انسداد مجرور صرف صحي في حي بالرقة يتسبب بمعاناة لسكانه
الرقة – نورث برس
تضع بشرى ابراهيم (35 عاماً) وهي من سكان حي الحصيوة في مدينة الرقة شمالي سوريا، أكياساً من النايلون وقطعاً من القماش في فوهة مجرى الصرف الصحي في منزلها لتمنع المياه من التدفق عكسياً تجاه منزلها، ولكن “دون جدوى”.
وقالت السيدة الثلاثينية بينما كانت تضع وشاحاً يلف وجهها إنها لم تستطع منذ شهور استخدام مجرى الصرف الصحي في منزلها وذلك لأن المياه بدل أن تتدفق تجاه مجرور الصرف الصحي الرئيسي، تعود إلى المنزل.
ومنذ أكثر من خمسة أشهر، يشتكي سكان حي الحصيوة الواقع على أطراف مدينة الرقة الغربية من انسداد قساطل مجاري الصرف الصحي، ما يؤدي إلى خروج المياه من فوهات مجرى الصرف الصحي في منازل الحي، إضافة إلى تجمعها في شوارع الحي الفرعية.
ويقول سكان من الحي لنورث برس إنهم قدموا عدة شكاوي للجهات المسؤولة لإيجاد الحلول، لكن لم يجدوا آذاناً صاغية، على حد تعبيرهم.
وتغلب صفة العشوائية على منازل الحي ويعود تاريخ بناء بعضها لأكثر من خمسين عاماً، وفقاً لسكان في الحي.
وأضافت، “ابراهيم” بلهجة لا تخلو من الغضب، “نحن ماننا بشر” معبرة عن امتعاضها من عدم الرد على الشكاوى التي تقدم بها سكان الحي للجنة الإدارة المحلية والبلديات في مجلس الرقة المدني ولدائرة الأشغال العامة في بلدية مدينة الرقة.
ويشاهد سكان الحي وهم يعبرون الشوارع الفرعية بصعوبة بسبب امتلائها بالمياه الملوثة، في حين قام البعض بوضع أحجار ضمن المياه المتجمعة ليتمكنوا من السير عليها.
وأدى تشكل مياه الصرف الصحي الملوثة إلى تجمع الذباب والحشرات، إلى جانب انبعاث روائح كريهة منها، ما سبب مخاوفاً لسكان الحي من تعرضهم لإصابة بأمراض جلدية وخاصة اللشمانيا.
وبينما يحاول عبور أحد شوارع الحي التي اجتمعت فيها المياه، قال خليل الأحمد (42 عاماً) إن استمرار تجاهل معاناة السكان “سيؤدي لظهور تبعات صحية على السكان”.
وتساءل الرجل الأربعيني عن المدة الزمنية التي من الممكن مرورها ليقوم المسؤولون في الرقة بحل مشكلة الحي، وخاصة أنهم قدموا وعوداً بحل المشكلة بداية العام الجاري.
وأعاد حسام كالو، رئيس دائرة الأشغال العامة في بلدية الرقة سبب تأخرهم في إصلاح مجرور الصرف الصحي في حي الحصيوة إلى تأخر صرف الكتلة المالية الخاصة بالمشاريع من قبل مجلس الرقة المدني.
وأضاف لنورث برس، أن دائرة الأشغال العامة أعدت دراسة لمشروع تأهيل مجرور الصرف الصحي بالحي منذ نحو ثلاثة شهور وأن المشروع سوف ينفذ حال وصول الكتلة المالية من مجلس الرقة المدني.
ولم يحدد “كالو” متى سيستلمون المبلغ المخصص للمشروع، وهو أثار استياء السكان الذين توقعوا أن يتأجل إصلاح المجرور عدة أشهر أخرى .
وبينما يعدد “الأحمد” أسماء مؤسسات ومسؤولين في الرقة الذين كرروا الوعود لسكان الحي بحل مشكلة الصرف الصحي، ينهي حديثه بالقول، “لم تثمر وعودهم سوى بتأجيل حل المشكلة”.