أنفاق لتخزن فصائل تابعة لإيران أسلحتها بريف دير الزور تثير مخاوف سكان

دير الزور- نورث برس

يتخوف سكان في منطقة المزارع ببادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، من تخزين فصائل تابعة لإيران، الأسلحة والذخائر في أنفاق منتشرة في المنطقة.

ويصف هؤلاء تخزين الأسلحة في الأنفاق بـ”القنبلة الموقوتة”، ففي حال حدوث أي خلل فني أو تعرضها للقصف، فإن ذلك من شأنه أن يلحق أضراراً جسيمة بالأحياء السكنية، بحسب قولهم.

وتستخدمتلك الفصائل الأنفاق لتخزين وإخفاء الأسلحة عن الطيران المسير الأميركي والإسرائيلي الذي يراقب التحركات العسكرية لفصائل تابعة لإيران في المنطقة.

ولم تجهد تلك الفصائل نفسها لإنشاء تلك الأنفاق، كالقيام بأعمال تخطيط وحفر وبناء وتهوية وإنارة، وذلك لأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كان قد قام بكل تلك الإنشاءات والتجهيزات أثناء فترة سيطرته على المنطقة.

وتسيطر فصائل تدعمها إيران على مناطق واسعة بريف دير الزور وتعد الميادين والبوكمال من أبرز المراكز التي يتوافد إليها عناصر الفصائل من جنسيات عربية وأجنبية.

وبدأت تلك الفصائل تغلغلها في أرياف دير الزور منذ سيطرتها على المدينة وأريافها غرب نهر الفرات في العام 2017 بعد معارك مع مسلحين تابعين لتنظيم “داعش”.

وفي وقت سابق قال قيادي ميداني في لواء فاطميون، لنورث برس، إن “المخازن تحتوي على ذخيرة متوسطة وخفيفة فقط، وتعتبر ميدانية للواء فاطميون وحركة النجباء وحزب الله العراقي”.

وأضاف: “عملية التخزين تأتي لتجنب استهداف الطيران ولتكون قريبة من البوادي في حال تعرض النقاط والمقرات العسكرية لهجمات على يد خلايا تنظيم (داعش) في المنطقة”.

لكن مصادر مطلعة من منطقة المزارع قالت لنورث برس، إن الأنفاق تضم كميات كبيرة من صواريخ إيرانية وكافة أنواع الأسلحة والذخائر والمتفجرات.

وأشارت ذات المصادر إلى أن الفصائل الإيرانية كلواء فاطميون وأبو الفضل العباس وحركة النجباء وقوات السيدة زينب، قامت مؤخراً بعدة تجارب لإطلاق عدة صواريخ أرض ـ أرض إيرانية الصنع من منطقة المزارع إلى عمق البادية.

منطقة استراتيجية

ويأتي قيام تلك الفصائل بتخزين الأسلحة في المزارع لأنها تعد منطقة استراتيجية مرتفعة ومطلة على حقل العمر النفطي الذي يضم مقراً لقوات سوريا الديمقراطية وقاعدة للتحالف الدولي لمحاربة التنظيم.

ويمكن لتلك الفصائل من خلال منطقة المزارع، استهداف قاعدة حقل العمر وأهداف عسكرية أخرى بمناطق سيطرة “قسد” شرقي الفرات.

وفي الآونة الأخيرة، شهدت قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر النفطي استهدافاً صاروخياً من الفصائل التابعة لإيران غربي الفرات دون تسجيل أي خسائر في صفوف قوات التحالف.

وفي الرابع من هذا الشهر، قامت الفصائل باستهداف حقل العمر بعدد من صواريخ أرض ـ أرض كانت مخزنة بتلك الأنفاق، حيث قامت بنصبها وإطلاقها باتجاه قاعدة الحقل مستغلة موقع الأنفاق المطل على الحقل.

فيما تتكرر استهدافات بين الحين والآخر لمواقع تتواجد فيها فصائل تابعة لإيران، ففي الخامس من هذا الشهر، استهدف طيران التحالف الدولي مقرات عسكرية لتلك الفصائل في بلدات العشارة والميادين غربي نهر الفرات.

ومؤخراً، بدأت فصائل عسكرية تابعة لإيران، بتنصيب منظومة رادار لكشف الطيران المسير وحماية نقاطها من الاستهداف الجوي في منطقة الميادين.

وأواخر العام الماضي، قامت الفصائل بنصب منظومة رادار وتشغيلها في منطقة المزارع قرب الميادين التي حولتها إلى مستعمرات وثكنات عسكرية.

وقبلها بأيام قليلة، قامت بتجريب مشروع طائرة مسيرة إيرانية الصنع يطلق عليها اسم “أبابيل” حلقت فوق قلعة الرحبة ومزار عين علي جنوب الميادين.

زيادة التغلغل الإيراني

وأعرب أحد سكان منطقة المزارع الذي فضل عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، عن مخاوفه من زيادة التغلغل الإيراني في المنطقة وأن تتحول المزارع إلى ساحة حرب واستهدافات متبادلة بين تلك الفصائل والقوات الأميركية.

وتتعرض مواقع تلك الفصائل في ريف دير الزور الغربي ضمن مناطق سيطرة القوات الحكومية، لهجمات من طيران حربي بين الفينة والأخرى، رُجح عدة مرات أنه إسرائيلي.

وأشار إلى أن الفصائل الإيرانية تجد منطقة المزارع بيئة مناسبة ومحصنة لتخزين الصواريخ والأسلحة وهو ما يعرض المنطقة للقصف.

وقام فصيل تابع لإيران، بإنجاز تحصينات جديدة في مواقعه بريف دير الزور الغربي شرقي سوريا.

وفي نيسان/ أبريل العام الماضي، انتهى لواء فاطميون من حفر سلسلة خنادق بمحيط نقاطه العسكرية في بادية جبل البشري بريف دير الزور الغربي بعد أعمال استمرت حوالي خمسة أشهر متواصلة.

وقال مصدر عسكري حينها لنورث برس، إنه سيتم عمل سلسلة أنفاق للتخفي أثناء عمليات القصف الجوي التي تطال نقاطهم في أرياف مدينة دير الزور بين الحين والأخر.

وقال شخص آخر من منطقة المزراع، إنه كبقية المزارعين الذين يمتلكون أراضٍ قريبة من تلك الأنفاق، يتحاشون الذهاب إلى أراضيهم وزراعتها خشية أن تتعرض تلك المنطقة للقصف أثناء تواجدهم بين الأرضي.

وأشار إلى أن معظم الأراضي القريبة من تلك الأنفاق تركوها بوراً منذ عدة أعوام.

 إعداد: عبد الحميد الحسين- تحرير: سوزدار محمد