منطقة اللجاة شرق درعا تفتقر للرعاية الصحية
درعا- نورث برس
تفتقر منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي، جنوبي سوريا، لمراكز صحية وصيدليات ومشافٍ ما يؤدي لتفاقم وضع السكان وخاصة المرضى الذين يضطرون لقصد المشفى الوطني في مدينة أزرع بريف درعا الشرقي وتحمل تكاليف المواصلات بهدف تلقي العلاج.
وقال محمد الخلف (45 عاماً) وهو من سكان منطقة اللجاة، إن تكلفة إسعاف مريض وخاصة في الليل من إحدى قرى المنطقة إلى المشفى الوطني في مدينة أزرع أو عيادة طبيب خاص تصل إلى ما يقارب خمسين ألف ليرة سورية على أقل تقدير.
وأشار إلى أن ما يزيد معاناة السكان هي الطبيعة الجغرافية الوعرة للمنطقة التي تتربع على هضبة بركانية صخرية.
وأضاف أن المنطقة ورغم تجاوز عدد سكانها أكثر من خمسين ألف نسمة، “إلا أنها لا تحظى بالأولوية والاهتمام من قبل المؤسسات الحكومية التابعة لحكومة دمشق”.
وتضم منطقة اللجاة 52 تجمعاً سكنياً موزعة على بلدات وقرى ومزارع متفرقة ويسكنها أبناء عشائر البدو.
وقبل الحرب السورية، كانت اللجاة تضم مركزاً صحياً في بلدة صور، يقدم خدمات محدودة للسكان، إلا أنه أغلق بعد خروج المنطقة عن سيطرة القوات الحكومية وتعرضه للقصف المدفعي أكثر من مرة ما أدى إلى دمار أجزاء منه في عام 2012.
وحولت القوات الحكومية مبنى المركز الصحي إلى مقر عسكري لها بعد سيطرتها على المنطقة صيف العام 2018.
ورغم مطالبات السكان المتكررة بضرورة إخلاء المركز والعمل على إعادته للعمل بالحد الأدنى على أقل تقدير، “إلا أن القوات الحكومية ترفض ذلك”، بحسب سكان محليين.
وقال أحد وجهاء المنطقة والذي فضل عدم نشر اسمه، إن مديرية الصحة “تقف موقف المتفرج ولا تسعى إلى تشغيل المركز الصحي وذلك ضمن سياسة التهميش الواضحة التي تنتهجها المؤسسات الحكومية بحق أبناء المنطقة”.
ويستمر هذا الوضع بالرغم من أن اتفاق التسوية الذي عقد صيف العام 2018 بين فصائل المعارضة السورية والقوات الحكومية برعاية روسيا، نص على عودة جميع التشكيلات العسكرية إلى ثكناتها.
وعام 2012، سيطرت فصائل المعارضة على اللجاة واستمر ذلك حتى اقتحام القوات الحكومية للمنطقة في تموز/ يوليو عام 2018 بدعم جوي روسي وإسناد فصائل موالية لإيران.
وخلال سيطرة المعارضة السورية على المنطقة، تم إنشاء مركز صحي آخر بقرية حامر بريف درعا الشرقي وكان يقدم خدمات صحية بدعم من عدد من المنظمات الدولية.
وقال محمود العلي وهو اسم مستعار لأحد العاملين السابقين في ذلك المركز إن الإغلاق تم بشكل كامل بعد سيطرة القوات الحكومية على المنطقة.
وأضاف أن المركز الصحي كان يقدم الخدمات والأدوية بشكل مجاني للسكان، بالإضافة إلى عيادة متنقلة كانت تعمل في قرى المنطقة بشكل دوري أسبوعي.
وأشار إلى أن كادر المركز هاجر بعضهم خارج محافظة درعا، فيما تم سحب الشبان الذي أجروا عملية التسوية الأولى إلى الخدمة الإلزامية في صفوف القوات الحكومية.