الحسكة – نورث برس
يتفقد المزارع محمد العيسى (45 عاماً) محصوله من الفول وحبة البركة في ريف مدينة الدرباسية شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا، وكله أمل بنجاح موسمه الزراعي، في ظل المؤشرات التي تنذر بإنتاج جيد مقارنة مع المحاصيل الزراعية الأخرى.
وفي قرية بير كنيس غربي الدرباسية، يشير “العيسى” إلى أن إنبات محصوله بعد سقايته من مياه الآبار وتساقط الأمطار خلال الفترة الماضية بكميات لا بأس بها، يوحي بـ”عام يبشر بالخير” بالنسبة للبقوليات التي لا تحتاج للمياه كثيراً على غرار المحاصيل الأخرى.
إلا أن المزارع الذي غزا الشيب شعره، يتخوف من أن يتكبد خسائر بمحصوله من القمح وتؤثر على مردوده من البقوليات.
ويتمنى “العيسى” الذي زرع 60 دونماً من الفول وحبة البركة أن تكثف لجنة الزراعة من جهودها بدعم القطاع الزراعي بشكل أكبر عبر زيادة مخصصاتهم من المازوت والأسمدة.
ونتيجة عوامل التغير المناخي جراء ندرة الأمطار وتضرر المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير، يتوجه مزارعون بريف الحسكة لزراعة البقوليات التي تسوق إنتاجها بالعملة الصعبة وتدر عليهم بأرباح “جيدة”.
ورغم الصعوبات التي يواجهها القطاع الزراعي، إلا أن محاصيل البقوليات شهدت انتعاشاً كبيراً في المساحات المزروعة في مدينة الحسكة والبلدات التابعة لها، قياساً مع العام الفائت.
وبلغ إجمالي المساحات المزروعة بمختلف أصناف البقوليات بشقيها البعلي والمروي للعام الحالي في مدينة الحسكة والبلدات التابعة لها، 122.312 دونماً، بينما بلغ العام الفائت 105.171 دونماً، وفق إحصائية لمديرية الزراعة في الحسكة.
انتعاش زراعة البقوليات لم يخلو من انتقادات وشكاوي للمزارعين حول قلة مستحقاتهم من المحروقات لسقاية محاصيلهم.
ووفقاً لمديرية الزراعة في الحسكة، فإن مادة المازوت توزع على المزارعين بنسبة 8% من إجمالي المساحة المزروعة بالبقوليات وفق الرخصة الزراعية.
وفي قرية خاص جنوبي مدينة الدرباسية، يقول المزارع محمد شيخو (40 عاماً) إنه رخص 280 دونماً وزرع منها 50 دونماً بالبقوليات لكنه حصل على 28 ليتراً فقط من المازوت.
ويضيف: “في حال قمت بزراعة مساحات أكبر يتوجب عليّ شراء المازوت من السوق السوداء”.
وتدعم الإدارة الذاتية المزارعين بمادة المازوت بسعر 92 ليرة سورية لليتر الواحد، بينما يباع المازوت في محطات الوقود بسعر 410 ليرة سورية.
ويشير سليمان سليمان، وهو إداري في مديرية الإنتاج النباتي بمقاطعة الحسكة، إلى أنه يتم دعم المزارعين وفق الخطة الزراعية وتراخيص الآبار.
ويشكو المزارعون في المناطق الجنوبية من الحسكة، من تأخير في عملية توزيع مادة المازوت عليهم حتى الآن في ظل اقتراب الموسم الزراعي على نهايته.
ويضيف “سليمان” في هذا السياق أن المناطق الشمالية مثل تل تمر وزركان والدرباسية تم توزيع الدفعة الأولى عليهم بنسبة 95%.
بينما المناطق الجنوبية مثل عريشة ومركدة وبسبب الأحداث الأخيرة في سجن الصناعة جراء هجوم تنظيم “داعش”، تأخرت عملية التوزيع عليهم بالقدر الكافي حتى الآن “وستستكمل عملية التوزيع مجدداً بعد عودة الأمان للمنطقة”، بحسب “سليمان”.