تكاليف إضافية يتكبدها سكان الشدادي جنوب الحسكة لتأمين مياه الشرب

الشدادي- نورث برس

يطالب سكان بريف مدينة الشدادي، جنوب الحسكة شمال شرقي سوريا، المنظمات الدولية والإدارة الذاتية بإنشاء محطات تحلية للمياه، في ظل تكبدهم مبالغ باتت تفوق طاقة جيوبهم لشراءها.

ويضطر السكان بريف مدينة الشدادي لشراء المياه من الصهاريج الجوالة في المنطقة سواء الخاصة أو التابعة للبلدية، في ظل افتقار القرى لشبكة المياه.

وتتفاقم المشكلة أكثر خلال فصل الصيف، حيث يزداد استهلاك السكان للمياه ولا يستطيع البعض تأمينها في بعض الأحيان.

وقال خليل الخلف (30 عاماً) وهو من سكان ريف الشدادي، إنهم يشترون كل خمسة براميل من المياه بأكثر من عشرة آلاف ليرة سورية من أصحاب الصهاريج الخاصة.

فيما تقوم الصهاريج المتعاقدة مع بلدية الشدادي والتي يبلغ عددها 20 صهريجاً، ببيع ذات الكمية من المياه بـ4500 ليرة، “ولكن أغلب الأوقات تكون غير متوفرة”، بحسب “الخلف”.

والمشكلة لا تقتصر على الريف فحسب، بل حتى سكان المدينة، التي تضم شبكة مياه، يشترونها من الصهاريج، وذلك لعدم الانتهاء من أعمال صيانة محطة تحلية مياه الشدادي الرئيسة حتى الآن.

وأشار “الخلف” إلى أن مياه الآبار الجوفية في المدينة وريفها غير صالحة للشرب، وهو ما يزيد من معاناتهم، إذ لا يتمكنون من حفر آبار لتكون بديلاً عن الشراء من الصهاريج.

وطالب كغيره من السكان، المنظمات العاملة في المنطقة والإدارة الذاتية بالإسراع في إنشاء محطات تحلية مياه في منطقتهم.

وتعرضت خطوط المياه ومحطات التحلية المحيطة في الشدادي لأضرار كبيرة أثناء المعارك التي شهدتها المنطقة بين عامي 2013 و2016.

وفي شباط/ فبراير 2013، خرجت الشدادي عن سيطرة الحكومة السورية، بعد معارك خاضتها قواتها مع فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، دُمرت خلالها البنية التحتية للمدينة ونُهبت الدوائر الحكومية.

وبعد عام من سيطرة المعارضة المسلحة عليها، شنّ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” هجوماً عنيفاً عليها ودارت بينهما معارك طاحنة دامت لأيام سيطر بعدها التنظيم على المدينة.

وفي 2016، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الشدادي بعد معارك خاضتها ضد التنظيم بالتعاون مع التحالف الدولي.

وتضم الشدادي أربع محطات تحلية للمياه، لم يتم تأهيل سوى واحدة منها حتى الآن، وهي محطة العلوة بالريف، ولكنها لم تدخل الخدمة حتى الآن، إضافة إلى استمرار العمل في محطة مياه الشدادي الرئيسية والتي لم تنتهِ أعمال الصيانة فيها.

في الثاني عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، قال عثمان كدو، المشرف على أعمال الصيانة في محطة مياه الشدادي، لنورث برس، إن تأهيل المحطة سيتم الانتهاء منها خلال ثلاثين يومياً.

وأضاف بأن محطة المياه سوف تغذي حاجة السكان ولا سيما المدينة عبر شبكات المياه، بينما سيتم تغذية الريف عبر صهاريج خاصة سيتم التعاقد معها، وهو ما لم يتحقق بعد.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، بدأت أعمال إعادة تأهيل المحطة، وكان من المقرر تغذيتها من مشروع استجرار مياه الفرات من دير الزور إلى الحسكة.

ولم يعلق حسام الطعان، نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشدادي، على تأخر الانتهاء من أعمال الصيانة في المحطة.

ولكنه أشار إلى أن المحطة غير كافية لسد حاجة السكان من المياه بشكل عام.

وذكر “الطعان” لنورث برس، أن البلدية غير قادرة على إنشاء محطات تحلية للمياه على نفقتها الخاصة.

وطالبت البلدية وفقاً لنائب رئاستها المشتركة، العديد من المنظمات بإنشاء محطات، “قدموا لنا وعوداً ولكن لم يكن هناك شيء على أرض الواقع”.

وعبر صالح الرشيد (39 عاماً) وهو من سكان الشدادي، عن استيائه من استمرار شراء المياه في ظل تفاقم الوضع المعيشي.

وانتقد المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في المنطقة لعدم استجابتها لمطالبهم، وقال إنها “غير مهتمة بهذه الأمور”.

إعداد: باسم شويخ- تحرير: سوزدار محمد