الاحتجاجات مستمرة في السويداء ضد قرار رفع الدعم عبر البطاقة “الغبية”
السويداء- نورث برس
تشهد محافظة السويداء، جنوبي سوريا، منذ الخميس الماضي، احتجاجات واسعة ضد قرار رفع الدعم الحكومي عن شريحة واسعة من السكان.
واختلفت طرق الاحتجاج بين إغلاق أفران حكومية أو إجبارها على البيع بسعر مدعوم وفق البطاقة الذكية كما حدث في بلدتي قنوات والغارية بريف السويداء الجنوبي والشرقي في الثاني من هذا الشهر.
وآخذت الاحتجاجات شكلاً آخر تمثل بإغلاق الدوائر الحكومية ومنع الموظفين من الدخول إليها كما جرى في قرية قنوات عتيل في ذات اليوم.
وهناك من احتج عبر إغلاق الطريق الرئيسي الواصل بين دمشق – السويداء بالإطارات المشتعلة ومنعوا السير باتجاه العاصمة، كما فعل سكان بلدة سليم.
وحذا شبان من بلدة نمرة بريف السويداء الشمالي، نهج سكان بلدة سليم، حيث قطعوا الطريق إلى البلدة ومنعوا الموظفين من التوجه للدوائر التي يعملون فيها وطلاب المدارس من الذهاب إلى مراكزهم، إضافةً إلى إغلاق المجمعات الحكومية في قرى بكا نمرة والغارية عريقة خلال اليوم الأول من بدء الاحتجاجات.
وليس في السويداء فحسب، فقد لاقى قرار رفع الدعم الحكومي عن فئات “قادرة على شراء المواد بشكل حرّ”، بحسب مسؤولين حكوميين، استياءاً شعبياً في كافة مناطق سيطرة الحكومة السورية ولا سيما في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.
وفي الثلاثين من كانون الثاني/ يناير الماضي، استبعدت الحكومة السورية، الدعم عن آلاف العائلات المستفيدة من برنامج “وين” المخصص للبطاقات الذكية.
نسبة المستبعدين
ويشمل قرار الاستبعاد حوالي 596 ألفاً و628 عائلة تحمل البطاقة الذكية، بنسبة تصل إلى حوالي 15% من الأسر التي يصلها الدعم، لكن الأرقام تشير إلى أنها تزيد عن 21%.
واستُبعد حسن الحسن وهو من سكان بلدة نمرة من الدعم عبر البطاقة الذكية بسبب امتلاكه سجلاً تجارياً لمتجر “صغير جداً”.
ويقول “الحسن” وهو موظف حكومي، “بالرغم من الضغوط الأمنية والإدارية علينا كموظفين، إلا أنني شاركت في الاحتجاج وقطع الطريق في البلدة”.
وأمس الأحد، تجددت الاحتجاجات في قرى وبلدات بالسويداء، حيث قطع المحتجون طريق السويداء- دمشق الرئيسي عند مفرق الحزم، وطريق نمرة – شهبا، وطريق شقا – شهبا، وطريق مجادل – شهبا، وطريق القريّا – السويداء، بالإطارات المشتعلة.
واجتمع المحتجون أمام مقر عين الزمان في مدينة السويداء، وانتقلوا بعدها إلى ساحة السير وسط المدينة، وهتف المحتجون بهتافات تندد بالسلطة الحاكمة، وأحرق المحتجون بطاقات تكامل ووصفوها بـ “بطاقات الذل”.
وحذر ليث البلعوس نجل الشيخ وحيد البلعوس مؤسس حركة رجال الكرامة في بيان نشره أمس الأحد، من أي “اعتداء على أبناء محافظة السويداء الذين يقفون للمطالبة بأبسط مقومات الحياة”.
وصباح اليوم الاثنين، قطع محتجون طرق القريّا ونمرة باتجاه المدينة بريف السويداء الشرقي.
ووفق ما أفادت مصادر محلية، نورث برس، فإنه من المقرر أن تنطلق الاحتجاجات، الاثنين، من مقام عين الزمان “دار طائفة الموحدون الدروز”.
احتجاجات اليوم
وقالت ذات المصادر إن هدف المحتجين اليوم، الاتجاه إلى مؤسسات الدولة لمحاولة إيقاف الدوام ومن ثم التجمع عند الجامع الكبير وسط مدينة السويداء.
وخلال اليومين الماضيين، قطع سكان بلدة سليم طريق دمشق السويداء الرئيسي وأشعلوا إطارات ومنعوا المرور إلا للحالات الطبية وذلك بمساعدة من فصيل محلي.
واعتصم سكان بلدة الرحى شرق مدينة السويداء أمام مبنى المجلس البلدي ومنعوا الموظفين من الدخول إليه وحذا حذوهم سكان بلدة بكا جنوب المحافظة.
وفي اليوم ذاته التي شهدت فيه المحافظة الاحتجاجات، أصدر “حركة رجال الكرامة”، الفصيل الأبرز في المحافظة بياناً أشار فيه إلى أن قرارات الحكومة السورية تهدف “لتهجير الشعب السوري وتجويعه.”
واعتبر الجناح الإعلامي لحركة رجال الكرامة في حديث لنورث برس، رفع الدعم، “جزء من عمل ممنهج يهدف للتضييق على الشعب السوري”.
وقال جابر مراد (29 عاماً) وهو من سكان بلدة بكا، إنهم منعوا الموظفين من دخول مجلس البلدية والدوائر الحكومية الأخرى في البلدة احتجاجاً على قرارات “النظام المجحفة والتي وصلت لرغيف الخبز”.
وأضاف: “منعنا تداول البطاقة الغبية لشراء مادة الخبز في البلدة”.