الشدادي – نورث برس
يضطر محمد الابراهيم (60 عاماً) وهو من سكان مدينة الشدادي، 60 كم جنوب الحسكة شمال شرق سوريا لقصد مشافي الحسكة بين الحين والآخر لإجراء الفحوصات الدورية وتلقي العلاج، ما يكبده مبالغ مادية لدفع أجور المواصلات، في ظل عدم تفعيل مشفى مدينته حتى الآن.
ويقول الرجل الستيني الذي يعاني من مرض السكري والقلب إنه يعاني من مشقة الطريق الطويل إلى الحسكة ما يؤثر على وضعه الصحي.
ويشتكي سكان ومرضى من تأخر تفعيل المشفى الوحيد في الشدادي الذي كان من المقرر دخوله للخدمة في منتصف عام 2021، بعد الانتهاء من ترميمه وصيانته.
ويتألف المشفى من ثلاثة أبنية، وكان تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) قد سيطر عليه عام 2014، واتخذه كمشفى عسكري خاص به.
وتعرض المشفى لدمار كبير أثناء المعارك التي شهدتها الشدادي لطرد التنظيم منها خلال العام 2016، كما أن جميع المعدات الطبية فيه تعرضت للسرقة.
وفي شباط/ فبراير 2013، خرجت الشدادي عن سيطرة الحكومة السورية، بعد معارك خاضتها قواتها مع فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، دُمرت خلالها البنية التحتية للمدينة ونُهبت الدوائر الحكومية.
وبعد عام من سيطرة المعارضة المسلحة عليها، شنّ “داعش” هجوماً عنيفاً عليها ودارت بينهما معارك طاحنة دامت لأيام سيطر بعدها التنظيم على المدينة.
وفي 2016، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الشدادي.
انتظار
وبعد أربعة أعوام من طرد التنظيم من الشدادي وتحديداً في تموز/ يوليو عام 2020، باشرت لجنة الصحة في مجلس مدينة الشدادي المدني بمشروع لصيانة وترميم المشفى.
وحينها قال المشرفون على المشروع ومسؤولون في لجنة الصحة إن المشفى سيدخل الخدمة ويكون مجهزاً بجميع الطواقم الطبية والأجهزة خلال مدة تتراوح من ثمانية أشهر إلى سنة.
وخصص لتنفيذ المشروع أربعة ملايين دولار أميركي، وفقاً لما كشفت عنه هيئة الصحّة في الإدارة الذاتيّة لشمال شرق سوريا في تصريحات صحفية بداية عام 2020.
وبعد مرور ثلاثة أشهر من البدء بتأهيل المشفى، تم الانتهاء نسبة 70 بالمئة من عمليات الترميم، على أن يدخل الخدمة خلال مدة أقصاها أربعة أشهر، وفقاً لما أفاد به المشرف على أعمال الصيانة والترميم في المشفى لنورث برس في وقت سابق.
لكن حتى الآن، ينتظر سكان الشدادي دخول المشفى إلى الخدمة في ظل تردي القطاع الصحي في منطقتهم، إذ تضم الشدادي مركز صحي وحيد ويعمل فيه طبيب أخصائي عام فقط والخدمات التي يقدمه المركز محدودة.
ويتساءل البعض عن أسباب عدم بدء المشفى استقبال المرضى وخاصة أن أعمال والصيانة فيه انتهت منذ منتصف العام الفائت.
تأجيل افتتاح المشفى
ولم يفصح طارق الكريعي، الرئيس المشارك للجنة الصحة التابعة لمجلس الشدادي المدني لنورث برس عن أسباب عدم افتتاح المشفى واكتفى بالقول أن “هناك العديد من الأمور المتعلقة بالمشفى أدت إلى تأجيل الافتتاح”.
وأشار نقلاً عن هيئة الصحة في إقليم الجزيرة أن المشفى سيتم افتتاحه أمام المرضى في بداية نيسان/ أبريل القادم.
لكن سكان شككوا بتلك التصاريح وخاصة أنه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تقديم الوعود دون تنفيذها، على حد تعبيرهم.
وسيخدم المشفى في حال تم تفعيله، السكان ابتداءً من ناحية العريشة وصولاً إلى أطراف دير الزور.
وعبر بشار عطلة (29 عاماً) وهو من سكان الشدادي عن استيائه جراء عدم كشف القائمين عن المشروع والمسؤولين في لجنة الصحة بالشدادي عن الأسباب وعبر عن اعتقاده أن تأخير تفعيل المشفى “يأتي ضمن سياسة التهميش التي تتعرض لها المنطقة”.
وشهدت الشدادي خلال الفترات الماضية، احتجاجات من قبل سكان طالبوا بتحسين الواقع الخدمي وتوفير الخدمات الرئيسية لسكان المدينة وخاصة توزيع مازوت التدفئة.
وتعاني الشدادي وريفها شحاً في توفير الخدمات الأساسية كالخبز والمحروقات والغاز المنزلي، بحسب سكان محليين.
وطالب “عطلة” بضرورة الإسراع في افتتاح المشفى وذلك “لتخفيف معاناة السكان من تكبدهم تكاليف إضافية للعلاج والمشافي الخاصة وسلكهم طرق بعيدة .