الخسائر المتتالية للمنتخب السوري تطيح بأحلام مشجعيه بالوصول إلى كأس العالم
دمشق – نورث برس
لم يتفاجأ يونس سليمان (28 عاماً) وهو من سكان مشروع دمر غرب دمشق، من نتيجة المباراة التي جمعت منتخب سوريا لكرة القدم مع نظيره الإماراتي، إذ أنه اعتاد خسارة منتخبه بعد سلسلة من الخسائر المتلاحقة.
ويقول الشاب العشريني إنه توقع خسارة منتخبه بعد أن أعلن عن تشكيلة لاعبيه.
ويضيف معلقاً على المباراة، “لقد كانوا يلعبون بدون روح وهذا ليس بجديد على منتخبنا الذي يخسر منذ 30 عاماً”.
ويشير إلى أن المنتخب السوري في كل مباراة، “يقدم أداء أسوأ مما قبله وهذه نتيجة طبيعية لفريق تحكمه الواسطة من قمة الهرم إلى أسفله”.
وبلغة لم تخلو من الاتهام، يزيد على ذلك “كما العادة شبابنا واتحادنا قابضين ثمن المباراة والمشجع السوري يدفع ثمن الفساد من وقته وراحته”.
وفي السابع والعشرين من هذا الشهر، استضاف المنتخب الإماراتي نظيره السوري، على “استاد آل مكتوم” الخاص بنادي النصر الإماراتي ضمن الجولة السابعة من المجموعة الأولى في تصفيات المونديال بقارة آسيا لـ 2022.
وشكلت المباراة فرصة للفريق السوري من أجل تحقيق الفوز وتعزيز فرصته في التأهل لكأس العالم وتحسين النتيجة بعدما تلقى ضربة “موجعة” خلال المباراة الأخيرة على يد المنتخب الإيراني والهزيمة بنتيجة 3-1.
إلا أن تشكيلة المنتخب وأداء اللاعبين ونتيجة المباراة، جاءت مخيبة لآمال الجماهير السورية الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر خبر الفوز، حيث انتهت المباراة لصالح الإمارات 2- 0.
خسائر متلاحقة
وأحدثت الخسارة موجة غضب بين الجماهير، على قيادات الرياضة السورية، دون أن تخلو من التنمر على اللاعبين.
وخسر المنتحب السوري أيضاً أمام كل من منتخب لبنان وكوريا الجنوبية والصين وإيران وتعادل مع كل من العراق والإمارات ضمن الجولة الثالثة من نهائيات كأس العالم المقامة حالياً في قطر.
وبذلك يحتل المنتخب السوري الترتيب السادس والأخير في مجموعته، التي تضم إيران في المرتبة الأولى وكوريا الجنوبية في المرتبة الثانية والإمارات في المرتبة الثالثة ولبنان في المرتبة الرابعة والعراق في المرتبة الخامسة.
ويعد منتخب سوريا لكرة القدم ممثل الجمهورية السورية الرسمي في رياضة كرة القدم ولم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم إطلاقاً.
وكان سامر مروان (25 عاماً) وهو من سكان حي مزة جبل غرب دمشق، من بين عشرات المشجعين الذين تهافتوا إلى ساحة الأمويين لمتابعة وتشجيع فريقهم، رغم تساقط الثلوج والظروف الجوية القاسية، على أمل أن يحظوا ببعض المتعة والفرح.
ويعلق “مروان” على مشهد يقول إنه إلى الآن لم يستطع نسيانه، “لم أتعاطف مع فريق لعب بشكل عشوائي، بقدر تعاطفي مع المشجعين في الساحة الذين عادوا حزينين إلى منازلهم وهم يرتجفون من البرد”.
يضيف المشجع: “منذ سنوات ونحن نحلم بوصول منتخبنا إلى النهائيات، ولكن في ظل الفساد الذي يحكم الاتحاد الرياضي وتشكيلته غير المؤهلة للعب والأخطاء الإدارية، لن نحظى بذلك حتى اليوم”.
وتأسس الاتحاد السوري لكرة القدم في العام 1936 وانضم إلى الفيفا في 1937 وتصنيفه الحالي 74.
“استبعاد لاعبين محترفين”
وفي إشارة واضحة إلى المحسوبيات التي تحكم الاتحاد الرياضي السوري، “على ما يبدو المدرب يتعرض للضغط لاختيار التشكيلة، لذلك رأينا كيف تم استبعاد بعض اللاعبين المحترفين”، بحسب “مروان”.
وبحسرة يضيف: “لقد كنت أتأمل كسائر السوريين أن نفرح قليلاً في ظل الظروف والأوضاع الصعبة التي يعيشها البلد، لكن لا جدوى”.
والثلاثاء، سيلعب المنتخب السوري ضد فريق كوريا الجنوبية على أرض ملعب “استاد راشد” بالنادي الأهلي ضمن مباريات تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2022.
ولا يختلف رأي الخبير الرياضي نور الكوجي، عن آراء المشجعين بخصوص “الأداء السيء” لفريق نسور قاسيون أمام نظيره الإماراتي.
ووفقاً للخبير الرياضي، فقد شهدت الدقائق الأولى من المباراة، تضيع فرص ذهبية من قبل عمر السومة ومحمود المواس “الذين لم يقدموا أداءً جيداً في المباراة”.
ويستهزأ من تشكيلة الفريق، “ملهم بابولي شارك في الدقائق الأخيرة للمباراة وحسام عايش لم يلعب وأياز استبعد، وعمر السومة خيب أمالنا جميعاً، لم يلعب كما يجب، لذلك كان يستحق ما بدر من الجمهور الذي طالبه بالاستقالة وترك المنتخب”.
ويرى الخبير أن اللاعب أياز عثمان، الذي ينحدر من مدينة القامشلي “تعرض للظلم عندما استبعد من اللعب بحجة أنه طالب، بأن يكون لاعباً أساسياً في المباراة”.
“حل الاتحاد الرياضي”
وتعرض عمر السومة لهجمة هتافات قاسية من قبل المشجعين المتواجدين في الملعب والجماهير خلف الشاشات، الذين اتهموه وحملوه مسؤولية خسارة المنتخب السوري، حيث لم يلعب باحترافية كما المعتاد.
ويحمل “الكوجي” مدرب المنتخب تيتا فاليريو الذي أدخل حارس المنتخب إبراهيم عالمة في تشكيلة الفريق، “رغم معرفته المسبقة بتسببه بخسائر سابقة، لكني لا ألومه فهو أيضاً يُدار من قبل منظومتنا الرياضية الفاسدة ولا يُدير”.
ويرجع أسباب الخسائر المتكررة إلى “غياب الضمير المهني عند المسؤولين عن الاتحاد الرياضي وكذلك غياب الشعور بالمسؤولية عند اللاعبين أنفسهم اتجاه الجمهور السوري الذي يطمح ولو لمرة واحدة أن يعيش نشوة الفوز”.
ويشير “الكوجي”، إلى أنه لا يمكن فصل القطاع الرياضي عما يعيشه القطاعات الأخرى في سوريا، وخاصة القطاع الاقتصادي الذي يشهد تدهوراً غير مسبوق، بدءاً من الإمكانات المحدودة لتدريب اللاعبين إلى عدم القدرة على استقدام لاعبين محترفين.
ويعتقد بأن الحل الوحيد لإحياء المنتخب، يكمن في حل الاتحاد الرياضي الحالي الذي مضى عليه الزمن دون أن يحقق إنجازات تذكر، “لأن الجماهير السورية بحاجة لفريق واتحاد مبني على أسس جديدة وبعيدة عن الفساد الحالي”.