قيادي في الائتلاف لـ"نورث برس": تركيا حليفتنا الوحيدة

 

اسطنبول – نورث برس

 

صرح عضو الهيئة السياسة في الائتلاف السوري المعارض، محمد يحيى مكتبي، لـ"نورث برس" الأربعاء، أن "تركيا هي حليفتنا الوحيدة" رغم الحديث عن أن تركيا خذلت المعارضة السورية بعد هجوم قوات الحكومة السورية الأخير على إدلب.

 

وقال إن "مع الأسف الشديد لم يبق من الحلفاء وممن ادعوا صداقتهم للشعب السوري إلا القلة القليلة التي مازالت تقف معهم وعلى رأسهم تركيا، وخاصة في الجانب العسكري وخاصة بعد توقف غرفتي التسليح الموك والموم".

 

وتعتبر الموك أو الموم غرفة عسكرية خارجية ومقر قيادة وتنسيق وإصدار أوامر تديرها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والأردن وبعض دول الخليج، تشكلت في عام 2013 وتطورت عام 2014، وتضم فصائل عدة من الجيش الحر في درعا والقنيطرة وريف دمشق وريف حلب الشمالي.

 

وتشكلت غرفة  الموك في الأردن، والموم في تركيا، أواسط العام 2012، بشكل أولي، إلى أن بدأت العمل بشكل رسمي في العام 2013. وضمت الغرفتان مع بداية تشكيلهما في العام 2012 المجالس العسكرية للجيش الحر، وسط دعم محدود، قبل أن يتوسع عملهما منذ العام 2013، بعد ضم نحو /100/ فصيل عسكري في الجبهتين الجنوبية والشمالية بتعداد يقارب /60/ ألف مقاتل. وتوسع الدعم  تدريجياً عبر تسليح الفصائل بمضاد المدرعات الأمريكي "التاو"، ومن ثم بالراجمات البعيدة "بي 21".

 

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن في تموز/يوليو، إيقاف برنامج تسليح المعارضة السورية، مبرراً ذلك بالقول إن البرنامج "ضخم وخطير وغير فعال".

 

ونفى مكتبي أن يكون لتركيا أي دور في عمليات التغيير الديموغرافي في الشمال السوري، محملاً الحكومة السورية وروسيا وإيران مسؤولية ذلك.

 

وقال مكتبي في حديث  لـ"نورث برس": "لا يوجد في سوريا جهة تقوم بعمليات التغيير الديموغرافي والتهجير القسري إلا نظام الأسد المجرم وداعميه الروسي والإيراني، وإنه ما كان لأهلنا الذين ينتقلون من مكان إلى مكان وينزحون من قرية لأخرى إلا نتيجة الاجرام المفتوح الذي يمارسه نظام الأسد وداعميه".

 

وأضاف "هذه الحركة للنازحين هي حركة اضطرارية وهي بالمقابل تعبير وتصويت بأرجل النازحين على أنهم لن يعودوا إلى أرض الوطن مهما كانت المشاق ومهما كانت الصعوبات، وعندما يكون هنالك جدية في التعاطي السياسي ودفع الحل السياسي قدما نحو الأمام، سيعود مئات الآلاف من أهلنا وشعبنا إلى مناطق سكنهم الأصلية"

 

وكان الرئيس التركي قد أعلن في كلمة أمام وزراء الشؤون الاجتماعية بمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أنّه سيتم تقديم الدعم لإنشاء مناطق سكنيّة جديدة في الشمال السوري، "بدأنا العمل على إسكان مليون شخص في مدينتي تل أبيض ورأس العين".

 

وأدى الهجوم العسكري الذي أطلقته قوات الحكومة السورية في إدلب وحلب منذ منتصف شهر كانون الثاني /يناير الماضي، إلى أكبر موجة نزوح على الإطلاق، أجبرت نحو مليون مدني على النزوح من منازلهم في ظل أوضاع إنسانية كارثية، نظراً لعدم توافر الحد الأدنى من متطلبات الحياة واكتظاظ مناطق النزوح بالمدنيين، الذين آثروا النجاة والفرار، وكذلك في ظل الطقس السيئ الذي تمر به المنطقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأشار مكتبي إلى أن "ما يجري لأهلنا بعد وصول عدد النازحين خلال أشهر قليلة إلى ما يقارب من مليون سوري، وهذا العبء لا تستطيع أي جهة تحمله بمفردها ويجب أن يكون هناك مساعي من كل الجهات التي تقدم المساعدات الإنسانية للاستنفار لسد حاجة أهلنا وشعبنا، خاصة أننا في وقت الشتاء البارد والقارص والمصاعب الجمة الي يتحملها الأهالي".

 

وتواصل قوات الحكومة السورية التقدم في كل من ريفي حلب وإدلب وسط تهديدات متكررة من تركيا باستخدام القوة العسكرية ضد قوات الحكومة السورية  مالم تتراجع إلى ما خلف نقاط المراقبة التركية.

 

وقالت القيادة العامة لقوات الحكومة السورية في التاسع من الشهر الجاري في بيان: "إنها حققت إنجازات ميدانية نوعية والتقت القوات المتقدمة من ريف إدلب الشرقي بالقوات المتقدمة من اتجاه حلب الجنوبي مستعيدة السيطرة على مساحة جغرافية تزيد عن /600/ كيلومتر مربع وأحكمت السيطرة على عشرات البلدات والقرى والتلال الحاكمة".

 

وقدر فريق "منسقو استجابة سوريا" الذي يعنى بتوثيق آخر التطورات الإنسانية شمالي سوريا، في بيان، أعداد النازحين بأكثر من 163 ألف عائلة، وذلك في الفترة الممتدة من تشرين الثاني 2019 وحتى 18 شباط الجاري 2020، مشيراً إلى العجز الكبير في قطاع المأوى وقطاع المواد الغذائية وغير الغذائية وفي قطاع الصحة والتعليم والذي تجاوز 97%.