حوض لتربية الأسماك على الفرات في الشمال السوري

افتتحت هيئة الاقتصاد في مدينة كوباني/عين العرب مؤخراً، أول مسمكة لتربية الأسماك، بتكلفة بلغت سبعة ملايين ليرة سورية (12500 دولار) في ريف بلدة صرين جنوبي المدينة.

وتبلغ مساحة حوض المسمكة التي تم حفرها في قرية الشعبانية بريف صرين بجانب نهر الفرات /3500/م2(ثلاث دونمات ونصف)، حيث يوفر الحوض بيئة طبيعية لتربية الأسماك، وصمم هندسياً لتمر فيه مياه النهر بشكل مستمر.

وأوضح خليل شيخ مسلم، رئيس المجلس الاقتصادي في مقاطعة كوباني (نظامي إداري في شمال شرق سوريا)، لـ”نورث برس” أن المشروع يهدف إلى تحقيق الاستقرار في أسعار الأسماك في المنطقة من خلال بيع ما تنتجها المسمكة للتجار بأسعار مقبولة. 

وأضاف شيخ مسلم أن الهيئة تخطط لإنشاء مشاريع لدعم نهر الفرات بالثروة السمكية عبر إنشاء أحواض خاصة لتكاثر الأسماك، والتي ستنتج ملايين الأفراخ، ومن ثم وضعها في نهر الفرات كي يستفيد الصيادون العاملون منها.

وتعمل هيئة الاقتصاد ومؤسسة الثروة الحيوانية في مدينة كوباني على إصدار قوانين صارمة من أجل منع الصيد الجائر أو الصيد بالطريقة الكهربائية، والتي تؤدي إلى أضرار بالثروة السمكية والكائنات النهرية بشكل عام.

من جهته أوضح الطبيب البيطري محمد حمو, مدير الثروة الحيوانية في كوباني، والمشرف على مشروع “المسمكة”، أنه يتم تربية نحو ستة آلاف سمكة من نوع “الكرب الذهبي” في الحوض حالياً، حيث تم شراء الأسماك الصغيرة التي بلغ وزنها من /70/ إلى /100/ غرام من منطقة الغاب بريف حماة الشمالي.

وأضاف حمو أن تربية الأسماك في الحوض ستتم وفق بيئة طبيعية تتلاءم مع الوضع الصحي لنموها، حيث سيتم تزويد الحوض بغذاء نباتي من الذرة الصفراء والنخالة والحبوب.

 ويتدرج عمق حوض المسمكة من مترين إلى خمسة أمتار، وأًنشئ نهاية عام 2018، وتم البدء بتربية الأسماك الصغيرة فيه قبل نحو شهر، بإشراف مختصين من أطباء بيطريين وذوي الخبرة في هذا المجال.

أوزان الأسماك ستصل إلى نحو كيلوين ونصف الكيلو, بعد نحو سبعة أشهر تقريباً، وستباع بأسعار منافسة في السوق المحلية، كما يهدف المشروع أيضاً إلى توفير فرص عمل للمواطنين، بحسب القائمين على المشروع. 

وتخطط الهيئة لزيادة عدد الأحواض وأنواع الأسماك في مناطق نهر الفرات مثل بلدة الشيوخ وصرين، إضافة إلى دعم إنشاء أحواض خاصة وتزويدها بالفراخ. 

من جانبه أوضح مازن رشيد علو، من أهالي قرية الشعبانية وأحد عمال المسمكة، أنه يقوم بمراقبة وضع مستوى المياه في الحوض، إضافة إلى تقديم العلف بشكل يومي، ويشرف عليها بشكل مباشر.

ويؤكد علو أن المسمكة هي الوحيدة في المنطقة، فيما يوجد أغلبها في مناطق حوض الفرات في الطبقة والرقة وريفهما.

وتواجه الثروة السمكية في حوض الفرات في سوريا مشكلة تلوث النهر التي تؤثر عليها، حيث يتم معالجة المشكلة عبر تعقيم المياه في الأحواض بصبغة معقمة خاصة بعد توقيف جريان المياه في حواجز حديدية لمدة /48/ ساعة.

يذكر أن أسعار بيع الأسماك في السوق المحلي تتراوح حالياً بين /700 – 1500/ ليرة سورية  للكيلو الواحد بحسب نوعه وحجمه، ومن المتوقع أن تنخفض الأسعار إلى أقل من /600/ليرة سورية(دولار واحد) مع بدء طرح إنتاج المسمكة في الأسواق نهاية العام الحالي.