أحياء في حلب بلا كهرباء رغم انقضاء العام الخامس على سيطرة الحكومة عليها

حلب- نورث برس

لا يخاطر أحمد عبد الرحمن (39عاماً) وهو من سكان حي السكري في مدينة حلب، بالخروج من منزله في ساعات المساء المتأخرة إلا إذا كان مضطراَ لذلك، فغياب الكهرباء النظامية عن الشوارع يثير مخاوفه وخاصة مع وقوع عمليات سرقة طالت منازل في الحي.

وتفتقر أحياء حلب الشرقية مثل الفردوس والسكري والمرجة ومساكن هنانو والصالحين للكهرباء النظامية، رغم انقضاء العام الخامس على سيطرة القوات الحكومية عليها.

ويعتمد سكان هذه الأحياء على مولدات الكهرباء (الأمبيرات) لإنارة منازلهم ومحالهم التجارية ولساعات محددة، في حين تبقى الشوارع الرئيسة والفرعية بلا إنارة.

وغابت الكهرباء النظامية عن الأحياء الشرقية في المدينة، إبان سيطرة المعارضة المسلحة عليها في منتصف العام 2012.

ولم يصل التيار الكهربائي التي وعدت به الحكومة سوى لبعض الأحياء في حلب التي تشهد تقنيناً حاداً، فيما واصل غيابه عن باقي مناطق حلب الشرقية.

وفي شباط / فبراير عام 2017، دخلت القوات الحكومية أحياء حلب الشرقية، ولم يغير ذلك الدخول إلى اليوم من شيء في الواقع الخدمي في تلك المناطق.

وقال “عبد الرحمن” وهو صاحب ورشة النجارة، إن “الحي يعيش في ظلام مخيف، فكل الأزقة وغالبية الشوارع ومداخل الأبنية السكنية لا تتوفر فيها إنارة”.

وأضاف: “من الممكن أن يقوم اللصوص باعتراض طريق أي شخص وسرقته ولربما قتله، خاصة بعد إطفاء المولدات الكهربائية في الشوارع الرئيسية في الساعة 12 ليلاً وما يعقبه من إقفال المحال”.

فيصبح الحي بكل شوارعه وعلى ضخامته “أشبه بمدينة أشباح لا يمكن رؤية شيء فيها سوى قطط وكلاب شاردة هي التي يمكن لها التجوال بالظلام الحالك”، بحسب “عبد الرحمن”.

والأسبوع الماضي، فتح لصوص باب محل تجاري في حي السكري وسرقوا محتوياته، مستغلين الظلام وخلو الشارع الذي يقع فيه المحل من المارة، بحسب سكان محليين.

ويتساءل سكان أحياء تفتقر للكهرباء عن سبب عدم تركيب الحكومة لأعمدة الإنارة والاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية كما في بعض الأحياء الغربية من المدينة التي تم فيها وضع بطاريات تشحن بالطاقة الشمسية؟.

ويقول هؤلاء إنه في بداية دخول القوات الحكومية إلى أحيائهم، كان سقف مطالبهم مرتفع، وتوقعوا أن يتم تأهيل البنى التحتية وعلى رأسها التغذية الكهربائية، لكنهم حالياً يطالبون فقط بإنارة الشوارع ليلاً، بعد فقدانهم الأمل في الخدمات الأخرى.

وفي هذه الأثناء، بادر سكان بعض الأحياء بوضع إنارة أمام منازلهم بالاعتماد على ضوء الليدات العاملة على البطاريات.

وقال ربيع السواس (45 عاماً) وهو من سكان حي الميسر بحلب، إن تلك المبادرات الفردية غير كافية وخاصة أنها اقتصرت على المنازل المؤلفة من طابق واحد فقط، فيما غابت عن البنايات المؤلفة من أكثر من طابق.

وأشار إلى أنهم طالبوا البلدية المسؤولة عن قطاع حي الميسر ومجلس مدينة حلب أكثر من مرة بضرورة إيجاد حل لإنارة الشوارع، “لكن كان الجواب أن وضع أعمدة إنارة اعتماداً على الطاقة الشمسية أمر مكلف جداً للحكومة ولم يطبق سوى ببعض الأحياء كحي العزيزية والفرقان”.

وأضاف نقلاً عن مهندسين في المجلس، أن الأحياء الشرقية غير مدرجة حالياً ضمن الخطط الحكومية لإنارة شوارعها.

إعداد: رامي صباغ – تحرير: سوزدار محمد