قلق أممي حول “أشبال الخلافة” وسط استمرار الاشتباكات في الحسكة

القامشلي- نورث برس

أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، الأربعاء، عن قلقها حيال التقارير عن تسجيل وفيات بين الأطفال في سجن غويران العسكري في الحسكة شمال شرق سوريا.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة “اليونيسيف”، هنرييتا فور، في بيان، إنه يتوجب على جميع الأطراف في سوريا، “الالتزام بمسؤولياتها في حماية المدنيين وأولئك الذين لا يقاتلون، وإعطاء الأولوية لسلامة جميع الأطفال داخل سجن غويران”.

وأضافت أن الأطفال المحاصرين داخل السجن قد “يجبرون على لعب دور نشط في الاشتباكات الجارية بين المعتقلين وقوات الأمن”.

دروع بشرية

وبرزت قضية الأطفال المحتجزين (أشبال الخلافة) بعد أيام من هجوم خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على سجن الصناعة في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، واتخاذهم كدروع بشرية من جانب عناصر التنظيم المحاصرين.

والخميس الماضي، بدأت الاشتباكات بعد هجوم لخلايا من “داعش” على السجن، تزامن مع ثلاثة انفجارات في محاولة لتهريب السجناء.

ووفقاً لقوات سوريا الديمقراطية، فإن معتقلي “داعش” الذين نفذوا عصياناً داخل السجن لم يتوانوا عن استخدام الأطفال من “أشبال الخلافة” كدروع بشرية  خلال الاشتباكات التي لازالت دائرة إلى اليوم، بهدف منع المقاتلين من التقدم واستعادة السيطرة على السجن.

ولليوم السابع، تواصل “قسد” تطويق سجن الصناعة الذي يحوي الآلاف من معتقلي “داعش” بهدف استعادة السيطرة داخله، بالتزامن مع حملة تمشيط في حي غويران المحيط بالسجن بحثاً عن أفراد ثلاث خلايا للتنظيم ممن نفذوا هجوماً قبل أربعة أيام.

والأحد الماضي حملت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مسؤولية أي ضرر يلحق بالأطفال من “أشبال الخلافة” المرتبطين بالتنظيم.

وأضاف بيان للقوات أن العائق الكبير أمام تقدمهم كان استخدام “الإرهابيين” للأطفال من “أشبال الخلافة” المرتبطين بـ”داعش” والبالغ عددهم ٧٠٠ قاصر كدروع بشرية.

وأشار إلى أن هؤلاء الأطفال كانوا متواجدين في مهاجع خاصة منفصلة داخل مركز الاعتقال بهدف إعادة تأهيلهم من الفكر المتطرف.

مناشدات

وناشدت قوات سوريا الديمقراطية، في بيانها، المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل لتحييد الأطفال وعدم استخدامهم في العمليات العسكرية من قبل “داعش” وتسليمهم إلى القوات الأمنية حفاظاً على سلامتهم.

وأضاف أنه وأمام هذه الظروف، تتجاهل الدول وتغض الطرف عن قضية سحب رعاياها ومحاكمتهم على أراضيها أو تقديم الدعم  لإنشاء محكمة دولية لمحاكمة عناصر “داعش”.

وشددت المديرة التنفيذية لمنظمة “اليونيسيف”، هنرييتا فور، على ضرورة أن “تضمن جميع الأطراف في شمال شرق سوريا الحماية الجسدية والرفاهية للأطفال الموجودين في مرفق الاحتجاز”.

وأضافت أنه  “يجب أن تسترشد أي تدابير لاستعادة الهدوء في مرفق الاحتجاز بالاستخدام المناسب للقوة. وخلال الأعمال القتالية، يجب على جميع الأطراف اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة والالتزام بمبادئ التمييز والتناسب”.

وأشارت إلى وجوب أن “تتمثل الخطوة الأولى في فتح ممر آمن للعاملين في المجال الإنساني وغيرهم، للوصول إلى الأطفال وإجلائهم من مرفق الاحتجاز، بغية توفير الرعاية العاجلة والحماية التي يحتاجون إليها”.

إحصائيات وتدابير

ووفقاً لتصريحات سابقة لمسؤولي الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا فإن هؤلاء الأطفال كان من المقرر نقلهم من السجن بعد بناء وتجهيز عدة مراكز كمركز “هوري” لإعادة تأهيلهم ولكن “قلة الدعم المقدم حال دون إنشاء تلك المراكز”.

ويعد مركز “هوري” في قرية تل معروف بريف القامشلي، أول مركز متخصص لتأهيل الأطفال من ضحايا الفكر المتطرف في شمال شرقي سوريا.

ويهدف المركز الذي تأسس قبل أربعة أعوام في إلى إعادة تأهيل الأطفال ودمجهم من جديد مع المجتمعات المدنية.

وإلى جانب مركز “هوري” الذي يأوي أطفال “داعش” الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و18 عاماً، يعمل مركز “هلات” بالحسكة على تأهيل ورعاية أطفال تقبع أمهاتهم في السجون التي تشرف عليها قوات سوريا الديمقراطية.

ويضم مركز “هلات”، 55 طفلاً من جنسيات أجنبية وعربية باستثناء السورية والعراقية، وتتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً، ويداومون نهاراً في المركز، بينما يكون المساء موعد التقائهم مع أمهاتهم السجينات.

وتعيش أمهات هؤلاء الأطفال وغالبيتهم مهاجرات في سجن خاص بالنساء تشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي، بعد قيامهن بأعمال إجرامية ومحاولات فرار وقتل في مخيم الهول شرق الحسكة.

فيما يسكن القسم الأكبر من أطفال “داعش” في مخيمي الهول شرق الحسكة وروج قرب مدينة ديرك أقصى شمال شرق سوريا برفقة أمهاتهن.

ويضم مخيم الهول، نحو 56150 فرداً من 15250عائلة، بينها 2423 من عائلات قتلى ومعتقلي “داعش” الأجانب المنحدرين من نحو 60 دولة.

بينما يضم مخيم روج، نحو 806 عائلة تضم 2.800 فرداً بين عرب وأجانب من نساء وأطفال عناصر “داعش”.

والعام الماضي، سلّمت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومقرها في القامشلي، 324 طفلاً وامرأة من عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الأجانب إلى ممثلي دولهم، لكنها ترفض استلام غالبيتهم لا سيما الرجال والبالغين.

إعداد: فنصة تمو- تحرير: سوزدار محمد