إغلاق الطريق الدولي M4 يقطع برزق العشرات من أصحاب الأكشاك في تل تمر

تل تمر – نورث برس

في مدخل شارع فلسطين، السوق الرئيسي الهام ضمن بلدة تل تمر شمال الحسكة، يتأمل فهد يونس وهو يجلس في كشك لبيع الخضراوات والفاكهة، المارة وسط ركود في حركة البيع والشراء.

ويقول يونس (45 عاماً) وهو والد لخمسة أطفال، “قبل إغلاق الطريق الدولي M4 كان عملنا جيد، لكن بعد وصول المرتزقة التابعين لتركيا إلى مشارف الطريق الدولي، تراجعت حركة المارة ولم يعد هناك حركة على الطريق من قبل التجار والمدنيين”.

ويضيف صاحب الكشك الذي يطل على الطريق الدولي، “حركة عملي تراجعت بنسبة 80 %، وهو ما أثر على وضعي المعيشي”.

وقبل إغلاق الطريق الدولي جراء القصف التركي، كان “يونس” يبيع بما يقارب 200 ألف ليرة سورية يومياً، ولكنه الآن بالكاد يبيع بـ 50 ألف ليرة ويربح من مبيعه هذا بمعدل عشرة آلاف ليرة سورية.

 وينظر الرجل الأربعيني إلى بضاعته ويقول بحسرة، “منذ ثلاثة أيام الخضراوات التي أعرضها لازالت كما هي، لم يشتريها أحد”.

ويشهد الطريق السريع M4 منذ أشهر، توقف في الحركة التجارية والمارة جراء القصف التركي وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا على محيط الطريق بالقرب من بلدتي عين عيسى شمال الرقة وتل تمر، شمال الحسكة.

وبعد وصول القوات التركية لمشارف الطريق الدولي عقب سيطرتها على منطقتي سري كانيه وتل أبيض، في تشرين الأول / أكتوبر 2019، أغلق الطريق لمدة سبعة أشهر متتالية.

وأعيد افتتاح الطريق للمرة الأولى في أيار / مايو 2020، وبضمانة روسية ولكن منذ ذلك الحين يغلق الطريق بين الحين والآخر بسبب القصف التركي.

وطيلة سنوات خلت من الحرب السورية، تحولت عشرات الأكشاك المنتشرة على طول طريق M4 الحيوي، لمصدر رزق للكثير من الأشخاص يعيلون بها أسرهم في ظل عدم حصولهم على عمل آخر.

وعلى امتداد الطريق السريع داخل بلدة تل تمر، يجلس العديد من أصحاب البسطات والأكشاك الثابتة والمتنقلة، مفترشين مختلف أصناف السلع مثل الألبسة والأحذية والأسماك والمأكولات السريعة وغيرها من الحاجيات الضرورية وسط ركود حركة العمل.

بينما عمد آخرون إلى إزالة أكشاكهم على الطريق الدولي لغياب حركة تجارية يؤمنون من خلاله قوت معيشتهم، وسط ظروف اقتصادية صعبة.

وفي مطعم صغير للوجبات السريعة على قارعة الطريق الدولي M4 في بلدة تل تمر، يسارع مهدي داوي (32 عاماً) في تلبية طلبات زبائنه من سكان البلدة، فهو لم يعتد أن يرتاده هذا الكم من الزبائن منذ مدة، جراء غياب الحركة التجارية.

ويبذل الرجل الثلاثيني قصارى جهده مع أشقائه الاثنين اللذين يعملون سوياً، لاستغلال الفرصة التي ربما لا تتكرر يومياً وخاصة أن هذا المطعم مصدر رزقهم الوحيد لإعالة أسرهم منذ سنوات.

وعلى عكس الكثيرين من أصحاب الأكشاك الذين توجهوا لمهن أخرى، يحاول “داوي” التمسك بعمله رغم الصعوبات بسبب ركود الحركة الاقتصادية ضمن البلدة الصغيرة التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي لما تشكله من عقدة طرق.

ويشير الشاب الكردي الثلاثيني هو الآخر إلى أن إغلاق الطريق الدولي أثر بشكل كبير على مصدر معيشتهم الوحيد، ولا سيما أن عملهم يعتمد بالدرجة الأولى على حركة المارة الذين يتوقفون لشراء حاجياتهم أثناء تنقلاتهم.

ويقول لـنورث برس: “قبل إغلاق الطريق الدولي كان عملنا جيد، فجميع المحلات ضمن البلدة كانت تسترزق، لكن منذ إغلاق الطريق تراجع عملي بنسبة 40%”.

وعلى غرار أقرانه، يأمل “داوي” بأن يفتتح الطريق الدولي مجدداً، لما يشكله من انتعاش الحركة الاقتصادية ضمن البلدة.

إعداد: دلسوز يوسف- تحرير: سوزدار محمد