعة للحكومة السورية وفصائل المعارضة في الشدادي، وهو ما يمنعهم من انتقاد سياسة الحكومة أو انتهاكات الفصائل في المناطق التي تسيطر عليها في سوريا.

ولا يخفي أشخاص تعرضهم لمضايقات في حال انتقدوا قلة الخدمات التي تقدمها الإدارة الذاتية في الشدادي و”إهمالها” لمطالب السكان في تحسين كافة القطاعات في المدينة وريفها.

وفي هذه الأثناء، يفضل سكان استخدام أسماء مستعارة أو ألقاب في حال أرادوا الإدلاء بتصاريح لوسائل الإعلام.

وفي شباط/ فبراير 2013، خرجت الشدادي عن سيطرة الحكومة السورية، بعد معارك خاضتها قواتها مع فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، دُمرت خلالها البنية التحتية للمدينة ونُهبت الدوائر الحكومية.

وبعد عام من سيطرة المعارضة المسلحة عليها، شنّ “داعش” هجوماً عنيفاً عليها ودارت بينهما معارك طاحنة دامت لأيام سيطر بعدها التنظيم على المدينة.

وفي 2016، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الشدادي، وطرد التنظيم.

واتهم “دخيل”، مسؤولين وعاملين في المؤسسات المدنية في الشدادي، بأنهم “لا يمتلكون حس المسؤولية ويعتبرون أنفسهم موظفين لأجل الرواتب فقط وهو السبب في تهربهم من وسائل الإعلام”.

ولم تتمكن نورث برس من الحصول على أي تصريح من المجلس المدني في الشدادي لتوضيح أسباب تهرب أعضائه من التصاريح الإعلامية.

ويرى ياسر الجسمي وهو مراسل شبكة “آسو” الإخبارية في الشدادي، أن من أبرز الصعوبات التي يواجهها في عمله هو منع الأجهزة الأمنية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية التصوير والتغطية الإعلامية لبعض الأحداث التي تشهدها الشدادي ما لم يحصلوا على موافقة أمنية مسبقة.

ويقول بسام العلي (30عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان الشدادي إن العديد من مراسلي الوكالات الإعلامية والمواقع الإخبارية كانوا طلبوا منه إجراء مقابلة للتحدث عن واقع المنطقة، ولكنه كان يرفض في كل مرة الظهور في مقابلة مصورة ويشترط التحدث باسم مستعار.

ويضيف الرجل الثلاثيني أن عناصر تنظيم الدولة وفصائل المعارضة أثناء سيطرتهم على الشدادي زرعوا حالة من الخوف والرعب في نفوسهم

وتشهد الشدادي وريفها، نشاطاً لخلايا “داعش“ ، تستهدف بين الحين والآخر نقاط عناصر قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة لاستهداف القاعدة الأميركية في الشدادي بعدة صواريخ خلال الفترة الماضية.

ووفقاً لشهادات سكان من المدن التي سيطر عليها “داعش”، فإن عناصر التنظيم كانوا يعمدون وأحياناً يجبرون سكاناً على مشاهدة حوادث قطعهم لرؤوس وأطراف من يصفونهم بـ”المرتدين والكفار” وذلك بغرض بث الرعب والخوف في النفوس.

وعبر “العلي” عن مخاوفه من تعرضه للاعتقال أو التصفية أو الخطف بهدف ابتزازه في حال كشف عن هويته.

إعداد: باسم شويخ – تحرير: سوزدار محمد