سكان في أعزاز: التشكيلات الجديدة بين فصائل المعارضة لا جدوى منها

أعزاز- نورث برس

يقول سكان ونازحون في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، إنه لا جدوى من تأسيس تشكيلات عسكرية جديدة بين فصائل المعارضة المسلحة، في ظل استمرار حالة الفلتان الأمني في  المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ويرى هؤلاء أن تلك التشكيلات تتجمع تحت اسم واحد، ولكن تفرقهم المناطقية والفصائلية التي لا تزال مترسخة لديهم.

وتعلن فصائل المعارضة الموالية لتركيا اندماجها تحت مسميات جديدة، بسبب خلافات أو تغيرات في هيكليتها.

وفي الثالث والعشرين من هذا الشهر، أعلن تشكيلان لفصائل المعارضة هما “حركة ثائرون” و”الجبهة السورية للتحرير” ضمن الجيش الوطني الموالي لتركيا، عن اندماجهما تحت تشكيل باسم “هيئة ثائرون للتحرير”.

وقال مصدر خاص، لنورث برس، حينها إنه تم تعيين “فهيم عيسى” قائد فرقة السلطان مراد قائداً للهيئة، و”معتصم عباس” قائد فرقة المعتصم قائداً للأركان، و”سيف أبو بكر” قائد فرقة الحمزة نائباً لقائد الأركان.

وتشكلت حركة “ثائرون”، بداية تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، بعد اندماج كل من فصائل فيلق الشام وفرقة السلطان مراد وفرقة المنتصر بالله وثوار الشام، بالإضافة للفرقة الأولى بمكوناتها “لواء الشمال والفرقة التاسعة واللواء 112”.

وفي التاسع من أيلول/ سبتمبر العام الماضي، أُعلن تشكيل الجبهة السورية للتحرير عبر اندماج فرقة السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة وفرقة المعتصم وفرقة صقور الشمال والفرقة 20.

وبداية نيسان/ أبريل 2021، أعلن فصيل السلطان سليمان شاه “العمشات”، عن خروجه من التبعية الإدارية للفيلق الأول في الجيش الوطني المعارض، دون ذكر الأسباب التي دفعته لذلك.

وقال صالح بكار (36 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من ريف حمص، ويسكن في أعزاز، إن تأسيس جميع التشكيلات السابقة “باء بالفشل ولم تحقق من تكتلها إلا سخرية السكان”.

وأضاف أنهم كانوا يتمنون أن تساهم وتعمل تلك التشكيلات على تحسين واقع المنطقة المترهل أمنياً بعيداً عن التنظير والتسميات فحسب، “لكن لا جدوى منها”.

وفي الثالث والعشرين من آب/أغسطس الماضي، أعلنت فصائل فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه ولواء صقور الشمال انسحابها من غرفة القيادة الموحدة (عزم)، بعد أقل من شهر على الانضمام لها، بسبب خلافات على التمثيل.

وتحظى أغلب تلك الفصائل بدعم لوجستي وعسكري من قبل تركيا، وشاركت في عدة عمليات عسكرية شمالي سوريا إلى جانب الجيش التركي، أسفرت أبرزها عن سيطرة تركيا على مناطق عفرين وسري كانيه (رأس العين) وتل أبيض.

وتتهم منظمات دولية وسكان، تلك الفصائل، بالمسؤولية عن عمليات الاختطاف والقتل والاعتقال المستمر للسكان الأصليين، والبدء بعمليات تغيير ديموغرافي في تلك المناطق خاصة.

ويرى عدنان خرفان (31 عاماً) وهو اسم  مستعار لأحد سكان مدينة أعزاز، أن الغاية التي يسعى لها قيادات الفصائل المندمجة ضمن تكتل موحد هي “تحقيق مكاسب شخصية فقط”.

ويشير إلى أن تلك الفصائل تنسف المصلحة العامة التي يرجوها عناصر تلك الفصائل والمجتمع الذي يعول عليها في تحقيق متطلباتهم وغاياتهم.

وتشهد أعزاز وغيرها من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، توترات عسكرية وخلافات بين الفينة والأخرى، غالباً ما تسفر عن قتلى وإصابات في صفوف عناصرها.

فيما يرى  محمد هدال (43  عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان أعزاز، أن تأسيس التقسيمات والتكتلات الجديدة يدل على ترهل المنظومة التي تضمهم وهي الجيش الوطني السوري “وخير دليل على ذلك التناحرات والقتال المستمر”.

ويتساءل: “ما فائدة تلك التشكيلات إذا لم يتم حصر الأفعال والانتهاكات التي غالباً ما يكون فاعلها قيادياً أو عنصراً في فصائل المعارضة؟”.

إعداد: فاروق حمو- تحرير: سوزدار محمد