عمليات تهريب النفط إلى مناطق الحكومة تلوث مياه نهر الفرات بدير الزور

دير الزور- نورث برس

يقول سكان في بلدة شحيل بريف دير الزور الشرقي، إنّ مياه نهر الفرات تشهد تلوثاً، بسبب تسرب كميات من المحروقات أثناء عمليات تهريب النفط التي تتم من شرقي الفرات إلى مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية في بلدة بقرص ومدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.

وتشهد مناطق ريف دير الزور الشرقي، عمليات تهريب إلى مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، بالتزامن مع حملات مكثفة من قوات سوريا الديمقراطية لضبط المعابر النهرية ومنع التهريب.

وتتم عمليات التهريب بطرق بدائية، حيث يقوم بها مهربون من شرقي الفرات عن طريق ملئ النفط داخل خزانات موضوعة على عبارات نهرية، ومن ثم عبور نهر الفرات إلى الضفة الخاضعة لسيطرة الحكومة وإفراغ الحمولة.

وغالباً ما تشهد عمليات التهريب تسرب كميات كبيرة من النفط إلى نهر الفرات، بسبب اهتراء تلك الخزانات، حيث تتحول مياه النهر في بعض الأحيان إلى اللّون الأسود.

وقال أحد سكان مدينة الميادين بريف دير الزور الخاضعة لسيطرة الحكومة،  إنّ “المياه التي تصل إلى منزله غير صالحة للشرب وحتى  لا تصلح لغسيل الملابس”.

وأشار إلى أن سكان المدينة يشترون مياه نبع “معيزيلة” في بادية البوكمال بريف ديرالزور، وهي مياه صالحة للشرب وتتميز بعذوبتها “ولكنها مكلفة للغاية، حيث يبلغ سعر كلّ خمسة براميل 45 ألف ليرة سورية”.

ولكن شراء المياه وخاصة خلال فصل الصيف حيث يزداد استهلاكها تزيد من الأعباء المادية للسكان في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعيشها للعائلات.

مداهمة معابر التهريب

وتقوم قوات سوريا الديمقراطية بين الحين والآخر بمداهمة معابر التهريب والتي تربط مناطق سيطرتها، بمناطق الحكومة السورية، وغالباً ما تسفر المداهمات عن اشتباكات مع المهربين.

وفي الثاني من كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلن المركز الإعلامي لقوات مجلس هجين العسكري عن ضبط كميات من المحروقات والمواد الغذائية، بريف دير الزورالشّرقي، شرقي سوريا، كانت معدة للتهريب إلى مناطق حكومة دمشق.

وقال المركز الإعلامي على موقعه الرسمي حينها، إنَّ قوات مجلس هجين العسكري داهمت معبري بلدة البحرة وأبو حمام ٩٠ كم شرقي دير الزور وصادرت كميات كبيرة من المازوت والمواد الغذائية معدة للتهريب، بالإضافة لمصادرة زوارق كانت تنقل المواد المهربة.

وأضاف الموقع، أن قوات المجلس التي تنضوي تحت صفوف قوات سوريا الديمقراطية، ستواصل الحملة التي أطلقتها في ريف دير الزور الشرقي لمكافحة ظاهرة التهريب والإتجار غير المشروع بالمحروقات والمشتقات النفطية.

وفي السادس من ذات الشهر، قال إبراهيم الجاسم، وهو قائد مجلس هجين العسكري، في اتصال صوتي لنورث برس، إنهم قاموا بتوزيع نقاط عسكرية على شريط نهر الفرات لتوفير رقابة على مدار  ٢٤ ساعة للمعابر النهرية.

وقبل ذلك بيومين، ضبطت قوات مجلس هجين، كميات كبيرة من المواد الغذائية والمحروقات والدخان في بلدات البحرة وذيبان والشحيل في ريف دير الزور الشرقي، كانت معدة للتهريب إلى مناطق الحكومة.

وحينها قال مصدر عسكري من قوات سوريا الديمقراطية لنورث برس، إنَّ اشتباكات اندلعت بينها وبين مهربين أسفرت عن إصابة عدد من الأخيرة.

اتهامات

وقال شخص آخر من مدينة الميادين إنه لم يعد يعتمد على مياه نهر الفرات بعد تلوثه بالمحروقات، حيث لجأ إلى حفر بئر بجانب منزله.

 وأشار إلى أن مياه البئر ليست عذبة مئة بالمئة، “إلا أنها أفضل بكثير من مياه الفرات الملوثة بالنفط”.

وأواخر كانون الأوّل/ ديسمبر الماضي، صادرت قوات مجلس هجين العسكري كميات من المازوت المُعد للتهريب لمناطق حكومة دمشق، بعد اشتباك مع المهربين في بلدة الطيانة شرقي دير الزور.

ويتهم سكان من الميادين الحكومة بأنها لا تُبالي بما يسببه تسرب النفط إلى نهر الفرات من أضرار بيئية وصحية على سكان المنطقة، في ظل انعدام أي محاولات لضبط عمليات التهريب من جانبها.

ويشير هؤلاء إلى أن عمليات التهريب تتم عن طريق تواطؤ ضباط حكوميين مع المهربين مقابل أرباح مادية.

وعن كيفية تعامل محطة تصفية المياه بمدينة الميادين مع تسرب المحروقات إلى النهر، قال موظف في المحطة لنورث برس، إنَّ ترقيد المياه وإضافة مادة الكلور “لا تُجدي نفعاً مع المياه الملوثة بالنفط”.

وأشار إلى أن العديد من أجهزة المحطة تعرضت لأعطال، والبعض منها خرجت عن الخدمة بسبب تسرب كميات من النفط إلى تلك الأجهزة.

إعداد: عبد الحميد الحسين- تحرير: سوزدار محمد