شابتان في القامشلي تحققان نجاحاً في التصوير الفوتوغرافي بعد موهبة ومثابرة

القامشلي- نورث برس

بالموهبة والمثابرة استطاعت شابتان في القامشلي، تحقيق نجاح في فن التصوير الفوتوغرافي، رغم الظروف التي تعرضت لها الشابتان وغياب تشجيع الأهل والمحيط وما رافقه في بعض الأحيان من استهزاء من تلك الموهبة.

وحققت كل من إيفلين محمد علي، وريم منصور، نجاحاً في فن التصوير الفوتوغرافي، رغم اختلاف الظروف التي واجهت الشابتان.

وتوجهت إيفلين محمد علي ( 23 عاماً) إلى العمل في مجال الإعلام كمصورة فوتوغرافية في مدينة القامشلي، بعد نزوحها مع عائلتها من مدينة كوباني أواخر 2015، في أعقاب سيطرة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على المدينة.

وكانت “محمد” تصور كل ما يصدفها في طريق الذهاب والعودة من عملها في مكتب العلاقات العامة لوحدات حماية المرأة “YPJ”، بواسطة كاميرا جهازها الخليوي البسيط.

وبعد مرور ثلاث سنوات التحقت “محمد” بالعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي على نحو أوسع في مركز متخصص “Şopdarên Rojê ya Çandê”، وهو مركز ثقافي يعنى بتوثيق كافة المجالات الاجتماعية الثقافية، العسكرية والسياسية في المنطقة.

صقل التجربة

وبدأت “محمد” بصقل تجربتها في التصوير، حيث أخذ حيزاً كبيراً من اهتماماتها، خلال عملها الجديد الذي أفسح أمامها المجال للخوض في مضمار التصوير الاحترافي.

والتحقت الشابة بالعمل في المركز الثقافي “Şopdarên Rojê ya Çandê “، ضمن قسم المرئيات في عام 2018.

وتقول “محمد” لنورث برس، خضعت لعدة دورات تدريبية في مجال التصوير على مدى شهور، ثم انتقلت إلى قسم الوثائقيات ضمن مجموعة  متخصصة بتصوير وإنتاج الأفلام الوثائقية.

وشاركت زملاء لها ضمن المجموعة في تصوير وإنتاج فيلم وثائقي عن حي الشيخ مقصود في حلب حمل عنوان Xurmîna Daholê”” حيث أخذ صدى واسع.

وأشارت “محمد” إلى أنها قامت بإخراج فيلم حمل عنوان “واشوكاني” عام 2021، تمحور حول المقاومة التي أبداها سكان سري كانيه وبسالة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في أعقاب الاجتياح التركي لها عام 2019.

ولاقى الفيلم “نجاحاً كبيرا” بحسب “محمد”.

وأضافت أن الفيلم تمحور حول القصص التي أفرزتها حالة النزوح، فكانت تضاهي في أشكالها صور المقاومة ضمن ساحة المعركة ولم تكن بأقل شأناً.

وشاركت أيضاً، ولأول مرة في معرض متنقل للتصوير الضوئي جاب عدة مدن “القامشلي، عامودا، الحسكة، تربسبي (القحطانية)، سري كانيه (رأس العين)، الدرباسية)، تل أبيض، وكوباني، حلب”.

وكان من أبرز التحديات التي واجهتها في عملها في مجال التصوير الفوتوغرافي هو “العمل خارج المنزل لوقت متأخر وأحيانا السفر لأيام  لإنجاز أعمال التصوير”، تقول إيفلين محمد علي.

وتضيف، أنها لازالت تطمح لتحقيق المزيد من النجاح في عملها كمصورة فوتوغرافية.

شغوفةٌ بالتصوير

وتشاطر ريم منصور (23 عاماً) وهي من سكان مدينة القامشلي، المصورة إيفلين محمد علي، ذات الحب والشغف للتصوير وحب الموهبة وتطويرها.

وتقول “منصور” اكتشفت موهبتي في التصوير عام 2017، وبدأت بممارستها فعلياً عندما التحقت بالعمل كمصورة في عدة وسائل إعلامية مسموعة ومرئية ومقروءة.

وأضافت أنها “لم تخضع لدورات تدريبية متخصصة في مجال التصوير واكتفت بمطالعة الكتب ومتابعة القنوات المتخصصة بفن التصوير الفوتوغرافي وأساسياته”.

واستطاعت أن تصقل موهبتها في التصوير من خلال تجربتها في مجال التصوير الصحفي وملامستها للواقع عبر كاميرتها البسيطة.

وأشارت “منصور” إلى أنه إضافة إلى عملها في مجال التصوير الصحفي كانت تقوم بتصوير حفلات التخرج وأعياد الميلاد.

وقالت: “سأكمل في هذا المجال إلى النهاية، فالتصوير هو شغفي”.

وأكثر الصعوبات التي واجهتها في البداية هو “عدم إلمامها بشكل كافٍ بقواعد وأساسيات التصوير”.

وكان التصوير بالنسبة لـ”منصور” مجرد هواية في البداية ليتحول إلى موهبة ومهنة تمارسها اليوم بكل إتقان. 

وأشارت إلى أنها لم تلقَ التشجيع والدعم الكافي من قبل عائلتها لرغبتهم في أن تكمل دراستها في مجال التصوير، لتكتفي بممارسته كهواية فقط.

وقالت “منصور”: “لقد عانيت كثيراً مع عائلتي في البداية وكانوا ينظرون إلى حملي للكاميرا باستخفاف ونظرة دونية ولكن اليوم تغيرت تلك النظرة بعد أن لمسوا نجاحي في مجال التصوير”.

وأضافت: “التصوير كان يساعدني في أن أتجاوز أي كلمة أو موقف قد يكون محبطاً عندما أنجز عملي بإتقان”.

إعداد: ديانا محمد – تحرير: فنصة تمو