متابعون يرون أن العملية السياسية لحل الأزمة السورية بشكلها الحالي “محكومة بالفشل”

القامشلي- نورث برس

قال معارضون سياسيون وحقوقيون، الثلاثاء،  إن المعارضة السورية فشلت في تحقيق أي مصلحة للشعب، وإن العملية السياسية لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عقد محكومة بعوامل الفشل منذ بدايتها.

والأربعاء الماضي، أعلنت هيئة التفاوض السورية، رفضها للطرح الذي قدمه المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، والذي سُمّي بـ”الخطوة بخطوة وخطوة مقابل خطوة”.

وقالت في بيان إنها “ترفض آلية الخطوة بخطوة، والخطوة مقابل خطوة، كما ترفض أي مبادرات أو آليات لا تؤدي بشكل عملي وواضح إلى التنفيذ الكامل والصارم للقرار ٢٢٥٤(٢٠١٥)”.

وقال علي الأمين السويد، وهو كاتب ومعارض سوري، إن “المسار السياسي للعمليات التفاوضية بين الائتلاف وملحقاته والنظام السوري شهد مسارين مثيرين للجدل”.

وأضاف ” السويد” في تصريح لنورث برس، أن “الأول اتبع خط الأمم المتحدة بزعم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والثاني هو مسار ما سمي مفاوضات استانا وسوتشي”.

“لم يبق للمعارضة أي رصيد”

وقال “السويد” إن المعارضة السورية فشلت في تحقيق أي مصلحة للشعب السوري الثائر ضد النظام، في ظل تبعيته للنظام التركي”.

وأشار إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن في هذه المرحلة “أخذ يبتدع افكاراً يطرحها كخطة عمل خاص به في إطار مهمته بين المعارضة والنظام، ومن هذه الأفكار تطويره لفكرة “خطوة مقابل خطوة” التي ولدت في عهد دي مستورا”.

إلا أن بيدرسن “نفسه وحسب تصريحاته لا يعلم ماهية هذه الخطة” يقول “السويد”.

وأضاف، أنه وبعد عدة أسابيع من طرح بيدرسن لعنوان خطته التي لم تولد بعد، اتخذت لجنة المفاوضات قرارها بالرفض.

وقال “السويد” إن قرار “الرفض جاء في مكانه، إلا أنه لا يصلح العطار ما أفسدته المعارضة بقبولها التفاوض بداية حسب أجندات النظام السوري، وحسب أجندات النظام التركي، وحسب أجندات الروس والإيرانيين وضد رغبة الشعب السوري الذي يدعي الائتلاف تمثيله”.

فاليوم وبعد عدة سنوات من المفاوضات، “تمكن النظام من استعادة معظم المناطق التي خرجت عن سيطرته. ولم يبق للمعارضة أي رصيد بين صفوف السوريين الثائرين ضد النظام”.

و”حتى معظم من يفترض أنها تمثلهم، لا يعترفون بها كجهة شرعية لها استقلاليتها، بحسب المعارض السوري.

“العملية السياسية محكومة بالفشل”

وفي الثاني والعشرين تشرين الأول / أكتوبر الماضي، اختتمت الجولة الـ 6 لأعمال اللجنة الدستورية السورية دون إحراز أي توافق حول المبادئ الدستورية الأربعة، بحسب ما أدلى به بيدرسن في المؤتمر الصحفي الختامي.

ومن المزمع أن يلتقي  المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، خلال زياته اليوم إلى دمشق، وزير الخارجية فيصل المقداد، ورئيس وفد الحكومة السورية في اللجنة الدستورية أحمد الكزبري.

ويرى الناشط السياسي والمحامي، حسان الأسود، الذي يقيم في دولة ألمانيا الاتحادية، أن ” العملية السياسية محكومة بعوامل الفشل منذ بدايتها”.

وقال ” الأسود” إنه لم يكن لدى  “النظام  أي بوادر لتقديم أية تنازلات، ولا المعارضة كانت مؤهلة لترجمة التضحيات الهائلة للشعب السوري إلى نتائج سياسية حقيقة تأخذ المصالح الوطنية السورية بالمقام الأول من عملها”.

وأضاف، “أمّا الاستعصاء والطريق المسدود فهما أمران موجودان من بداية الأزمة السورية التي أعقبت ثورة الحرية والكرامة، اي منذ اليوم الأول لانتهاج الحل الأمني العسكري لمطالبات السوريين بالحرية والكرامة ودولة المواطنة”.

“من هنا، نجد أنّ رفض هيئة التفاوض المقترح الأخير للمبعوث الدولي غير بيدرسن جاء نتيجة طبيعية للمسار السابق” بحسب الأسود.

ويرى الناشط السياسي إن المشكلة لا “تكمن بالمبعوث الدولي ولا بالأمم المتحدة، بل بالإرادة الدولية للفاعلين الكبار بالملف السوري”.

وقال الأسود إن “الأزمة السورية طويلة الأمد، ولن تبدأ خيوط الحل بالظهور إلا إذا استطاع السوريون الاتفاق على أسس مشتركة للعمل الوطني، وإذا فهم الجميع أنّ المصلحة العليا للوطن تقتضي التخلّص من الأسد ونظامه ومن المحتلين جميعاً”.

إعداد: إحسان محمد- تحرير: فنصة تمو