تسعون دورية روسية تركية مشتركة في كوباني والانتهاكات متواصلة
كوباني – نورث برس
يرى سكان من ريف كوباني، شمالي سوريا، أنه رغم مرور تسعين دورية روسية ـ تركية مشتركة، في قراهم، إلا أن الانتهاكات ما زالت مستمرة، إذ أن تلك الدوريات لم تساهم في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
والاثنين الفائت، سيرت الشرطة العسكرية الروسية الدورية المشتركة التسعون مع القوات التركية في ريف كوباني الشرقي.
وفي الثالث والعشرين من تشرين الأول/ اكتوبر من العام 2019، أعلنت موسكو وأنقرة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل ابتعاد قوات سوريا الديمقراطية 30 كم عن الحدود السورية- التركية.

وبدأ الجانبان الروسي والتركي بتسيير دورية مشتركة واحدة كل أسبوع بالتناوب بين ريفي كوباني الشرقي والغربي، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
يقول أحمد حاج علي (62 عاماً)، وهو من سكان ريف كوباني الشرقي، إن تسيير الدوريات المشتركة كان هدفه المساهمة في استقرار المنطقة إلا أن الاستقرار لم يحدث حتى الآن، وتركيا تقصف كوباني بين فترة وأخرى.
وأضاف أن سكاناً أصيبوا، بينهم أشخاص من قريته، وفقد طفل يبلغ من العمر أربعة أعوام، ساقه، جراء القصف التركي.
وفي الثامن من شهر كانون الثاني/ يناير الفائت، تعرضت قرية “قره موغ” 20 كم شرقي كوباني لقصف من قبل القوات التركية، حيث أصيب ستة أشخاص من عائلة واحدة بجروح بينهم الطفل عبدو حنيفي (أربعة أعوام) الذي بترت ساقه.
“لا فائدة للدور الروسي”
وقال “حاج علي”، إن الدوريات التي تسيير في قراهم، “لا فائدة منها، كما أنه لا يوجد أي فائدة للدور الروسي في المنطقة، لأن تركيا تستهدف الأطفال وسكان القرى والمدنيين وكل الأماكن التي تريدها كما تشاء”.
وأضاف أن نحو 90 دورية تم تسييرها بريف كوباني حتى الآن، وأن الدوريات المشتركة تمر بقريتهم كل 15 يوماً.
من جهته يقول إسماعيل صبري (60 عاماً) وهو من سكان ريف كوباني الشرقي، إن اتفاق تسيير الدوريات كان مقابل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة بعد العملية العسكرية في تل أبيض قبل سنتين ونصف، “لكن ما يحدث أن العدوان يزداد مع هذه الدوريات”.
استهداف سكان
ويشير إلى أن تركيا استهدفت المدنيين في قرية حلنج وفي ريف ومدينة كوباني عدة مرات وتستمر بالتحليق في أجواء المنطقة وتستهدف أي مكان تريده.
وفي حزيران/ يونيو من عام 2020، قصفت طائرة تركية مسيرة، منزلاً في قرية حلنج بريف كوباني الجنوبي الشرقي، ما أدى إلى فقدان أربع نساء حياتهن، بينهن ناشطة نسويّة.
وفي الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير من عام 2021، أصيب مدني جراء قصف طائرة مسيرة تركية، في قرية “مميت” 4 كم جنوب مدينة كوباني.
نشر الخوف والذعر
بدوره يقول عثمان علي نعسان (45 عاماً)، وهو من سكان ريف كوباني الشرقي، إن انتهاكات الدولة التركية زادت، كما أن الطائرات والعربات العسكرية تتسبب بنشر الخوف والذعر بين الأطفال رغم تواجد القوات الروسية وقوات حكومة دمشق في المنطقة.
ويضيف أن قدوم القوات الروسية وقوات الحكومة للمنطقة جاء بعد اتفاقات عسكرية وسياسية في مؤتمرات من أجل إحداث تغييرات في المنطقة باتجاه الاستقرار، والطائرات المسيرة التركية تحوم في سماء المنطقة بشكل يومي، ولا تتخلى تركيا عن عدوانها، وتقوم بتهديد المنطقة باستمرار.
وأشار إلى أن سكان المنطقة “لا يشعرون بالأمان، فتركيا تقوم بخلق الفوضى في المنطقة كي لا يحدث فيها استقرار، وأن قدوم القوات الروسية وقوات الحكومة للمنطقة بعد خروج “قسد” منها، كان بهدف خلق الاستقرار، إلا أن روسيا بقيت صامتة حيال العدوان التركي”.
ضوء أخضر روسي
وقال “نعسان” إن تركيا بدون ضوء أخضر من روسيا أو أميركا لا تستطيع التقدم خطوة واحدة إلى الأمام في المنطقة”.
ويطالب نعسان بإغلاق المجال الجوي في المنطقة أمام الطائرات التركية، “لأن الطائرات المسيرة تجوب السماء كل يوم”، وتستهدف مدينة كوباني وقراها الحدودية من حلنج وكوران وكولتب وقره موغ.
وأشار إلى أن عناصر القوات الحكومية “جاءوا لحماية المنطقة، ولكنهم لا يردون على الاستهدافات التركية، ولم تخرج طلقة واحدة منهم تجاه تركيا”.