بعد العزوف عنها لسنوات.. مهنة “تبيض الأواني المنزلية” تعود مجدداً في إدلب

إدلب- نورث برس

بعد مرور عقد من الزمن يعود عثمان درويش (32عاماً) وهو نازح في مدينة إدلب، إلى ممارسة مهنته في “تبيض الأواني المنزلية” التي عزف عنها بسبب ضعف إقبال السكان عليها وقلة مردودها المادي آنذاك.

ويقول “درويش” النازح من مدينة الدانا شمال إدلب، إن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها نسبة كبيرة من السكان في المنطقة “ساهمت في عودة العديد من المهن والحرف التقليدية التي تراجع العمل بها، ومنها “تبيض الأواني المنزلية”.

نشطت بسبب الغلاء

ويقول رامي السعيد (35عاماً) وهو نازح في بلدة دير حسان الحدودية شمال إدلب، إنه ومع غلاء سعر الغاز المنزلي، لجأت عائلته لاستخدام مواقد الطهي التي تعمل على الحطب والكاز.

ونشطت هذه المهنة، حالها حال العديد من المهن، مع عودة سكان إلى استخدام أدوات الطهي البدائية، بسبب غلاء أسطوانة الغاز المنزلي وعدم توفره معظم الأحيان.

ورفعت شركة وتد للبترول التابعة لحكومة الإنقاذ الذراع المدني لهيئة تحرير الشام، سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 160 ليرة تركية (نحو 43 ألف ليرة سورية).

وتُعتبر “وتد”، التي أنشأت قبل نحو عامين، الجهة الوحيدة المسؤولة عن استيراد المحروقات إلى إدلب، ما يخولها احتكار المواد.

وأشار “سعيد” إلى أنه يقصد محل تبيض الأواني المنزلية بين الحين والآخر، لإصلاح الأواني القديمة وتبيضها بأسعار وصفها “بالمقبولة”.

وتتنوع الأواني التي يعمل على تبيضيها، فمنها المصنوعة من “النحاس وأخرى من الكروم والألمينيوم، مثل دلات القهوة، والأواني والأباريق، بحسب ما ذهب إليه عثمان درويش.

وأشار “درويش” إلى أن أسعار التبيض مناسبة لجميع السكان حيث تتراوح الأسعار بين 5 – 15 ليرة تركية للقطعة الواحدة، وذلك تبعاً لنوع وحجم القطعة.

ويواجه ممتهنو “التبييض” عدداً من الصعوبات، أبرزها تأمين أدوات ومستلزمات العمل، وسط ندرتها وغلاء أسعارها، وخاصة أن الأجور تكاد تكون رمزية، بحسب ” الدرويش”.

ويبلغ سعر صرف الدولار حالياً  نحو 13.61 ليرة تركية، بينما تقابل الليرة التركية 267 ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.

تجدد مهنة منسية

وعلى مقربة من سوق مدينة سرمدا الرئيسي، يعمل زهير المقصوص (54عاماً) وهو من سكان المدينة في المهنة منذ أكثر من 25 عاماً.

ويقول الرجل الخمسيني لنورث برس، إنه “حافظ على المهنة في الوقت الذي عزف عنها معظم الممتهنين، بسبب مردودها القليل بعد أن غدت مهنة منسية”.

وأضاف “المقصوص” أن ضعف الإقبال وقلة الإنتاج دفعه لإغلاق محله ومزاولة المهنة في المنزل حتى أن اسمه ارتبط بها، حيث بات يعرف بين سكان المدينة “بزهير المبيض” نسبة لمهنته.

وأشار إلى أنه عاد وافتتح محلاً لاستئناف ممارسة مهنته في تبيض الأواني بعد أن لاحظ زيادة الإقبال عليها، بسبب غلاء أسعار المحروقات في  المنطقة.

كما وجد رزوق الموسى (38عاماً) وهو نازح من ريف حماة الشمالي بإدلب في مهنة “تبيض الأواني المنزلية” والنحاس، التي تتلاءم مع إعاقته، وسيلة جيدة لكسب قوت يومه.

وأصيب “الموسى” في غارة جوية أدت لبتر ساقه اليسرى، وتسببت له بإعاقة دائمة، منعته من القدرة على ممارسة العديد من المهن.

وأضاف لنورث برس، أنه وجد في هذه المهنة “راحة نفسية وجسدية لأنها لا تحتاج إلى جهد كبير، ويمكنه العمل بها دون الحاجة إلى الوقوف لفترات طويلة”، وهو ما دفعه لافتتاح محل.

وأشار “الموسى” إلى أنه بات يعتمد على نفسه في تأمين احتياجات عائلته المؤلفة من خمسة أشخاص بعد أن كان ينتظر المعونات الغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية.

ويحصل الموسى على مبلغ 50 ليرة تركية (13ألف ليرة سورية) يومياً، من خلال مهنته في تبيض الأواني المنزلية.

 إعداد: سمير عوض- تحرير: فنصة تمو