ازدياد حوادث خطف الأطفال تثير ذعر سكان في درعا

درعا- نورث برس

تحرص فاطمة الخطيب (43 عاماً) وهي من سكان مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، جنوب سوريا أن ترافق أطفالها أثناء ذهابهم إلى المدرسة ومنها إلى المنزل ولا تسمح لهم باللعب بعيداً عن أنظارها خوفاً من تعرضهم للاختطاف.

تقول السيدة الأربعينية وهي والدة خمسة أطفال إنهم يعيشون حالة من الرعب بسبب ازدياد حالات اختطاف الأطفال وابتزاز الخاطفين لعائلاتهم في سبيل دفع فدية لإطلاق سراحهم.

وتشير إلى أن مخاوفها ازدادت أكثر بعد حادثة اختطاف الطفل فواز القطيفان وتعرضه للتعذيب من قبل الخاطفين، “فكل طفل معرض أن يحدث له ما حصل مع فواز وخاصة أن الأجهزة الأمنية الحكومية لا تقوم بواجبها في القبض على عصابات الخطف”.

وتعيش محافظة درعا حالة من الفلتان الأمني الذي وصل إلى ذروته خلال الأشهر الفائتة وتشهد ازدياداً في حالات اختطاف تطال أطفالاً.

ويتسبب ذلك بحالة من الذعر والقلق بين السكان الذين باتوا يمتنعون عن إرسال أطفالهم إلى أماكن بعيدة عن المنزل لوحدهم أو الذهاب إلى المدرسة بمفردهم.

وقبل عدة أيام، حاول مجهولون يستقلون سيارة سوداء في بلدة معربة بريف درعا الشرقي اختطاف طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً.

لكن مطاردة سكان للسيارة أجبرت الخاطفين على إطلاق سراح الطفلة على الطريق الواصل بين بلدتي غصم والمتاعية بريف درعا الشرقي، بحسب مصدر محلي.

وقال ذات المصدر لنورث برس إن الخاطفين حاولوا استدراج الطفلة إلى الطريق ليتم الاستفسار عن اسمها واسم والدها ومن ثم خطفها.

بعضهم مجهولو المصير

وبعد الإفراج عن الطفل فواز القطيفان بعد دفع فدية مالية، أعاد ناشطون في درعا قضية الطفلة سلام الخلف وهي من سكان بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي والتي لا يزال مصيرها مجهولاً منذ آذار/ مارس عام 2020، إلى الواجهة من جديد.

وقال عبد الله الزعبي وهو أحد المقربين من عائلة “الخلف” لنورث برس إن الطفلة كانت تدرس الصف الثالث قبل اختطافها على يد مجهولون يستقلون سيارة من نوع “فان هوندايH1 أسود اللون”  أثناء عودتها من المدرسة.

وبعد شهر على اختطافها، عثر أحد سكان البلدة على حقيبتها وبعض ملابسها في السهول المحيطة في البلدة أثناء عمله في زراعة أرضه، بحسب “الزعبي”.

وأشار إلى أن العائلة لم تتلقى أي اتصال من الخاطفين لطلب الفدية ولم يعرفوا سبب الاختطاف حتى الآن، في حين اعتقد البعض أن اختطافها ربما تكون لتجارة الأعضاء البشرية.

ورصدت العائلة مكافأة مالية لأي شخص يدلي بأي معلومات تدل على مكان الطفلة أو معرفة أحد أعضاء العصابة الخاطفة.

وكانت العائلة قامت عدة مرات بنشر منشورات تتضمن صورة الطفلة ورقم للتواصل مع عائلتها وتعهدت العائلة بالعفو عن الخاطفين قضائياً وعشائرياَ في حال عودة الطفلة.

وأضاف  “الزعبي” أن دور القوات الحكومية في قضية الطفلة “غير فعال أبداً واقتصر على أخذ شهادات من ذويها وبعض معلمي مدرستها فقط لا غير”.

ورأى “الزعبي” أن تسليط الضوء على قضيتها من قبل ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يزرع الأمل في قلب والدتها التي لا تزال تنتظر عودتها حتى اللحظة.

اتهامات للقوات الحكومية

ويقول سكان محليون إن القرى والمدن التي تتواجد فيها القوات الحكومية بكثافة هي التي تشهد عمليات الخطف على الرغم من كثرة الحواجز العسكرية التابعة لها.

ويشير هؤلاء إلى أن المناطق التي يسيطر عليها اللواء الثامن المدعوم من روسيا مثل مدينة بصرى الشام ومعربة وبعض القرى المحيطة بها  بريف درعا الشرقي وما حولها لم تسجل حالات خطف كغيرها.

وفي  أيلول/ سبتمبر الماضي، اختطف مضر القباطي (13 عاماً) على يد مجهولين أثناء توجهه إلى مدرسته في  مدينة أزرع بريف درعا الشرقي والتي تعتبر من أكثر المدن ذات الكثافة الأمنية.

وقال سفيان الخالد (45 عاماً) وهو من سكان مدينة أزرع  إن الخاطفين كانوا يستقلون سيارة “نوع هونداي”  وغادروا المدينة عبر أحد الحواجز العسكرية التابعة للقوات الحكومية دون أن يتم تفتيشهم والكشف عن الطفل المختطف في السيارة.

وذكر أن الجهة الخاطفة طالبت ذوي الطفل “بمبلغ مالي كبير” قبل أن يتم تحريره منهم، دون الكشف عن الطريقة.

وحينها، وجه سكان المدينة أصابع الاتهام إلى عناصر في فرع الأمن العسكري التابع للقوات الحكومية في مدينة أزرع.

وقال حسين المفعلاني (37 عاماً) وهو من سكان ريف درعا الشرقي إنه منذ سيطرة القوات الحكومية على درعا صيف العام 2018  “نشعر بقلق دائم بسبب انعدام الأمن”.

واتهم الرجل الثلاثيني القوات الحكومية بأنها على ارتباط مع معظم المتّهمين بارتكاب جرائم الخطف والسرقة.

وأشار إلى أن السكان باتوا  يخشون الإفصاح عن  امتلاكهم المال على خلفية بيع أرض أو عقار أو أنّ لديهم أقارب ميسوري الحال في خارج البلاد، خوفاً من تعرضهم للسلب أو تهديد بالقتل أو الخطف مقابل المال.

ويتجنب “المفعلاني” كما غيره من سكان منطقته الخروج من منزله بعد غروب الشمس ولا يخرج بمفرده في حال اضطر للخروج.

إعداد: إحسان محمد/ مؤيد الأشقر- تحرير: سوزدار محمد