أسعار الخضراوات تفوق طاقة جيوب سكان في حلب

حلب- نورث برس

يحاول زاهي الخطيب (44 عاماً) وهو موظف حكومي في مديرية التربية في حلب، مؤخراً، أن يقتصد قدر الإمكان في شراء الخضراوات وذلك بسبب ارتفاع أسعارها وعدم تناسبها مع راتبه.

وقبل نحو أسبوعين، تفاجأ الموظف الحكومي أثناء ارتياده لسوق الخضراوات في حي صلاح الدين بارتفاع الأسعار بشكل “جنوني”، فاكتفى بشراء كميات “قليلة جداً”.

ومنذ أكثر من أسبوعين، ارتفعت أسعار الخضراوات في مدينة حلب، حيث وصل سعر الكيلوغرام من البندورة إلى 2500 ليرة سورية، بعدما كانت تباع بـ1200 ليرة.

فيما ارتفع سعر الكيلوغرام من البطاطا من ألف ليرة سورية إلى ألفي ليرة، بينما وصل سعر الكيلوغرام من الفاصولياء إلى 4700 ليرة أو إلى خمسة آلاف ليرة في بعض الأسواق، بعدما كانت تباع بـ 2200 ليرة.

وزاد على سعر كل كيلوغرام من الباذنجان ألفي ليرة سورية وأصبح يباع بـ3500 ليرة ووصل سعر الملفوف إلى أكثر من 1200 ليرة.

وبعملية حسابية بسيطة، عبر الموظف الحكومي عن استيائه، “إذا اشتريت ثلاث كيلوغرامات من البطاطا و2 كيلوغرام من البندورة وباقتين من البقدونس يتوجب عليّ دفع 12 ألف ليرة سورية”.

ومنذ أكثر من عام، كان “الخطيب” استغنى عن شراء اللحوم الحمراء التي وصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 26 ألف ليرة، ومنذ ثلاثة أشهر بات شراء  لحم الدجاج “حدث نادر للغاية نظراً للسعر الجنوني الذي وصل إليه كما الأسماك”.

ويتقاضى الموظف الحكومي 100 ألف ليرة شهرياً، “سأدفع أكثر من ثلث راتبي ثمناً لخضراوات”.

ويتساءل: “لماذا هذا الغلاء، لا أدري أين عيون الحكومة عن هذا الانفلات الحاد في الأسعار؟”.

وأرجع محمود قباني (45 عاماً) وهو تاجر خضار وفواكه في سوق الهال في حلب، ارتفاع أسعار الخضراوات إلى عدة أسباب من بينها الظروف الجوية التي تسببت بتضرر بعض البيوت البلاستيكية في محافظة طرطوس وبعض مناطق اللاذقية.

بالإضافة إلى  تصدير الإنتاج إلى خارج سوريا وفرض الحواجز الحكومية رسوماً على الشاحنات الناقلة للخضراوات التي تأتي من مناطق إدلب وعفرين وشرق الفرات بالعملة الصعبة.

وتدخل الخضراوات القادمة من مناطق إدلب وعفرين إلى حلب عن طريق معبر أبو الزندين في مدينة الباب، حيث تأتي الخضراوات القادمة من تلك المناطق إلى مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي ومنها إلى المعبر ثم حلب.

وقال التاجر إن التصدير إلى السوق العراقية واللبنانية تصاعد بشكل كبير مؤخراً، وخاصة البطاطا والطماطم والكوسا والباذنجان.

وأضاف أن “التجار النافذون والمقربون من الحكومة يرسلون عشرات البرادات المحملة بالخضراوات إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن لتنقل بعدها للعراق، إضافة لعملية استبدال الموز اللبناني بالخضار السورية”.

وفي هذه الحالة، يقوم التاجر برفع السعر على المستهلك.

وفي سوق حي صلاح الدين، يشتكي عبد الرحيم دندل (30 عاماً) وهو صاحب بسطة لبيع الخضراوات من تراجع حركة البيع لديه.

وقال بينما كان يقف وراء بسطته، “أعرف الكثير من الزبائن كانوا يشترون الخضراوات بشكل يومي أو شبه يومي، لكن حالياً لا يشترون إلا مرة أسبوعياً وبكمية ضئيلة”.

وأضاف: “البعض من الموظفين يشتري نصف كيلوغرام من الطماطم أو كيلوغرام من البطاطا ويستغني عن شراء الفاصولياء والباذنجان”.

إعداد: رامي صباغ – تحرير: سوزدار محمد