أعزاز- نورث برس
تحاول عائلة سليمان العبود (34 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، تقليل الكميات المستهلكة من المياه وذلك بعد ارتفاع أجور التعبئة من الصهاريج الجوالة في المدينة.
ويسكن النازح الذي ينحدر من ريف حمص مع عائلته المكونة من زوجته وأطفاله الثلاثة ووالدته في منزل يقع في تجمع شرق المدينة تم تأسيسه مؤخراً وهو غير مخدم بشبكة المياه ويبلغ إيجاره 75 دولاراً أميركياً شهرياً.
يقول الرجل الثلاثيني إن عائلته تستهلك عشرة براميل كل أسبوعين تقريباً بمبلغ 50 ليرة تركية (نحو 14 ألف ليرة سورية).
ويجد “العبود”، الذي يعمل في ورشة خياطة ببلدة كلجبرين مقابل ألف ليرة تركية شهرياً (ما يقارب 80 دولار أميركي)، صعوبات في تأمين ثمن شراء المياه باستمرار، وخاصة أن راتبه يكفي إيجار المنزل دون دفع رسوم الكهرباء والمياه والإنترنت.
وفي هذه الأثناء، يضطر للاستدانة أحياناً ويرسل له شقيقه المقيم في تركيا مبلغاً من المال أحياناً أخرى، وفقاً لما ذكره لنورث برس.
ومع ارتفاع سعر الكهرباء والمحروقات في أعزاز خلال الفترة الماضية، رفع معظم أصحاب الآبار الارتوازية سعر تعبئة الصهاريج من المنهل، ما انعكس سلباً على السكان الذين لا تصلهم المياه التي يضخها المجلس المحلي من بحيرة ميدانكي بريف عفرين إلى أعزاز.
وحالياً، يبلغ سعر تعبئة الصهريج الذي تبلغ سعته 25 برميلاً من المنهل، 25 ليرة تركية (7500 ليرة سورية) ويقوم أصحاب الصهاريج بتعبئة كل عشرة براميل للسكان بـ 45 أو 50 ليرة تركية وذلك بحسب بعد المنزل عن المنهل وارتفاع الطابق.
وقبل ذلك، كان يبلغ سعر تعبئة عشرة براميل، 25 ليرة تركية.
ويحدث ذلك في ظل غياب الرقابة من المجلس المحلي وعدم تقييد أصحاب المناهل والصهاريج بسعر موحد.
ساعات ضخ قليلة
ولا تصل المياه إلى الأبنية السكنية الواقعة على أطراف المدينة، حيث أن غالبيتها حديثة الإنشاء ولم يتم تمديد شبكة المياه إليها وخاصة في القسم الشرقي والشمالي حيث تكثر الإنشاءات الجديدة.
وكان المجلس المحلي في المدينة قد بدأ باستجرار المياه إلى أحياء أعزاز في منتصف 2021 من بحيرة ميدانكي بريف عفرين.
وتتم عملية ضخ المياه إلى أحياء المدينة بشكل دوري عبر جدول أسبوعي، حيث تصل إلى كل حي مرة في الأسبوع ولمدة ثماني ساعات.
ولكن مع ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء، خفض المجلس ساعات الضخ إلى ست ساعات أسبوعياً لكل حي.
وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، رفعت شركة “Ak Energy” التركية المحتكرة للكهرباء في أعزاز سعر الكيلو واط الواحد من 85 قرش إلى ليرة تركية، ثم استمرت في رفع سعر الكيلوواط حتى وصل إلى 1.47 ليرة، في ظل زيادة ساعات قطع الكهرباء.
مع الانقطاع المتكرر للكهرباء وارتفاع سعر التعبئة، عمّت مدن وبلدات شمال وشرق حلب خلال الفترة الماضية احتجاجات واسعة ضد شركة الكهرباء والمجالس المحلية.
وبعد استمرار الاحتجاجات ضد الشركة، قامت الأخيرة بالاتفاق مع المجالس المحلية في المنطقة بتوحيد أسعار التعبئة، حيث وحدت التعبئة الأولى في الشهر بـ 1.15 ليرة تركية لكل 100 كيلو واط.
ويصل سعر ليتر البنزين في أعزاز إلى 11.60 تركية، فيما يباع الليتر الواحد من المازوت10.00 ليرة تركية.
حلول سكانية
واضطر إسماعيل العلي (39 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح في أعزاز لتعبئة خزانه بعد مرور اليوم المخصص للحي الغربي بمدينة أعزاز دون ضخ المياه إليه ونفاد ما لديه من المياه.
واشترى النازح الذي ينحدر من ريف حلب الغربي عشرة براميل من المياه من الصهاريج بمبلغ 50 تركية، ليتفاجأ مساء اليوم التالي بضخ المياه إلى الحي.
ويقول “العلي” باستياء، “لم أستفد من ضخ المياه لكني سأضطر لدفع 50 ليرة تركية نهاية الشهر كرسوم لمؤسسة المياه التابعة للمجلس المحلي”.
وتبلغ قيمة الدفع الشهري لكل منزل تصله المياه 50 ليرة تركية (ما يقارب 15 ألف ليرة سورية).
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، رفع المجلس رسوم الاشتراك الشهري من 30 ليرة تركية إلى 50 ليرة وذلك إثر تدهور الليرة التركية مقابل الدولار وعدم ثباتها، وفقاً لما نقله سكان لنورث برس عن موظفي الجباية.
ومع الانقطاع المتكرر للكهرباء في أوقات الضخ وضياع فرصة التعبئة لدى غالبية السكان وغلاء ثمن التعبئة من الصهاريج، اقترح علي حماشو (44 عاماً)، اسم مستعار لأحد سكان أعزاز على جيرانه في بالبناية والأبنية المجاورة لحفر بئر بجانب البناية.
ويقول “حماشو” إنهم بدأوا بأعمال الحفر عبر استقدام حفارة آبار وتمديد أنابيب إلى سطح البناء لتعبئة الخزانات، دون أن يشير فيما إذا كانت تلك المياه صالحة للاستخدام أو تم فحصها.
ويشير إلى أنهم يعتمدون على البئر أثناء عدم انتظام ضخ المياه إلى حييهم وانقطاع الكهرباء في أوقات الضخ.