تركيا تنشر خارطة طريق للاجئين نحو أوروبا.. و أردوغان "قرصان بربطة عنق"

اسطنبول  ـ القامشلي  ـ نورث برس

 

أثارت خارطة طريق نحو أوروبا نشرها الإعلام الرسمي التركي، أمس الجمعة، العديد من التساؤلات حول الدوافع من وراء هذه الخطوة والرسائل المراد إيصالها، خاصة وأنها تشير إلى أن نقطة الانطلاق ستكون من محافظة إدلب شمالي سوريا باتجاه الدول الأوروبية وفق الخريطة.

ونشر التلفزيون الرسمي التركي (TRTعربي) في تغريدة على حسابه في "تويتر"، خريطة تفصيلية للطرق التي من المفترض أن يتبعها اللاجئون الراغبون في التوجه نحو أوروبا وقال "الطريق إلى فرنسا.. خريطة توضيحية للطرق التي من المحتمل أن يسلكها اللاجئون من تركيا للوصول إلى فرنسا ودول أوروبية أخرى".

 

أهداف الخريطة

 

وتعليقاً على ذلك قال المحلل السياسي "ماجد الخطيب" إن "أردوغان يريد بنشر هذه الخريطة تحقيق عدة أهداف وإرسال عدة رسائل تتفق تماماً مع طبيعته الانتهازية والاستغلالية حتى لو كانت على حساب قضايا ودماء الناس".

 

وأضاف "الخطيب" لـ "نورث برس"، أن "من هذه الأهداف معاقبة الاتحاد الأوروبي وإرباكه بموجة جديدة من اللاجئين يتجاوز عددهم حتى اللحظة المليون لاجئ، وهذا الرقم مرشح للارتفاع نظراً لارتفاع وتيرة التصعيد والعمليات العسكرية نتيجة لرفض الاتحاد الأوروبي دعمه في عملياته العسكرية غير الشرعية في سوريا فهو يريد بذلك أن ينتقم منهم".

 

وتستضيف تركيا نحو أربعة ملايين لاجئ سوري كما أنها تستضيف مهاجرين من دول أخرى مثل أفغانستان لكنها منعتهم سابقاً من المغادرة نحو أوروبا بموجب صفقة مع الاتحاد الأوروبي مرتبطة بالمساعدات.

 

ومنذ يومين يستمر تدفق المئات من اللاجئين السوريين في تركيا، نحو الحدود اليونانية، عقب إعلان السلطات التركية منع توقيف أي مهاجر يريد التوجه صوب أوروبا.

 

تدفق "إرهابي"

 

ورأى "الخطيب" أن " فتح أردوغان الحدود سيساهم في تدفق محتمل لعناصر كانت أو ماتزال منتمية لتنظيمات تصنيفها الدولي إرهابي وهذا بالضرورة يشكل خطرا على الأمن القومي الأوربي".

 

أما الهدف الثالث من وجهة نظر "الخطيب"، فإن ذلك "سيؤدي بالضرورة إلى تفريغ ما تبقى من الشريحة السورية السنية الموجودة في أرياف إدلب وتفريغ السوريين الموجودين في تركيا وبالتالي تخفيف حدة التوتر في الداخل التركي الرافض لتواجد السوريين في تركيا".

 

قرصان بربطة عنق

وأشار الخطيب إلى أن "فتح الحدود هو نقض لكل الاتفاقيات الدولية التي وقعتها تركيا مع الاتحاد الأوروبي سابقاً بهذا الشأن وهذا يعني بنهاية المطاف تدويل مسألة اللاجئين السوريين ورمى تلك الحقيبة في قطار الاتحاد الأوروبي، وباختصار نحن أمام رجل أي أردوغان قاطع طريق أو قرصان بربطة عنق".

 

وفي وقت سابق اليوم السبت قال أردوغان "قلنا إننا سنفتح الأبواب أمام اللاجئين، لم يصدقونا، فتحنا الأبواب والآن يوجد قرابة /18/ ألف لاجئ على البوابات الحدودية ويُتوقع أن يصل العدد اليوم إلى /25/ ألفاً".

 

دعم ونفي

 

وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، إن بلاده لم تتلقَ دعماً كافياً في استضافتها ملايين اللاجئين السوريين.

 

لكن بيانات كشفت عنها ألمانيا السبت أظهرت تخصيصها الحكومة منذ بدء الهجوم على إدلب مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي، /27/ مليون يورو إضافية لإغاثة المدنيين في المنطقة.

 

 وجاء في رد لوزارة الخارجية الألمانية على طلب إحاطة من النائبة البرلمانية عن حزب الخضر، فرانتسيسكا برانتنر أن نحو /15/ مليون يورو من هذه الأموال ذهبت لصالح صندوق الإغاثة التابع للأمم المتحدة، بينما ذهبت الـ/12/ مليون يورو المتبقية إلى منظمات إغاثية معنية بتوفير الإمدادات الصحية والمياه والنظافة والمواد الغذائية والإيواء أو إجراءات الحماية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

 

 وبحسب البيانات، خصصت ألمانيا أيضاً ثمانية ملايين يورو نهاية العام الماضي لدعم الإمدادات الصحية في إدلب.

 

وجاء القرار التركي بعد هجوم دموي على القوات التركية من قبل القوات الحكومية السورية في شمالي سوريا.

 

وأرسلت اليونان وبلغاريا قوات إضافية إلى الحدود المشتركة بين كل منهما وتركيا لمنع اللاجئين من عبورها وفق تقارير إعلامية.

 

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن "أعداداً كبيرة" من المهاجرين تجمعوا على الحدود، ولكن "لن يكون الدخول غير الشرعي إلى اليونان مسموحاً". وقال إنه جرى تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود البرية والبحرية.