القامشلي- نورث برس
قال الكاتب والمحلل السوري، خلدون النبواني، الثلاثاء، إن “النظام السوري، لم يعد قادراً على تلبية متطلبات الشعب” وذكر عدة أسباب نجمت الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الحكومة السورية.
وأشار النبواني في مقابلة له في برنامج “من واشنطن” الذي تبثه نورث برس، أن “الحراك الثوري في السوداء لم يتوقف منذ بداية الأزمة السورية، بيد أنه كان يقمع من قبل الشبيحة ومن أرادو البقاء على الحياد”.
ومنذ مطلع الشهر الجاري، تشهد السويداء احتجاجات واسعة مناهضة للحكومة، رافقها قطع للطرقات بالإطارات المُشتعلة، عقب قرارها الأخير برفع الدعم عن المواد الأساسية عبر البطاقة الذكية عن آلاف العائلات.
وأضاف، أن نفسهم من كانوا يقمعون المظاهرات (في السويداء) سابقً، اليوم لم يعد لديهم موقف مناهض لهذا “الحراك الثوري”، بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وضيق العيش.

ويرى المحلل والكاتب السوري، أن رفع الدعم عن السلع، هي بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، ووصل الوضع إلى تجاوز خط الفقر والكثيرين من سكان السويداء لم يعد بمقدورهم تأمين الاحتياجات الضرورية كربطة الخبز.
وأشار إلى أن حكومة دمشق لا ترغب في رفع الدعم، لكنها مجبرة على ذلك نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها.
وعلل سبب الأزمة الاقتصادية بـ “غياب الدعم الإيراني في ظل العقوبات المفروضة عليه، كذلك عقوبات قيصر المفروضة على سلطة دمشق، واستنفاذ دمشق لجميع مواردها، بما فيها تجارة المخدرات والاستيلاء على أموال مقربين منه أمثال رامي مخلوف”.
وأضاف “مطالب الجماهير واضحة وهي المطالبة بدولة ديمقراطية مدنية ومحاربة الفساد”.
ولفت إلى أن احتجاجات السويداء هي بمثابة “حراك وثورة جوع وكل الثورات العظيمة كانت ضد الجوع”.
ويرى النبواني أن “المسألة مسألة وقت على أن ينتبه جميع السوريين إلى أن الأمر يجب أن يكون متواصل وعدم إتاحة الفرصة للنظام ليستفرد بكل مدينة لوحدها”.
ولم يستبعد أن تتدخل قوات حكومة دمشق لقمع الاحتجاجات في السويداء في حال أطر إلى ذلك، كما فعل في جميع المدن السورية، مشيراً إلى أن التلويح بالعصى واضح.
وفسر تروي حكومة دمشق في قمع الاحتجاجات لجملة من الأسباب، ضمنها محاولة الخروج من العزلة العربية المفروضة، الظهور على أنها تحمي الأقليات، التقاطعات الإقليمية جنوب سوريا، التدخل الروسي، ومحاولة إظهار استقرار جنوب سوريا تمهيداً لمشاريع الكهرباء والغاز الذين يعتبران بوابه العودة بالنسبة لدمشق.