واشنطن تطمئن الحلفاء مع اقتراب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران

واشنطن – نورث برس

تشير تحرّكات الإدارة الأميركية على أن التوصل إلى إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران بات قاب قوسين أو أدنى، حيث تجري في فيينا جولة ثامنة بين إيران ودول مجموعة ٥+١ بينما يتحرّك الرئيس الأميركي، جو بايدن، في واشنطن لطمأنة الحلفاء في الشرق الأوسط قبيل الإعلان عن الاتفاق المحتمل.

فبعد ابتعاد أميركي نسبي عن ملفات الشرق الأوسط، تحدّث بايدن، أمس الأربعاء، إلى العاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، واستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، نظيره الإسرائيلي ايال هولتا، في البيت الأبيض، وكان الملف الإيراني محور هذه المحادثات.

وبحسب بيان البيت الأبيض، الذي تلا مكالمة بايدن مع العاهل السعودي، فإن الرئيس الأميركي أطلع نظيره السعودي على تطوّرات المحادثات الجارية في “فيينا”، مشدداً له على التزام واشنطن بدعم القدرات الدفاعية السعودية في مواجهة هجمات الحوثي المدعوم إيرانياً.

وبعد أقل من ٢٤ ساعة من هذه المكالمة، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على صفقة مبيعات أسلحة جديدة إلى السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، تتضمن أسلحة دفاعية وهجومية بقيمة خمسة مليار دولار.

وتضمن لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي بنظيره الإسرائيلي تطمينات أميركية لإسرائيل بالتزام واشنطن بالدفاع عن أمنها واستقرارها في مواجهة إيران، كما نقل مستشار الأمن القومي الأمريكي لنظيره الإسرائيلي تعهّد بايدن بأن إيران لن تحصل على سلاح نووي.

وعلى الرّغم من شح التصريحات الأميركية حول ما يحدث في مفاوضات “فيينا”، إلا أن مسؤول أميركي كبير كان قد قال، الاثنين الماضي، في إحاطة صحفية حضرتها “نورث برس”، أن إدارة بايدن ترى إمكانية كبيرة في التوصل إلى اتفاق قريب في محادثات فيينا إذا كانت إيران مستعدة لاتخاذ قرار سياسي جدي.

والأسبوع الماضي، قال بريت ماكغورك، منسق شؤون الأمن القومي الأميركي، إن “الكرة باتت في ملعب إيران لأخذ خطوة إلى الأمام ليتم التوصل إلى اتفاق جديد”.

وجاء كلام ماكغورك، بالتزامن مع إعلان أميركا إعادة تفعيل الإعفاءات الممنوحة لدول وشركات أجنبية مشاركة في مشاريع نووية مدنية في إيران.

وعلى الرّغم من أن تجديد هذه الإعفاءات كان خطوة تقنية مرتبطة باتفاق 2015، الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، إلا أنه من وجهة نظر واشنطن، خطوة تظهر حسن النوايا الأميركية ورغبتها بالتوصل إلى توافق مع إيران.

وكانت إدارة بايدن قد حددت في شهر شباط/فبراير، كموعد نهائي للمفاوضات، إذ قالت الإدارة أنه من غير الممكن أن تستمر هذه المفاوضات للأبد دون التوصل إلى أي اتفاق وذلك لأن إيران اقترب كثيراً من إعلان نفسها كدولة نووية.

ومنذ أيام، أبلغ مسؤول الخارجية الصحفيين بأن المحادثات مع إيران في فيينا دخلت مرحلتها النهائية وبالتالي من الممكن التوصل إلى اتفاق في نهاية هذه الجولة الثامنة.

والاثنين الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن “محادثات فيينا أحرزت تقدماً كبيراً.

وسجّلت أسواق النفط العالمية، اليوم الخميس، انخفاضاً في الأسعار مع ترقّب نتائج المحادثات النووية في فيينا، حيث ستتمكن إيران من إضافة نفطها إلى الأسواق العالمية إذا حدث الاتفاق وبالتالي رفع العقوبات عن إيران.

ونشرت صحيفة “هارييتز” الإسرائيلية، اليوم الخميس، تحليلاً يقول أن التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، سيؤدي إلى رفع جاهزية إسرائيل لمواجهة المخاطر المحدّقة بها من الجانب الإيراني، بما في ذلك زيادة وتيرة الهجمات على ميليشيات مدعومة إيرانياً في سوريا.

إعداد: هديل عويس تحرير: محمد القاضي